المقاتلون الشيشان يؤكدون مسؤوليتهم عن تفجير قطار «نيفسكي إكسبريس» وموسكو تلتزم الصمت

أكدوا أن العملية جرت في إطار خطة ضرب المنشآت الاستراتيجية داخل الأراضي الروسية

دوكو عمروف (أ.ب)
TT

بعد صمت طال لما يقرب من خمسة أيام أكد المقاتلون الشيشان بزعامة دوكو عمروف مسؤوليتهم عن تفجير قطار «نيفسكي إكسبريس» المتجه من موسكو إلى سان بطرسبورغ يوم الجمعة الماضي. ونقلت إذاعة «صدى موسكو» عن أحد مواقع المقاتلين الشيشان اعترافهم بأن العملية الإرهابية قامت بها إحدى مجموعاتهم التخريبية وهو ما كانت الدوائر الأمنية أعلنت عن عدم استبعادها له. ولم يكتف المقاتلون بمثل هذا الاعتراف، بل أكدوا «أنهم سيواصلون الأعمال الإرهابية ما لم يتوقف المحتلون في القوقاز عن ممارسة سياسات قتل البسطاء من المسلمين استنادا إلى أسس دينية» على حد قولهم الذي نشرته أيضا وكالة أنباء «إنترفاكس». ونقلت شبكة «نيوز رو» الإلكترونية الروسية عنهم اعترافهم بأن العملية الأخيرة جرت في إطار خطة ضرب المواقع والمنشآت الاستراتيجية داخل الأراضي الروسية. ونشر المقاتلون على موقعهم الإلكتروني أسماء ضحايا الانفجار الذين قالوا إن عددهم تجاوز الثلاثين، ومنهم بوريس يفستراتيكوف رئيس مجلس إدارة مؤسسة احتياطيات الدولة والذي كشفت المصادر الروسية عن أنه كان يشغل في السابق أحد المناصب القيادية في جهاز الأمن والمخابرات الفيدرالي. وفي الوقت الذي رفضت فيه الأجهزة الروسية الرسمية التعليق على هذه التصريحات، سارعت وزارة الداخلية الشيشانية إلى دحضها، مؤكدة أن دوكو عمروف ومقاتليه لا يستطيعون القيام بمثل هذه العمليات الإرهابية الكبيرة لا في داخل الشيشان ولا في خارجها. ووصف المتحدث الرسمي باسم الوزارة هذه التصريحات بأنها محاولة خرقاء للفت الأنظار والإعلان عن وجود مثل هذه التنظيمات. وقالت مصادر الداخلية الشيشانية «إن عمروف هارب إلى الجبال المجاورة ويواصل جهوده لتجنيد الشباب في عمر 16 ـ 19 سنة في الوقت الذي تحيط به مجموعة صغيرة العدد ويبدو عاجزا عن إصدار الأوامر إلى المجموعات الإرهابية المشتتة لأسباب تتعلق بمخاوفه من كشف مواقعه». وكانت المصادر الشيشانية الرسمية أعلنت غير مرة عن تصفيتها لدوكو عمروف البالغ من العمر 45 عاما وهو ما ثبت لاحقا عدم صحته. وأشارت إلى أنه انضم إلى صفوف المقاتلين منذ بداية الحرب الشيشانية الأولى 1994 ـ 1996 فيما حظي بثقة الرئيس الشيشاني أصلان مسعدوف الذي عينه عام 1997 سكرتيرا لمجلس الأمن القومي. غير أنه عاد وأقاله من منصبه ليظهر ثانية عام 2005 كنائب لعبد الحليم سيد اللايف الذي كان نصبه المقاتلون رئيسا لجمهورية ايتشكيريا (الشيشان) وليعلن لاحقا في 2007 عن قيام إمارة القوقاز التي تزعمها بوصفه «أميرا لمجاهدي القوقاز». وكانت الأجهزة الأمنية الروسية اتهمته بارتكاب جرائم اختطاف البشر في الشيشان وتدبير عملية اختطاف أطفال مدرسة بيسلان عام 2004 إلى جانب عدد من عمليات تفجير المساكن والقطارات التي جرت في أنحاء متفرقة من الدولة الروسية وأعلنت النيابة العامة في روسيا الاتحادية عن اعتباره هاربا من العدالة. وفيما تواصل الأجهزة الرسمية الروسية الصمت تجاه تداول مثل هذه الأنباء أعلنت مصادر النيابة العامة استمرار محاولات البحث عن الهاربين الأربعة الذين قالت إنهم ثلاثة رجال وامرأة من أصول قوقازية أو من ممثلي قبائل الغجر، وكانوا قد ظهروا في منطقة الحادث قبيل وقوعه ببضعة أيام ليغادروه في ظروف غامضة دون أن يستدل أحد عليهم.