أحمدي نجاد: سمعنا أن كوشنير يتحدث كثيرا.. وهو غالبا لا يعرف ما يقول.. ينبغي عليه الاهتمام بباريس

إيران: وجهنا رسائل إلى أوباما وننتظر منه أن يحدث تغييرات.. لكننا نشعر بالقلق لإخفاقه

TT

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس إن إيران ستخصب اليورانيوم إلى درجات نقاء أعلى بنفسها، فيما بدا أنه استبعاد لاتفاق تتوسط فيه الأمم المتحدة يهدف إلى تهدئة المخاوف من أن تكون طهران تسعى لامتلاك قدرات نووية.

وقال بعض المسؤولين الإيرانيين إن إيران بإمكانها إعادة تخصيب اليورانيوم من مستوى 3.5% إلى 20% بنفسها، وهو المستوى المطلوب لتحويله لوقود للمفاعل النووي الطبي. وفي حديث بثه التلفزيون من مدينة أصفهان قال «بإذن الله ستنتج الأمة الإيرانية يورانيوم مخصبا بنسبة 20%، وأي شيء ستحتاجه» بنفسها. وإذا فعلت ذلك قد تعمق إيران الشكوك في أن هدفها غير المعلن هو السلاح النووي، إذ إنها لا تملك التكنولوجيا اللازمة لإنتاج وقود لمفاعل طبي من يورانيوم منخفض التخصيب. ولصنع قنبلة نووية يجب أن يخصب اليورانيوم بنسبة 90%. وزاد تحدي إيران منذ أن انتقدتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة الماضي لبنائها سرا منشأة ثانية لتخصيب اليورانيوم بالقرب من مدينة قم المقدسة بالإضافة للمنشأة الخاضعة لرقابة الوكالة في نطنز وطالبت بوقف عملية الإنشاء.

وقال أحمدي نجاد، مشيرا إلى القوى العالمية الست التي ساندت قرار الوكالة «تحت ضغط من عدد من الدول القوية ظاهريا.. مررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا غير قانوني ضد الأمة الإيرانية». وأعلنت طهران يوم الأحد أنها ستقوم ببناء عشرة مواقع جديدة لتخصيب اليورانيوم ردا على القرار الذي مرر بدعم غير معتاد من روسيا والصين.

واعتبر الرئيس الإيراني أن موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما إزاء إيران «يدعو للقلق». وقال «ننتظر منه أن يحدث تغييرات، لكننا نشعر بالقلق لكونه قد لا يتمكن من تحقيق ذلك». وتابع أحمدي نجاد «لقد تكلم كثيرا عن إيران، وكنا دائما نرحب بمبادراته، ووجهنا إليه رسائل. وإذا سنحت الفرصة وإذا كان صادقا سنقوم نحن أيضا ببادرة». وأضاف «إلا أننا نخشى ألا ينجح في ذلك وأن تتكرر القصة نفسها».

وقال أيضا أحمدي نجاد إن إسرائيل لا يمكنها أن تفعل «أي شيء» لوقف برنامج الجمهورية الإسلامية النووي الذي يخشى الغرب أن يكون واجهة لتصنيع قنابل. وتنفي إيران هذا الزعم.

وتقول إسرائيل التي ترفض إيران الاعتراف بها إن إيران ستمثل في حالة امتلاكها أسلحة نووية تهديدا لوجودها، في إشارة إلى دعوة أحمدي نجاد لمحو إسرائيل من الخريطة.

وأثار ذلك مخاوف بأن تشن إسرائيل في نهاية المطاف هجوما عسكريا ضد المواقع النووية الإيرانية. ومن المرجح أن يثير حديث أحمدي نجاد موجة جديدة من التوترات بين إيران والغرب. وقد تواجه طهران عقوبات دولية أكثر صرامة أو حتى عملا عسكريا إسرائيليا إذا فشلت في استعادة الثقة في أهدافها النووية التي تقول إنها تقتصر على توليد الكهرباء.

وصرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن واشنطن تريد حل النزاع النووي الإيراني من خلال الدبلوماسية، ولكنه لم يستبعد الخيارات الأخرى. وقال أحمدي نجاد إن إسرائيل لا يمكنها إلحاق الضرر بإيران، واستبعد أي محادثات أخرى مع القوى الست الكبرى بشأن الخلاف النووي.

وأمام حشد يردد هتافات «الموت لإسرائيل» و«الموت لأميركا» قال أحمدي نجاد «الكيان الصهيوني ومؤيدوه لا يمكنهم فعل أي شيء لوقف البرنامج النووي الإيراني».

وكان نجاد قد قال أول من أمس إنه لن يكون هناك مزيد من المحادثات حول النزاع النووي رغم القرار الأخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال أحمدي نجاد للتلفزيون الحكومي «بالنسبة لنا، لقد انتهت القضية النووية الإيرانية، لقد تمت تسوية جميع الجوانب التقنية بالفعل مع وكالة الطاقة الذرية، ولن نتحدث مع أي دولة حول هذا الموضوع».

وأضاف: «نأسف لقرار الوكالة الدولية للطاقة، ولكننا نعرف أنها تصرفت تحت ضغط سياسي. لكن إيران ستقصر تعاونها مع الوكالة الدولية حسب القوانين الدولية فقط، ولن تتجاوز تلك القوانين».

وكانت الوكالة، ومقرها جنيف، تبنت قرارا الأسبوع الماضي انتقد طهران لأنها بدأت سرا في بناء منشأة تخصيب بمدينة فوردو بالقرب من طهران. وقال أحمدي نجاد: «رغم أننا أبلغنا (الوكالة الدولية للطاقة بشأن فوردو) لم يكن هناك إلزام قانوني للقيام بذلك، لأنه طالما أن التكنولوجيا جاءت من الداخل وليس من الخارج، فلا يوجد أي إلزام قانوني للقيام بذلك».

وفيما يتعلق بالأمر الذي أصدره لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية ببناء 10 مواقع جديدة لتخصيب اليورانيوم، رفض أحمدي نجاد التفسيرات الغربية بأن هذا الأمر كان مجرد خدعة سياسية. وقال الرئيس الإيراني: «الغرب قال أيضا إننا لن نتمكن من بناء أجهزة الطرد المركزي، لكننا فعلنا». ورفض أحمدي نجاد التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أول من أمس، والتي قال فيها إن إيران تلعب «لعبة خطيرة» لإصدارها أمرا ببناء 10 مواقع نووية جديدة.

وقال أحمدي نجاد: «كوشنير؟ وزير الخارجية الفرنسي تقصد؟ سمعنا أن كوشنير يتحدث كثيرا، وهو غالبا لا يعرف ما يقول.. ينبغي عليه الاهتمام بباريس بدلا من الإشارة إلى مثل هذه القضايا». وأضاف بابتسامة ساخرة: «وسمعنا أيضا أن الرئيس الفرنسي (نيكولا) ساركوزي أصبح عبدا لهذا الرجل». واستبعد الرئيس الإيراني أن تكون هناك أي عقوبات ضد بلاده أو هجمات عسكرية ضد المواقع النووية الإيرانية. وقال إن «العقوبات لن يكون لها تأثير، والمعتدين سيندمون على فعلهم بمجرد أن يضغطوا على زناد سلاحهم». وأضاف أن «إيران هي أهم دولة في الشرق الأوسط، ولديها مكانة بارزة في الشرق الأوسط.. ولذلك لا يمكن تجاهل إيران من جانب أي دولة في العالم أو عزلها».