وجوم في العراق بعد قرار «الفيفا» منع منتخبه من المشاركة في مسابقات دولية

مشجعون لـ «الشرق الأوسط»: حرمنا حتى من الفرحة التي كنا نعيشها كل 3 أو 4 سنوات

عراقيات يشجعن منتخب بلادهن خلال أحد اللقاءات الكروية (رويترز)
TT

منذ ثمانينات القرن الماضي اختفت البسمة من على شفاه العراقيين بسبب الحروب والحصار باستثناء فرحة كانوا يعيشونها كل أربع أو ثلاث سنوات عندما يفوز الفريق العراقي لكرة القدم بإحدى البطولات العربية أو الآسيوية. لكن حتى هذه الفرحة ما عادت موجودة بسبب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منع المنتخب العراقي من المشاركة في بطولات دولية بسبب ما يعتبره تدخلا من قبل الحكومة العراقية في الشأن الكروي. وكان المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية قد قرر حل اتحاد كرة القدم وتشكيل هيئة مؤقتة لإدارة أعمال الكرة العراقية في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي وجاء القرار بعد التصويت على قرار حل اتحاد الكرة في الاجتماع الاستثنائي الذي عقده المكتب التنفيذي إلى حين إجراء انتخابات عامة لانتخاب مجلس إدارة جديد. ودفع هذا الإجراء بـ«الفيفا» إلى إيقاف النشاط الدولي للعراق بطل آسيا. الرياضي حسن حبيب الذي يلعب في أحد فرق مدينة كربلاء قال لـ«الشرق الأوسط» إن العراقيين «اختفت من حياتهم الفرحة منذ ثمانينات القرن الماضي بسبب إقدام النظام السابق على دخول الحرب مع إيران وبعدها اجتياح الكويت ومن ثم الحصار إلى أن سقط النظام ودخلنا في دوامة الطائفية وغيرها» ، مضيفا أن «كل هذه الأوضاع جعلت من العراق عبارة عن بلاد أحزان وآلام.. لكن أسود الرافدين (المنتخب الوطني) كانوا دائما يعيدون إلينا الفرحة كل أربع أو خمس سنوات».

مشجع آخر من أهالي بغداد قال: «كل انتكاسة وضياع للرياضة العراقية يتحملها أعضاء اتحاد الكرة الذي سار بها إلى الأسوأ والظلام وحاليا يماطلون من أجل الكراسي لا غير». وأضاف علي جاسم أن «أعضاء الاتحاد عليهم اتخاذ قرار وطني بحل الاتحاد والذهاب إلى صناديق الاقتراع التي ستحدد من هو الأصلح والقادر على النهوض بالكرة العراقية». اللاعب جمال حسين من أهالي الديوانية يلعب في أحد الفرق الشعبية في المدينة قال إننا «نطالب الجهات المسؤولة في الدولة العراقية أن تتخذ قرار جريئا بشأن أعضاء الاتحاد». بدوره، قال رئيس نادي «النجف» الرياضي حسن الكرعاوي «إننا مع من يدخل الفرحة على نفوس كل العراقيين وضد كل من يغيب الفرحة عنهم». وأضاف: «أعضاء اتحاد كرة القدم قد وقعوا في أخطاء كثيرة؛ منها القرارات الانفرادية وتمسكهم بمناصبهم على الرغم من انتهاء المدة القانونية لدورتهم وهي 4 سنوات بينما مددوا الفترة حتى وصلت إلى 6 سنوات». وقال «إننا نريد التوافق بين اتحاد الكرة واللجنة الأولمبية وإيصال الأمور إلى حالة من الديمقراطية، والمجال مفتوح لأعضاء الاتحاد يمكن تقديم استقالتهم وحل الأمور بشفافية وعدم جر الرياضة العراقية إلى العقوبات الدولية»، مؤكدا أن «هنالك مناقشات مكثفة مع الجهات المسؤولة لرفع الحصار الرياضي عن العراق، لذا أدعوا أعضاء الاتحاد وعلى رأسهم حسين سعيد إلى حل الأمور بعيدا عن العقوبات بل عن طريق العملية الديمقراطية التي يتطلع إليها الشعب العراقي».

إلى ذاك، صرح مصدر مطلع في اللجنة الأولمبية العراقية رفض الكشف عن اسمه بأن «اللجنة ستقوم بتسمية أسماء أعضاء اتحاد الكرة والتهيئة لانطلاق الدوري العراقي» مضيفا: «اتحاد الكرة المؤقت سيبقى حتى إجراء الانتخابات وبحضور دولي ومحلي».