كوشنير: رد فعل إيران على قرار الوكالة «صبياني».. وطهران تلعب لعبة خطيرة

فرنسا تحذر من سباق نووي في الخليج.. ومن حرب إيرانية ـ إسرائيلية «يصعب التكهن بنتائجها»

TT

وصف وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير رد فعل إيران على قرار مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة النووية، الجمعة الماضي، بإعلانها العزم على بناء عشر محطات نووية جديدة ونشر 500 ألف طاردة مركزية بأنه «صبياني بعض الشيء». غير أن الوزير الفرنسي اعتبر أن الإيرانيين «يلعبون لعبة خطرة»، فيما أكد زميله في الحكومة وزير الدفاع هيرفيه موران أن المعلومات المتوافرة لدى المخابرات الغربية والفرنسية على وجه الخصوص تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني «ليست له أغراض سلمية». وحذر موران من نتائج ذلك على سباق التسلح النووي في المنطقة.

وجاءت تصريحات كوشنير ومورن أمس في إطار تصريحات صحافية.

وقالت الخارجية الفرنسية في سياق مؤتمرها الصحافي الإلكتروني إن المشاورات ستستمر داخل مجموعة الست (الدول الخمس دائمة العضوية وألمانيا( للنظر في طبيعة رد الأسرة الدولية على إيران، علما أن الملف المذكور سينتقل مجددا إلى مجلس الأمن الدولي بعد قرار الوكالة الدولية الأخير.

وترى باريس أن الرد الإيراني المتوتر يعني ببساطة أن إيران «غير راغبة في التعاون» مما يعني عمليا فتح الباب أمام عقوبات جديدة في مجلس الأمن الدولي. والسؤال المطروح في العاصمة الفرنسية يدور حول معرفة ما سيكون عليه موقف موسكو وبكين على مشروع فرض عقوبات جديدة على طهران، علما بأن العاصمتين دعمتا قرار الوكالة الدولية، مما مكن من حشد تأييد واسع له.

وجاء رد فرنسا على قرار طهران توسيع برنامجها النووي والرغبة في إنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب متأرجحا بين حدين: التشديد على خطورة القرار الإيراني والإعراب عن الدهشة للانفعالية الواضحة في رد طهران. ففي الجانب الأول، ترى باريس أن استمرار البرنامج الإيراني يهدد مجمل معاهدة الحد من الانتشار النووي. وقال كوشنير إن «العالم كله سيتضرر من معاودة انتشار السلاح النووي» مضيفا أنه «من غير المسموح لإيران أن تمتلك السلاح النووي» فيما تبدو فرنسا متيقنة أن طهران تسعى للسلاح النووي. وفي هذا السياق تساءل كوشنير عن الأسباب التي تمنع طهران من الإجابة عن تساؤلات الوكالة الدولية والتي تجعلها تقوم بأبحاث حول تزويد الصواريخ بعيدة المدى برؤوس حربية غير كلاسيكية فضلا عن تصنيع كرات من الألمنيوم لتشكل قلب القنبلة النووية وإنتاج كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب رغم أنها لا تملك أي مفاعل نووي باستثناء مفاعل طهران التجريبي، وعن أسباب رفضها لعرض الوكالة الدولية لتزويدها باليورانيوم متوسط التخصيب للمفاعل المذكور؟ والأخطر من ذلك، يرى كوشنير أن «كل منطقة الخليج وليس إسرائيل وحدها من يتخوف من الهيمنة الإيرانية» فيما العالم كله «سيعاني» من نسف معاهدة منع انتشار السلاح النووي الذي سيفضي إليه الواقع الإيراني الجديد. وبحسب موران فإن دول المنطقة ترى في حصول إيران على السلاح النووي «مخاطرة كبرى».

غير أن باريس، ورغم ذلك، لا تبدو مقتنعة بجدية التهديدات الإيرانية الأخيرة لجهة بناء عشرة مصانع لتخصيب اليورانيوم وإنتاج كميات بالغة الضخامة منه. وبحسب كوشنير فإن ردود طهران تبدو «بالغة الحساسية» وتفتقر لـ«الانسجام» لا بل إنها «كاريكاتورية» و«مثيرة للفضول نوعا ما» بعد أن كان وصفها بأنها «صبيانية بعض الشيء». وأضاف الوزير الفرنسي «أعتقد أن الإيرانيين يسخرون من أنفسهم» في ما أعلنوه أخيرا.

وبأي حال، فالرد وفق باريس هو بتشديد العقوبات الاقتصادية «من أجل إعادة إيران إلى رشدها» كما أعلن وزير الدفاع. ودعا كوشنير إلى «القيام بكل ما هو ممكن» من تفادي اشتعال شرارة الحرب بين إيران وإسرائيل لأن اندلاعها «ستكون له عواقب لا يمكن التكهن بنتائجها». وبحسب باريس، التي أصبحت متيقنة من فشل الانفتاح الأميركي على إيران، فإن الطريق لتفادي الحرب يمر عبر فرض عقوبات اقتصادية ومالية وتجارية ونفطية من شأنها وحدها حمل إيران على تغيير مواقفها وعلى الاستجابة لمطالب الوكالة الدولية ومجلس الأمن .أما الخطوة الأولى المطلوبة من إيران فهي قبول اقتراح محمد البرادعي لجهة تخصيب ثلثي اليورانيوم الإيراني في روسيا وتصنيعه في فرنسا وإعادته بعدها لطهران، وهو الأمر الذي يبدو أن الجانب الإيراني يرفضه حتى الآن.