الحريري: المقاومة حق للبنانيين.. ونبحث عن علاقات أخوية مع دمشق

قال إن سورية ليست أولى محطاته الخارجية.. وخلافه مع رئيس الجمهورية «غير ممكن»

الرئيس سعد الحريري لدى استقباله أمس القائد السابق لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال كلاوديو غراسيانو، الذي استقبله في زيارة وداعية بمناسبة انتهاء مهامه في لبنان (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

لا يبدو رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري «قلقا» إزاء الثقة بحكومته التي ستمثل الثلاثاء المقبل أمام مجلس النواب مع بيانها الوزاري المشوب بـ«تحفظات» حلفائه المسيحيين على «البند السادس» منها المتعلق بحق المقاومة الذي يرى فيه «حزب الله» مبررا شرعيا للمقاومة. ولا يبدو الحريري أيضا في وارد الدخول في لعبة الأرقام التي ستنالها حكومته عندما يجري التصويت على الثقة في ختام المناقشات التي يتوقع أن تنتهي الخميس.

يقول الحريري لسائليه عن تبريره لهذا الاطمئنان إن «ثقتنا بنفسنا كبيرة»، وهي عبارة تخفي في طياتها الوضع القائم في المجلس النيابي المؤلف من كتل تتمثل جميعها تقريبا في حكومته، حيث يفرض المنطق أن تعطي هذه الكتل ثقتها في حكومة تتمثل فيها تحت عنوان التضامن الوزاري «وإلا فسيكون لي كلام آخر».

وينفي الحريري بشدة ما يقال عن أن المتحفظين يمثلون رأيه في «بند المقاومة»، معتبرا أن المقاومة «حق للبنانيين»، مشيرا إلى أن موقفه من هذا الموضوع عبّر عنه صراحة داخل اجتماعات لجنة صياغة البيان الوزاري.

وفي دردشة مع الصحافيين في أثناء مغادرته السراي الحكومي، أجاب ردّا على سؤال عن موقفه من الوزراء المتحفظين على البند السادس من البيان الوزاري بقوله: «أنا شخص صادق، ولو أردت شخصيا التحفظ لفعلت، لكن الحقيقة أنه حتى الوزراء المتحفظون سيكون عليهم الدفاع عن البيان الوزاري وعن الحكومة عند كل محك، لأن هذا البيان توافقنا عليه في مجلس الوزراء، وقبل ذلك في لجنة الصياغة»، مؤكدا أن «هذا أساس هيبة الدولة ومصداقيتها، وأي تحفظ يمكن أن يكون في مجلس الوزراء ولكن في الخارج على كل وزير أن يدافع عن الحكومة». وأضاف: «إذا أرادت هذه الحكومة أن تكون صادقة مع نفسها فعليها أن تعمل من أجل التكيف مع متطلبات المرحلة التي نحن مقبلون عليها، وهي فترة انفتاح على كل القوى السياسية، وهناك مصالحات حصلت برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وكل ذلك يؤدي إلى جو وفاقي في البلد خصوصا حول الملفات الصعبة وأولويات الحكومة».

وردّا على سؤال آخر حول توقعاته بشأن مسار جلسات مناقشة البيان الوزاري في مجلس النواب، شدد على أنه «من حق النواب أن يتحدثوا وأن تكون لهم كلمات خلال الجلسات حتى لو تطلب الأمر السهر إلى ما بعد منتصف الليل».

ونفى الحريري ما أذيع عن زيارة سيقوم بها إلى الولايات المتحدة منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، لكنه لم يسقط الزيارة من الحسابات، وقال: «من الطبيعي أن أقوم بزيارة للولايات المتحدة، لكن لا موعد محدد بعد». كما استغرب الحريري الكلام عن «تسابق» بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على تمثيل لبنان في الخارج، داعيا المراهنين على «الخلاف بينه وبين رئيس الجمهورية» إلى أن «يخيطوا بغير هذه المسلة»، وقال: «إنه رئيسنا جميعا، وهو لديه صلاحياته التي يكفلها الدستور، وأنا لي صلاحياتي، وكذلك لمجلس الوزراء مجتمعا صلاحياته، ونحن جميعنا متفقون على أنها الحكم بين الجميع».

وأعلن الحريري أنّه سيقوم، بعد نيل حكومته الثقة، بجولة إلى عدد من الدول العربية والغربية ضمنها سورية، نافيا أن تكون زيارته الخارجية الأولى إلى دمشق. وأشار الحريري إلى أن استبدال عبارة «علاقات أخوية» مع سورية بكلمة «علاقات ندية» في البيان الوزاري «تعبير صادق عما نريده»، فهو يرى أن العلاقات الندية تحققت بافتتاح السفارتين.

ورغم اعترافه بوجود «خلاف سياسي» مع سورية، فقد قال: «ننظر بإيجابية إلى مسألة إقامة السفارات بين البلدين، ونحن علينا أن نغيّر الأمور بإيجابية، خصوصا وأننا حاولنا التغيير بطرق سلبية ولم نصل إلى أي نتيجة».