الأمير نايف: رغم ما مرت به السعودية من أحداث خلال 8 سنوات لم تعلَن أحكام عرفية أو حالة طوارئ

قال: إننا لا ننظر إلى أي جنس أو لغة أو لون وكل حجاج بيت الله متساوون لدينا

الأمير نايف لدى استقباله قادة قوات أمن الحج في مكة المكرمة مساء أول من أمس (واس)
TT

أوضح الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، أن حملة «لا حج بلا تصريح» ستخضع للدراسة، وسيبحث عن الوسيلة الفاعلة لتحقيقها. وقال أول من أمس عند مغادرته جدة إلى الرياض «لابد أن تخضع هذه الحملة للدراسة حتى نجد الوسيلة الفاعلة لتحقيقها، وأن يُحترم ما قررته الدولة، مشددا القول «من أراد الحج فعليه أن يتقدم للجهات المختصة ويحصل على البطاقة للحج إذا أمضى خمس سنوات على حجه الماضي، هذا للمواطنين والمقيمين كذلك».

وثمّن الجهود التي بذلتها إمارة منطقة مكة المكرمة بقيادة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خلال موسم هذا العام، مضيفا أن الإمارة بذلت جهودا موفقة ومتابعة دقيقة من الأمير خالد الفيصل لكل أمور الحج منذ أن وطئت أقدام الحجاج أراضي هذه المنطقة حتى مغادرتهم، وقال «أنا أقدر له كل التقدير والاحترام على هذا الأداء وهذا المستوى العالي من الأداء بصفته أميرا لمنطقة مكة ورئيسا للجنة المركزية للحج، وكذلك قيادته لحجاج بيت الله وتمثيله لخادم الحرمين الشريفين في يوم عرفة، فأكرر شكري وتقديري له ولجميع منسوبي الإمارة».

وكان الأمير نايف التقى في مقر وزارة الداخلية بمكة المكرمة مساء أول من أمس، قادة قوات أمن الحج لهذا العام، حيث قال بعد أن هنأ الجميع بعيد الأضحى المبارك، ونجاح حج هذا العام «سمعتم ما تحدث به سيدي خادم الحرمين الشريفين عند استقباله لكم في يوم عيد الأضحى المبارك فكان هذا شرفا لكم ووساما يعلقه حفظه الله على صدر كل واحد منكم وهو واجب يؤدى ولكن في هذه المناسبة التي لا مثيل لها في العالم وفي هذه الظروف العالمية الصعبة، وخصوصا في منطقتنا وفي ما يحيط بالمملكة من شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، ولكن مع هذا كله حققتم الأمن والاستقرار والسلام لجميع حجاج بيت الله.

والحمد لله أننا هنا لا ننظر إلى أي جنس ولا لأي لغة ولا للون، فكل حجاج بيت الله متساوون هنا في التعامل معهم بصرف النظر عما يحيط بالعالم من ظروف سياسية وأمنية واختلافات، فنحن نستقبل الجميع من كل أنحاء العالم نعاملهم بالتساوي لا نفرق بينهم في أي أمر كان وهذا ما تحقق والحمد الله على أرض الواقع.

إننا والحمد لله مسلمون نتخلق بأخلاق الإسلام التي زرعها الإسلام في الأمة العربية والإسلامية ولنا أن نفخر كعرب أن الخالق عز وجل أنزل كتابه المقدس بلسان عربي وأرسل رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام من أشرف أسر العرب فهذا شرف لنا جميعا، ولكن نختص نحن هنا في هذا الوطن الذي هو المملكة العربية السعودية، بأننا شرفنا بخدمة بيت الله ومسجد رسول الله، كما أن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله يسير في خدمة الحرمين الشريفين، ذلك معروف من قبل بأن ملك المملكة العربية السعودية هو حامي الحرمين الشريفين، وإننا بحمد الله نعتز بأبنائنا وليس غريبا أن يكونوا مثل ما كانوا الآن لأنهم أبناء هذا الشعب الأبي وأنا أثق ومطمئن بأن الجميع يسعى إلى مرضاة الله ثم رضا وثقة قيادتنا الرشيدة، وكسبتم كذلك رضا شعب المملكة العربية السعودية وافتخارهم بكم فأنتم أبناؤه.

الحمد لله أن حققتم الأمن بأفضل مستوى وهذا ليس في الحج فقط ولكن بتحقيق الأمن المستتب في المملكة العربية السعودية في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها العالم وخصوصا عالمنا العربي ومنطقتنا، ومع هذا نجد والحمد لله أن الأمن في المملكة من أفضل مستوى في أي دولة على الرغم من الاستهداف والأعمال التي يعرفها الجميع التي حدث منها القليل وتمكنتم بفضل من الله وبجهد مكثف من إفشال المئات وليس الإفشال فقط ولكن وضع اليد على كل العابثين والذين هم الآن قد ينتهون من التحقيق من قبل هيئة التحقيق والادعاء العام ومن ثم أحيلوا إلى القضاء ليحكم فيهم بشرع الله، ولكن لا يغيب عن البال ونأسف أن هناك الكثير من شبابنا من غرر بهم، ليسلكوا هذا الطريق وكذلك ظهروا في مستوى أعلى في السن والعلم وما أعلن عنه وهذا كذلك أمر يؤسف له من مخططين وداعمين وللأسف أنهم من هذا الوطن ولكن لأنهم تأثروا بتوجهات وإغراءات فكرية تدعي الإسلام وهي تسيء إلى الإسلام ولكن لا أمل أن يعود الضال عن ضلاله، والاسم الصحيح الذي يجب أن يقال لهؤلاء جميعهم أنهم خوارج يماثلون من خرجوا على الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيدعون الإسلام وهم يعملون ضد الإسلام وضد دولة الإسلام، فالاستهداف للمملكة كان أكثر بكثير من أي دولة ولكن المملكة فيها إيمان بالله وفيها والحمد لله قيادة رشيدة وفيها رجال أشاوس شجعان قادرون متطورون في علمهم والتعامل بأفضل مستوى من المعرفة والقدرة والشجاعة وبالتالي تحقق الأمن في بلادنا العزيزة.

الحمد لله خلال الظروف الصعبة التي مرت في المملكة من قبل وكذلك خلال الثماني سنوات الماضية لم تعلن أحكام عرفية ولا حالة طوارئ، ولا منع التجول، وأبواب المملكة مفتوحة جوا وبرا وبحرا، فالمواطنون يذهبون إلى كل دول العالم ويعودون إما لعمل أو علاج أو سياحة وكذلك لجميع جنسيات العالم والشاهد الأكبر على الاستقرار والمقياس في كل دولة من دول العالم هو النمو الاقتصادي والنشاط المالي وهذا والحمد لله ما هو موجود الآن فاقتصاد المملكة والنشاط المالي هو من أفضل ما هو موجود في العالم، وقد اكتسبت المملكة مكانة كبيرة في المجتمع العربي والإسلامي والدولي، ولو رجعنا للواقع في هذا العام وقبل هذا العام لم نجد أن هناك دولة من دول العالم لم تزر قيادتها هذه البلاد لتلتقي بقيادة هذه البلاد، من دول كبرى في كل العالم ومن دول شقيقة، والحمد لله المملكة إن لم تقدم خيرا فلن تقدم شرا، تعمل مع إخوانها بدول مجلس التعاون وتقدم لهم كل ما تستطيع أن تقدم من الخير وفي النطاق العربي وفي مقدمته قضية فلسطين فموقف المملكة لا يشوبه شائبة منذ بداية هذه القضية، وهذا الظلم على الشعب الفلسطيني الشقيق منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله، وحتى الآن فموقف المملكة موقف مشرف وما زالت وستظل إن شاء الله على ذلك.

أود في هذه المناسبة أن أقدم التقدير والاحترام لقواتنا المسلحة وحرس الحدود على حدودنا مع اليمن الشقيق، وقد قال سيدي خادم الحرمين الشريفين إننا لا نسمح لأنفسنا أن ندخل شبرا واحدا إلى أراضي اليمن ولكننا سنضرب بيد من حديد على من تطأ قدمه معتديا على أراضينا أي كائن من كان، فقال حفظه الله إذا كنا لا نقبل لأنفسنا أن نتدخل في شؤون دولة شقيقة، فإننا في الوقت نفسه للدفاع عن وطننا إما النصر أو الشهادة فكل ما يقال هو من مغالطات الواقع.

إن السيطرة كاملة على حدودنا ولن تتعدى قواتنا المسلحة ولا حرس حدودنا على شبر من أراضي اليمن الشقيق بل كانت حارسة لأراضي المملكة وحامية للمواطنين المقيمين هناك وعملت الدولة على إبعادهم عن المناطق الحدودية حفاظا على سلامتهم وستبقى قواتنا المسلحة وحرس الحدود على النهج نفسه، وهذا حق مشروع للمملكة، وكل العالم العربي مؤيد للمملكة في ذلك بكل قياداته وكذلك العالم الإسلامي وجميع دول العالم ويجب على الجميع أو من يحاول أن يتدخل في الشؤون اليمنية أن يكف عن ذلك لأن اليمن دولة شقيقة عربية إسلامية ولها حق كامل، حق السيادة على وطنها، وأن لا تسمح لأحد بأن يتدخل في شؤونها، فالتدخل غير المشروع مرفوض وإن كان ذلك ظاهرا ومعروفا لدى العالم ولكن يجب أن يتحكم العقل ويترك لليمنيين شأنهم، فهم أدرى بأنفسهم وخلافاتهم إذا كانت هناك خلافات فلهم دولة وقيادة وشعب يجب علينا أن نحترمه، أما كوننا نقف مع اليمن فهذا حق واجب لأننا نقف مع كل دولة عربية مجاورة لنا أو غير مجاورة والمملكة تنشد السلام وتعمل من أجله وتقدم الخير وتكف عن الشر، ولكنها في الوقت نفسه بكل قوة وحزم واعتمادا قبل كل شيء على الله ثم على أبنائها لن تسمح لأحد بأن يعتدي بأي شكل من الأشكال لا عملا ولا فكرا في المساس بسلامتها والمس بعقيدتها وبشعبها.