الأمير خالد بن سلطان لطياري سلاح الجو: غاراتكم ضد المعتدين احترافية وذات دقة متناهية

كشف عن عودة ولي العهد السعودي في غضون أيام بعد توقفه عن تناول الأدوية

الأمير خالد بن سلطان لدى معايدته المصابين من أفراد القوات السعودية المشاركة في الخطوط الأمامية بمستشفى القوات المسلحة في جازان أمس (تصوير: خضر الزهراني)
TT

كشف الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، عن عودة قريبة للأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي.

وقال الأمير خالد إن الأمير سلطان يتمتع بصحة جيدة، بعد توقفه عن تناول الأدوية منذ شهرين «وسيصل أرض الوطن في غضون أيام قليلة لا تصل إلى أسابيع بإذن الله تعالى»، مضيفا أن الأمير سلطان تواق للعودة إلى أرض الوطن «وأنا أبشر الجميع بأنه سيكون بيننا خلال أيام بإذن الله».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مساعد وزير الدفاع السعودي أمس، عقب زيارته للمصابين من أفراد القوات السعودية المشاركة في الخطوط الأمامية، وذلك في مستشفى القوات المسلحة بجازان، حيث عايدهم ناقلا لهم تحيات ومعايدة القيادة السعودية.

وأكد الأمير خالد انتصار القوات السعودية على المتسللين، وقال «نحمد الله على هذه الانتصارات المستمرة لحماية حدودنا»، مؤكدا أن جميع قطاعات القوات المسلحة السعودية تعتبر في حالة استعداد كامل في جميع المواقع «ومستعدة لأي طارئ سواء في منطقة جازان أو أي منطقة أخرى».

وكشف أن هناك خططا واحتمالات لمواجهة الأسوأ، وقال «نحن مستعدون لمواجهة أسوأ الاحتمالات، وهذا بفضل الله ثم بفضل القادة العسكريين المحترفين، ونعمل دائما لتحقيق أمن هذا البلد إن شاء الله»، مؤكدا أن القوات الموجودة على الحدود حاليا «كافية وتتمتع بإمكانيات كبيرة جدا، وفي حال استدعى الأمر زيادة القوات فإن القوات المسلحة في أنحاء المملكة على أهبة الاستعداد».

وحول الشفافية في التعامل مع وسائل الإعلام قال «لقد حققنا ذلك بنجاح خلال حرب تحرير الكويت ونحن الآن نطبق الشيء نفسه وهو الصراحة المتناهية في كل التصريحات»، مضيفا «أؤكد لكم أنه لا يمكن أن نعطي خبرا إلا ونحن متأكدون، وإذا أعطينا خبرا خاطئا فإننا لن نتردد في أن نقول إنه خاطئ، وتأكدوا أن جميع المعلومات التي تأتيكم هي عين الحقيقة وفي الوقت نفسه مسموح لكم أنتم بالوجود في أي مكان عدا الأماكن التي يمكن أن تشكل خطورة عليكم».

وأوضح أن عمليات التسلل انحسرت كثيرا، وقال «إن المتسللين في مناطق جبلية وعرة، وانحسرت عمليات التسلل، وحصرت في أفراد يتسللون ليلا ويطلقون النار ثم يهربون، لكن هذا لن يجعلنا ندخل معهم في حرب جبلية، وأؤكد لكم أننا سوف ننسفهم ونقتنصهم وندمرهم بحول الله وقوته، ولكن نأخذ وقتنا وتعليماتنا من القائد الأعلى للقوات المسلحة خادم الحرمين الشريفين الذي يوجه بتقليل الخسائر البشرية ما أمكن، والشهادة فخر ونعتز بكل شهدائنا».

وعما إذا كانت هناك نية لإعادة النازحين إلى قراهم التي تم إخلاؤها، أشار الأمير خالد بن سلطان بقوله «أحب أن أؤكد لكم أن اهتمامات حكومة خادم الحرمين الشريفين هي الحفاظ على أرواح كل النازحين، وهم لم ينزحوا من المنطقة إلا خوفا عليهم، وقد تضافرت الجهود من كل الجهات الحكومية والجمعيات لتوفير الراحة لجميع النازحين، وأعدت مخيمات الإيواء حفاظا على أرواحهم، وأؤكد لكم أنه لن يعمل إلا بما هو في مصلحتهم».

وتطرق الأمير خالد إلى محاولات المتسللين المستميتة، وقال مشددا «سوف نقضي على أي إسناد للمتسللين حتى يكفوا ويرجعوا عشرات الأميال، وإذا رجعوا داخل حدودهم فهذا شأن داخلي لليمن ليس لنا علاقة به، وإذا حصلت أي عمليات تسلل فسوف نلقنهم درسا لن ينسوه».

وعن الجنود المفقودين التسعة الذين أعلن عنهم قبل أيام، بين مساعد وزير الدفاع أنه لا توجد أي معلومات جديدة عنهم «وفي حال توافرت أي معلومات جديدة لا تضر بالمفقودين فسوف يتم الإعلان عنها في حينها».

وعن ماهية المتسلين وهدفهم قال «من جهة موقفي منهم لا أنظر إليهم إلا من وجهة نظر عسكرية بحتة، كما أنظر لهم على أنهم لصوص مرتزقة دخلوا في حدودنا متسللين وعلينا أن ندمرهم»، وعن نوعية الأسلحة التي يستعملها المتسللون قال «لدينا معلومات تتعلق بهذا الأمر ولن نظهرها، وكل ما أستطيع قوله أننا نقيم الأمور عسكريا واستراتيجيا بناء على توجهات ومواقف سياسية يوجهنا بها قائد القوات المسلحة».

وأضاف في هذا السياق «بالنسبة لنا عليهم ـ المتسللين ـ أن يبينوا ما يريدون، وهدفنا واضح ولن نتزحزح، وهو أننا لن نسمح بدخولهم شبرا واحدا في الأراضي السعودية، وعليهم العودة أميالا داخل حدودهم، وما داموا يشكلون تهديدا على حدودنا فلن نسمح لهم بذلك».

وشملت زيارة الأمير خالد أقسام التنويم والطوارئ، حيث اطمأن على المصابين الموجودين بالمستشفى مقدما لهم تهاني القيادة بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتمنياتهم للمصابين بالشفاء العاجل، وتقديرهم وفخرهم واعتزازهم بما «قدمه ويقدمه جنودنا البواسل من تضحيات لخدمة الدين والدفاع عن الوطن ومقدساته».

واستمع لشرح مفصل عن الخدمات الطبية والعلاجية التي يقدمها ويقوم بها العاملون في المستشفى من مهام وأعمال لخدمة أفراد القوات المسلحة، ومنها استقبال وعلاج المصابين المحولين من المستشفى الميداني بالخوبة وفق ما تحتاجه كل حالة.

وكان الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، زار أمس ضمن جولته قاعدة الملك خالد الجوية بالقطاع الجنوبي، حيث استمع في مركز قيادة وعمليات القطاع الجنوبي إلى إيجاز من اللواء طيار ركن محمد العتيبي، قائد القطاع الجنوبي قائد القاعدة الجوية، عن مهام وعمليات القطاع الجنوبي للعمليات اليومية لصد المتسللين عن أرض الوطن، والتقى بالطيارين والفنيين في خط الطيران.

وكان الأمير خالد قد ألقى كلمة أمام منسوبي القاعدة الجوية من طيارين وفنيين وعاملين، أوضح فيها أن ما يقومون به من ردع للمعتدين وتحجيم للحاقدين المتسللين على الحدود الجنوبية للمملكة لهو قمة الأداء والعطاء، وقال «ماذا أقول لكم وأنتم تنطلقون في همة لا تعرف الملل، وعمل لا يعرف التقاعس والكلل، لأداء مهمات تكتيكية ذات أبعاد حساسة في شريط حدودي معقد، وكنتم ونحن معكم حريصين أشد الحرص على تنفيذ التوجيهات السامية من مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لكل القوات العسكرية بألا تمس أراضي الشقيقة الجمهورية اليمنية بسوء، وأعلم أن تحقيق ذلك كان أمرا صعبا ولكنكم عملتم المستحيل، وكانت غاراتكم باحترافية عالية، ودقة متناهية حققت أهدافه، وها أنتم تحققون، مجنبين اليمن الشقيق أي سوء، ورادين كيد أعداء بلادكم بكل همة واقتدار»، مؤكدا على أدائهم المشرف في ساحات المعارك، وقال «لقد رأيتكم وعرفتكم في التمارين الداخلية والتدريبات الخارجية، وكم كنت سعيدا بكم، وفخورا بأدائكم، حينها كنت رافعا رأسي عاليا بما سمعته عن رجال القوات الجوية الملكية السعودية من ثناء الأصدقاء سواء في أميركا وبريطانيا وأخيرا فرنسا، وعندما حان وقت الجد عرفت ولمست وسررت بما قدمتموه وتقدمونه».

وشدد على أن أروع ما يقدمه الإنسان في حياته هو «الوفاء بالوعد، والالتزام بتقديمه في وقت الجد، ليترك بعمله بصمات دائمة ونتائج حاسمة»، وقال «إن قواتنا الجوية السعودية، وأنتم جزء مهم منها، ألقت على عواتقكم أعباء كبيرة، وكنتم لها أكبر، ومهام كثيرة، وكنتم منها أكثر، أديتم مهمامكم بإخلاص وحققتم أهدافكم من الأساس».

وأضاف «لقد كان لقصفكم مواقع المعتدين المتسللين المسلحين نتائج باهرة، حققتموها برميات ماهرة، فأنتم الفخر يا من تسبب لأعدائه بالقهر»، مشيرا إلى أن كل مواطنيكم شعب المملكة العربية السعودية وعلى رأسها القائد الأعلى وولي عهده يعتزون بهم مدى الدهر، ويذكرون لهم هذا الاستبسال طول العمر.

واستشهد الأمير خالد بما فعله طيارو السعودية إبان حرب تحرير الكويت، وقال «اسمحوا لي أن أكون من شهود هذا العصر، فإبان حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة بلغت مشاركات قواتنا الجوية أرقاما كانت هي الأعلى بين المشاركين بعد الولايات المتحدة الأميركية، وقد قيل في وقتها ما قيل، وودعنا بعدها الكثير من زملائكم الطيارين الأشاوس لأسباب التقاعد، والبعض الآخر بيننا اليوم.. وأخذتم أنتم أماكنهم الآن وقد وفقكم الله بتحقيق النجاحات الباهرة نفسها وبمعدلات أداء فائقة الدقة.. هل تعرفون كيف تحقق ذلك؟ جاء ذلك بالتدريبات العالية التي تقومون بها بصفة دورية وبجدولة زمنية صارمة، والتي لم تصدر الشر لأي أحد بل تجتهد لتحقيق الخير للكل ومدت يدها لإقامة علاقات صداقة لا مؤامرات تدمير»، مؤكدا أن «القائد الفذ الملك عبد الله بن عبد العزيز وقد حظي بشهادات التقدير وتفرد بامتياز عربي ثم امتياز إسلامي ومعهما مكانة دولية مرموقة، وإنني لأذكر وبكل فخر زيارته قبل أعوام قليلة لقاعدة الملك عبد العزيز الجوية بالمنطقة الشرقية، حينها خط بيده الكريمة على إحدى طائراتكم المقاتلة عبارته الشهيرة (الله يحفظك يا رب)»، موضحا أن هذه الرعاية الملكية «هي التي تدفع وبعد توفيق الله جميع رجال القوات المسلحة في البر والجو والبحر والدفاع الجوي لتكون جبالنا واجهات من حديد وحدودنا سدا منيعا في وجه من يحترف السطو والتسلل والاختلاس ولتكون أيدينا جميعا حامية بعد الله لتحقيق خيار القائد عبد الله بن عبد العزيز.. وهو النصر أو الشهادة دمتم لوطنكم حامين، ولأعدائكم مواجهين ولأمن بلادنا محققين وللعلا دوما سائرين وبحفظ الله مكللين».

وفي شأن ذي صلة أوضح عبد الله الغامدي، مدير مستشفى القوات المسلحة بجازان، لـ«الشرق الأوسط» أن المستشفى يتسع لـ 40 سريرا بعد أن كان يتسع لـ20 سريرا، موضحا أنه تم تحويله إلى مستشفى حربي، تحسبا لأي طارئ، وبين أن هناك طائرات للإخلاء طبي تقف في مطار المنطقة، مجهزة تجهيزا كاملا تحسبا لكل طارئ، كشف أن أغلب المناطق التي يتم نقل المصابين إليها هي مدن الرياض وجدة وتبوك والطائف، كما كشف عن وجود مستشفى ميداني قريب من ساحة القتال، يتم من خلاله نقل المصابين إلى مستشفى صامطة ومستشفى القوات المسلحة بجازان. وأشار الغامدي إلى أنه لا يتم تأخير الحالة في المستشفى أكثر من سبعة أيام ويتم نقلها إلى مستشفيات أخرى تحسبا لأي طارئ، مبينا أن الحالات التي تعد صعبة والتي وصلت المستشفى قليلة جدا، وأن أكثر الحالات يتم علاجها في المستشفى.

وكشف الغامدي أن هناك جنودا مصابين أصروا على العودة إلى جبهات العلاج، وعادوا إلى زملائهم وجروحهم لم تطب، مبينا مرد ذلك بالروح الوطنية العالية التي يحسونها، وكشف أيضا أن بعض الجنود يحتاجون إلى راحة تزيد على أسبوعين، فلا يقبلون الراحة خلال هذه الفترة الطويلة ويرجعون فورا إلى ساحة القتال.

من جهة أخرى التقت «الشرق الأوسط» بالعقيد الركن متعب الشهري قائد كتيبة، الذي أصيب إصابات خفيفة في قدمه، وأعطي را حة لفترة تصل إلى أسبوعين، وقال «لا أريد أن أرتاح، فراحتي هي أن أدافع عن وطني، فهو الذي تعلمت فيه وتربيت وهو الآن في حاجة لأن نقف معه».

في المقابل، أفصح الجندي علي محمد الكعبي، الذي أصيب بطلق ناري في رجله، عن رغبته واشتياقه للعودة إلى زملائه في جبهة القتال، وقال «لا أريد أن أمكث في المستشفى طويلا فلدي القدرة على ان أرجع مرة أخرى ولا أحتاج إلى راحة».

من جانب آخر، أكد مصدر عسكري رغبة جنود قدامى ومتقاعدين من القوات السعودية، في الرجوع إلى عملهم ليقفوا إلى جانب زملائهم في في الذود عن حدود وطنهم من المتسللين.