«أمل»: دعوة بري ليست للاستهلاك السياسي ولا تستهدف أحدا

شنت «هجوما مضادا» على منتقدي دعوة تشكيل هيئة إلغاء الطائفية:

TT

استمرت ردود الفعل اللبنانية حول موضوع «إلغاء الطائفية السياسية» الذي فتحه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في حديثه الأخير مع «الشرق الأوسط». وفي مقابل الرفض الذي أبدته القوى المسيحية، وتحديدا «القوات اللبنانية»، برزت أمس حملة «هجوم مضاد» من ردود الأفعال لنواب وقيادات في حركة «أمل» التي يرأسها بري دفاعا عن خطوته المحتملة بالدعوة إلى إنشاء الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحركة «أمل» النائب هاني قبيسي، أن من يتنطحون لرفض البحث في إلغاء الطائفية السياسية وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية، إنما ينطلقون من عنوان المحافظة على ما يظنون أنه مكاسب لهم ومصالح ضيقة لا تتسع لرحاب الوطن وآفاقه الوطنية الواسعة التي هي الوطن النهائي لجميع أبنائه بغض النظر عن طوائفهم ومناطقهم وانتماءاتهم يعيشون فيه بعزة وكرامة ومساواة وعدالة اجتماعية.

وذكر النائب قبيسي أن «الدستور اللبناني واتفاق الطائف وكل البيانات الوزارية السابقة ورد فيها عنوان إلغاء الطائفية السياسية التي لم تجرّ على اللبنانيين وعلى لبنان بكل طوائفه ومذاهبه إلا الويلات والغبن، وما أدت إلا إلى هجرة اللبنانيين إلى دول العالم بحثا عن الاستقرار والعيش الكريم». وأضاف: «إن الدعوة التي أطلقها الرئيس نبيه بري إلى تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية إنما يراد منها وقف النزف الحاصل على مستوى الوطن ومحاولة البعض تنازع مكاسب شخصية لهم على حساب الطوائف». واعتبر النائب قبيسي أن إلغاء الطائفية السياسية سيكون بابا مفتوحا لعودة الذين هاجروا إلى الوطن ليستفيد من طاقاتهم وخبراتهم وعلمهم في بناء وطنهم لبنان.

وأبدى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «أمل» الشيخ حسن المصري أسفه لـ«أصوات النشاز والمواقف المتشنجة التي يطلقها البعض لإعادة خلط الأوراق»، مشيرا إلى أن هذا البعض القليل أثبت أنه لا يمكن أن يستمر أو أن يعيش إلا على خطوط التماسّ والفوضى لأنه لا يملك رؤية وطنية شاملة، بل يملك رؤية فئوية ومذهبية ضيقة. وأكد المصري أن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية ليست دعوة للاستهلاك السياسي أو لاستهداف أحد في الداخل اللبناني إنما هي من أجل حماية هذا الداخل ومن أجل تطبيق الدستور اللبناني وتطوير الحياة السياسية حيث لا يجوز أن نبقى نعيش في المتاريس المذهبية والطائفية التي تنتج الحروب الأهلية كل فترة من الزمن والتي تبقي أبواب الوطن مشروعة على الانقسامات والخلافات التي لا يستفيد منها إلا إسرائيل. وقال المصري إن التصويب الذي نراه اليوم على رئيس مجلس النواب ومعه كل الشرفاء لن يزيدهم إلا إصرارا على تطبيق الطائف بكل بنوده التي لم تطبق بعد.

وفي الإطار نفسه قال نائب رئيس الحزب القومي السوري توفيق مهنا: «إننا أمام مرحلة سياسية جديدة في لبنان نريد لها أن تعالج مشكلات اللبنانيين وتضمد جراحهم»، و«نريد من هذا النظام أن لا يتفنن بعض أركانه بالهروب من استحقاق إلغاء الطائفية التي هي علة العلل وسرطان هذه الأمة الذي يفتك بها».