أوساط إسرائيلية تتحسب من انفجار انتفاضة ثالثة بسبب استمرار الاستيطان

في أعقاب عمليتين فلسطينيتين

متظاهر فلسطيني يحمي نفسه من قنابل الغاز بكيس بلاستيكي وذلك خلال مواجهات مع الجنود الاسرائيليين في قرية بلعين قرب رام الله امس (ا ف ب)
TT

في أعقاب اكتشاف متسلل فلسطيني من الحدود الإسرائيلية إلى مدينة إيلات الجنوبية السياحية وبحوزته عبوة ناسفة، وقيام فلسطيني آخر بعملية طعن مستوطن في منطقة الخليل، وتكرار عمليات قذف سيارات إسرائيل بالحجارة في الضفة الغربية، تحسبت أوساط إسرائيلية أمنية من خطر انفجار انتفاضة فلسطينية ثالثة.

وقال مسؤول أمني في تل أبيب، أمس، إن «هناك أكثر من إشارة تدل على أن منافسي أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) داخل حركة فتح والمتمردين عليه والمتذمرين من سياسته، يحاولون استغلال قرار الحكومة عدم تجميد الاستيطان بشكل كامل من أجل إحراج السلطة الفلسطينية وجرها إلى انتفاضة ثالثة». وعزا هذا المسؤول ما يجري في هذا السياق إلى «قلق فتح من أن تستعيد حماس قوتها الشعبية في أعقاب تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، فيحاولون الخروج بمكسب كبير يضيع على حماس إنجازها الكبير ويعيد فتح إلى العناوين كقائدة لما يسمى بالمقاومة».

وأضاف المسؤول الأمني: «فتح تشعر بأن صفقة تبادل الأسرى تجعلهم ضعيفين، وتفقدهم الهالة التي بنوها في مؤتمر فتح قبل ثلاثة شهور. والاستيطان هو الموضوع الذي يبنون عليه ليعيد رفعهم إلى سدة القيادة الشعبية». وتوقع أن تتصاعد العمليات الفلسطينية ضد إسرائيل، ليس فقط بمستوى المقاومة الشعبية التي تحدث عنها أبو مازن، بل أيضا تنفيذ عمليات مسلحة.

وكان هذا الرأي قد أعلن، أمس، في أعقاب سلسلة عمليات لافتة، أبرزها كشف عبوة ناسفة ضخمة قرب الحدود الإسرائيلية المصرية الجنوبية، على مقربة من إيلات. وحسب الرواية الأمنية الإسرائيلية فإن شابا فلسطينيا يعتقد أنه عبر الحدود من قطاع غزة إلى سيناء ومن هناك إلى إسرائيل، مستهدفا تنفيذ عملية تفجيرية ضخمة في إيلات. ولكن شهود عيان إسرائيليين رأوه وهرعوا يخبرون الشرطة. فشعر بأنه قد انكشف، فترك العبوة على الأرض وهرب عائدا إلى سيناء واختفى فيها. ولم تستطع القوات الإسرائيلية الوصول إليه قبل أن يتجاوز الحدود، كما لم تستطع القوات المصرية، التي وصلت متأخرة حسب الادعاء الإسرائيلي، الوصول إليه.. فغاص في سيناء واختفت آثاره.

وأضاف قائد شرطة إيلات أنه لو نجح المسلح الفلسطيني في دخول إيلات، لكان نفذ عملية انتحارية كبيرة، قد تؤدي إلى عشرات القتلى، علما بأن إيلات مدينة سياحية نشطة وهي ملأى هذه الأيام بالمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) المحتفلين بعيد الأضحى المبارك.

وكانت سلطات الأمن الإسرائيلية قد ذكرت أن شابا فلسطينيا طعن عند مدخل مستوطنة قريات أربع، القائمة على أراضي الخليل جنوب الضفة، مستوطنا في ظهره، وهجم على مستوطن آخر ليطعنه، لكن جنديا إسرائيليا أطلق عليه الرصاص وأصابه بجراح. فسقط أرضا، وعندها حضرت سيارة إسرائيلية ودهست الشاب الجريح مرتين ذهابا وإيابا، وفرت من المكان من دون أن يعرف صاحبها.

واعتبرت إسرائيل هاتين العمليتين، إضافة إلى تصاعد عمليات الرشق بالحجارة على سيارات المستوطنين، بمثابة تصعيد للتوتر الأمني. وحسب قائد الشرطة، فإن أجهزة الأمن الإسرائيلية تدرس هذه الحوادث ومغزاها وإذا كانت ناجمة عن مخطط تقف وراءه فصائل فلسطينية أم أنها مجرد مبادرات فردية. وأضاف أنه لا يستبعد أن تكون هذه عمليات منظمة تستهدف جر المنطقة إلى جولة جديدة من التدهور، أو ما يسميه الفلسطينيون انتفاضة ثالثة.

وكانت إسرائيل قد هاجمت الرئيس الفلسطيني على حديثه عن «مقاومة شعبية» واعتبرته «رضوخا للمتطرفين في فتح». وحسب مصادر إسرائيلية فقد نقلت الحكومة الإسرائيلية تحذيرا إلى أبو مازن حول تبعات تصريحاته. لكنه أوضح أنه لا يقصد تفجير انتفاضة. وصرح بذلك علنا، أول من أمس، عندما أعلن خلال جولته في دول أميركا اللاتينية بأنه لا يدعو إلى انتفاضة.