خادم الحرمين يثمن للنائب الثاني وكافة الجهات المعنية بالحج نجاح الموسم من كافة الصعد

الملك عبد الله للأمير نايف: المسؤولية الملقاة على عاتقنا تفرض على الجميع التصدي لمسؤولياته بعزم لا يخالجه الوهن * 2.3 مليون أدوا الفريضة هذا العام بينهم 700 ألف من حجاج الداخل

TT

ثمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز نجاح موسم حج هذا العام من جميع الصعد، عازيا ذلك لتنفيذ كافة الجهات والقطاعات المعنية بالحج لجميع الخطط «الأمنية ـ والخدمية ـ والتنظيمية ـ والوقائية» وما صاحبها من برامج ومتابعة وتقويم مستمر لهذه المنظومة المتكاملة من الخدمات والتسهيلات التي وفرتها الحكومة السعودية لتحقيق أعلى مستويات الأمن والسلامة».

جاء ذلك في برقية جوابية لخادم الحرمين الشريفين وجهها للأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، مثمنا جهده وجميع المشاركين في موسم حج هذا العام، وقال «إننا إذ نشكركم وجميع أبنائنا المشاركين في تلك المهمة من القطاعات كافة على مشاعرهم النبيلة ودعواتهم الصادقة لنبدي ارتياحنا واعتزازنا البالغين بالتكامل الرائع الذي سجله تنفيذ تلك القطاعات لجميع الخطط».

وأضاف «لقد سعدنا بنجاح الإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة تحديات وباء إنفلونزا الخنازير، كما سعدنا بما تم إنجازه من مشروعات تنموية وصحية أسهمت ولله الحمد والمنة في تيسير أداء ضيوف الرحمن لنسكهم بيسر وسهولة».

وقال «إن المسؤولية الملقاة على عاتقنا تفرض على الجميع أن يتصدى لمسؤولياته بعزم لا يخالجه الوهن وصبر لا كلل معه فبلادنا ومنذ عهد الملك الموحد ـ يرحمه الله ـ تعد هذه الفريضة العظيمة من أهم مسؤولياتها وواجباتها وهي بنظرنا أشرف وأنبل خدمة شرفنا المولى عز وجل بأدائها وقد أثبت رجالنا المشاركون ـ ولله الحمد ـ حسن استعدادهم الذي أثمر نجاحاً في أداء هذه المسؤولية الشريفة على أكمل وجه».

وأضاف «نقف اليوم حامدين شاكرين لرب العالمين أن يسر للمسلمين أداء حج هذا العام ومكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة. كما نبارك بهذا الصدد جهودكم وأعضاء لجنة الحج العليا وجهود أبنائنا في جميع القطاعات فقد كانوا كعادتهم على مستوى المسؤولية وبذلوا الجهود المخلصة التي أسهمت في تحقيق هذا النجاح الذي لمسه الجميع على المستويات كافة، فالحمد لله على ما تحقق من نجاح لهذا الموسم العظيم الذي لم يَشُبْه ما يعكر صفو الحجاج، فهنيئاً للوطن برجاله ولهم منا خالص الشكر والتقدير».

وكان النائب الثاني، رفع برقية للملك عبد الله، أحاطه خلالها بكافة ما تم إنجازه في هذه الموسم، مبينا أن أكثر من 2.3 مليون حاج أدوا الفريضة لهذا العام، منهم قرابة 700 ألف من حجاج الداخل، يمثلون زيادة 20 ألف حاج عن الموسم المنصرم، و1.613 مليون حاج من الخارج قدموا من 183 دولة من مختلف أنحاء العالم، بنقص قدره 115.876 حاجا.

وقال الأمير نايف إنه رغم ضخامة عددهم وكثافة حركة سيرهم بين المشاعر المقدسة وفي وضع عام متميز في كافة الأحوال، وذلك وفق ما أعد من خطط «أمنية، وخدمية، وصحية، وتنظيمية، ووقائية»، وما صاحب ذلك من برامج وآليات للتنفيذ ومتابعة وتقويم مستمر لهذه المنظومة المتكاملة من الخدمات والتسهيلات التي وفرتهما الحكومة واحتشد لتقديمها آلاف من الرجال المؤهلين والمدربين لتحقيق أعلى مستويات الأمن والسلامة والراحة لضيوف الرحمن منذ قدومهم عبر منافذ المملكة «البرية ـ والبحرية ـ والجوية»، مشيرا إلى سيرهم في الأماكن المقدسة وتنقلهم بين المشاعر وأداء مناسكهم تحيطهم رعاية الله وتغمرهم مشاعر السكينة والاطمئنان.

وعن الصعيد الصحي، أوضح النائب الثاني أنه تزامن حج هذا العام مع ظروف صحية استثنائية بسبب انتشار وباء إنفلونزا الخنازير «إتش1 إن1»، وقال «بالرغم من ذلك فقد كانت عناية الله ورعايته لضيوفه، ثم ما اتخذ من إجراءات احترازية ووقائية لمواجهة هذا الوباء الدور الكبير في خفض عدد حالات الإصابة المؤكدة التي لم تتجاوز 73 حالة بلغ عدد الوفيات بينهم خمس حالات».

وأكد أن لجنة الحج العليا ـ التي يرأسها ـ علمت في إطار ما أنيط بها من مسؤوليات، على أن تؤدي كافة الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج هذه الرسالة العظيمة وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وتطلعاته الرامية إلى تحقيق مستويات عالية من الأداء المتميز لكل ما يقدم من خدمات وتسهيلات لتكون على المستوى الذي يليق بخدمة ضيوف الرحمن وقدسية المكان والزمان وشرف المسؤولية وعظم الغاية المنشودة وهي رضا الله سبحانه وتعالى، «لذا فقد عمل الجميع وفق منهجية علمية معتادة قوامها التخطيط والإعداد والتنفيذ والتقويم المستمر لبلوغ الوضع الأمثل وتجنب مواضع الخلل»، مبرزا أن ما تم إنجازه في هذا العام «تنفيذ المرحلة الخامسة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات وتشغيل المستوى السادس للرجم، وتنفيذ ما نسبته 80 في المائة من الأعمال المدنية من مشروع قطار المشاعر المقدسة وجار حالياً تركيب قضبان القطار وتصنيع العربات، والانتهاء من تنفيذ 50 في المائة من المرحلة الثانية من مشروع تصريف السيول بمشعر عرفات، والانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع رفع كفاءة شبكة مياه السيول والأمطار بمشعر منى، والانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية من مشاريع تصريف السيول بالطرق الرابطة بين المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، وتشغيل مشروع السلالم الثابتة والمتحركة في الشوارع العلوية بمنى، وتطبيق قرار منع المركبات التي تقل حمولتها عن 25 راكبا من دخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وتنفيذ المرحلة الثانية من نظام الطهي بالكيروسين في مطابخ الخيام المطورة بمنى، وتشغيل مجمع صالات الحج والعمرة بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، وافتتاح مدينة الملك عبد الله الطبية في مكة المكرمة».

مؤكدا أن ما تحقق من نجاح لهذا الموسم «الذي لم يشبه ما يعكر صفو الحجيج أو يصرفهم عن أداء نسكهم إنما بفضل من الله، ثم بما أوليتم هذا الشأن الإسلامي الكبير من رعاية مستديمة».