اليمن: الحرس الجمهوري ينفذ عملية عسكرية لتطهير مدينة صعدة

الحوثيون ينفون فتح جبهة جديدة في الجوف

TT

بدأت قوات من الحرس الجمهوري وقوات مكافحة الإرهاب اليمنية، أمس، عملية عسكرية واسعة في مدينة صعدة القديمة، وذلك بهدف تطهير أحياء المدينة من جيوب وخلايا المتمردين الحوثيين المتحصنين داخلها، وقالت مصادر محلية في صعدة إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا في اليوم الأول للعملية التي يشرف عليها العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، نجل الرئيس اليمني، قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة، إلى جانب اللواء محمد عبد الله القوسي، وكيل أول وزارة الداخلية.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن حي باب نجران وأحياء قديمة أخرى، شهدت مواجهات عنيفة وحرب شوارع بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بالعشرات من الجانبين، في حين أكدت المصادر قيام الجيش بقصف بعض المنازل في تلك الأحياء بالمدفعية ما أدى إلى سقوطها فوق رؤوس المسلحين المتمترسين بداخلها.

وفي الوقت الذي أكدت مصادر رسمية يمنية أنه تم التخطيط لهذه العملية منذ عدة أسابيع لضمان نجاحها، فقد جاءت عملية صعدة القديمة بعيد ساعات قلائل على مقتل جندي من شرطة النجدة في مدينة صعدة برصاص قناص من أحد المنازل.

إلى ذلك، نفى الحوثيون أن يكون فتحوا جبهة جديدة في محافظة الجوف اليمنية وتستهدف السعودية، وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لعبد الملك الحوثي، القائد الميداني للمتمردين الحوثيين، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن ما أعلنته السلطات اليمنية بهذا الخصوص «كلام غير صحيح». كما نفى البيان ما أعلنته السلطات اليمنية عن وجود مقاتلين صوماليين في صفوفهم، وقالوا إن ذلك يكشف «حجم الإفلاس والتخبط، فهي المعنية بضبط الحدود البرية والبحرية وحماية البلد».

على صعيد آخر، تتواصل الأزمة السياسية والاحتجاجات الشعبية في المحافظات اليمنية الجنوبية، وقد دعا، أمس، الشيخ طارق الفضلي، القيادي السابق في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، القيادي حاليا في «الحراك الجنوبي»، مواطني محافظة أبين، التي ينتمي إليها، وعبر مكبرات الصوت إلى القيام بعصيان مدني اليوم، الثلاثاء، اعتبارا من الساعة السادسة صباحا وحتى السادسة مساء، في حين دعت قوى الحراك في محافظات أخرى إلى عصيان مدني اعتبارا من يوم غد الأربعاء.

وفي صنعاء بدأت، أمس، محكمة أمن الدولة والإرهاب الجزائية المتخصصة، محاكمة ثلاثة صحافيين ينتمون إلى الحراك الجنوبي، وذلك بعد اعتقالهم في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) لعدة أشهر، ويمثل أمام المحكمة، فؤاد راشد، رئيس تحرير موقع «المكلا برس»، وصلاح السقلدي، رئيس تحرير موقع «شبكة أخبار عدن»، والناشط الإعلامي أحمد الربيزي، وتتهم السلطات اليمنية الأشخاص الثلاثة بنشر كتابات تمس الوحدة الوطنية، وقد منعت أجهزة الأمن اليمنية العشرات من الصحافيين والناشطين الحقوقيين من الاعتصام أمام بوابة المحكمة للتضامن مع الصحافيين المتهمين.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن 12 حوثيا استسلموا في القتال في محيط صعدة القديمة بينما قتل وجرح العشرات. وأوضحت المصادر أن قيادة صعدة قررت الهجوم على الحوثيين إثر مقتل جندي من قوات النجدة برصاص قناص من الحوثيين الذين يتواجدون في عدد من أحياء صعدة القديمة، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الوحدات الخاصة بمكافحة الإرهاب نفذت عملية الاقتحام على حي نجران الذي سيطرت عليه القوات الحكومية بمشاركة من قوات الحرس الجمهوري، كما سيطرت هذه الوحدات من القوات الخاصة ومن قوات الحرس الجمهوري على باب السلام من المدينة القديمة، وأكدت المصادر ذاتها استسلام 12 من الحوثيين بعد هذه المعركة العنيفة، وأن من بين المستسلمين قيادات من حركة الحوثيين الذين كانوا في باب نجران متحصنين في منازل في ذات الحي منذ عدة أسابيع.

فيما شهدت محاور صعدة وحرف سفيان والملاحيظ اشتباكات شرسة بين الوحدات العسكرية في هذه المحاور وبين الحوثيين، أسفرت عن مصرع العشرات من القتلى والجرحى من الحوثيين ومن القوات الحكومية. وكانت أشرس المعارك في المهاذير وساقين ومحضة، ودمر الجيش عددا من سيارات الحوثيين وسيطر على عدد من المواقع في جبهات القتال، بينما قالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش وبدعم من المواطنين صدت هجوما للحوثيين استهدف إعادة السيطرة للحوثيين على الجبل الأبيض الذي كانت قوات الجيش قد انتزعته من أيدي الحوثيين أول من أمس.

وأحبطت قوات الجيش عمليات اختراق قام بها المسلحون من أتباع الحوثيين في اليرقة والمرجلة ومكان آخر يعرف بشعب حوش، ودمر الجيش أوكارا في سبله والمحاريق وتبة أبو واصل والخيام والعمشية ومذاب وخسر الحوثيون العديد من العناصر والمعدات القتالية. وأكد موقع وزارة الدفاع مقتل قياديين في حركة الحوثيين هما علي علي المؤيد وطارق سجان علي المدقة، وقتل هذان الشخصان في مديرية شدا من محافظة صعدة.

وقالت المصادر إن وحدات من الجيش اليمني دمرت مخزنا للأسلحة والمتفجرات في منطقة الجزر بعد معركة عنيفة مع الحوثيين، كما قضت قوات حكومية على عدد من المسلحين الحوثيين في محور سفيان من محافظة عمران بعد أن كانت أعين خاصة قد راقبت هذه العناصر، حيث تمكن المقاتلون من تصفيتهم بعمليات قنص واكتساح عدد من الأوكار والتحصينات في محور الملاحيظ في المناطق التي تقع إلى الغرب من مدينة الملاحيظ عاصمة هذه المديرية، فيما اقتحمت قوات عسكرية في محافظة الجوف المجاورة لمحافظة صعدة ومديرية حرف سفيان جبل سميع وسيطرت هذه القوات بإسناد من المواطنين في مديرية خب بهذه المحافظة بعد مواجهات عنيفة مع الحوثيين.

فيما ذكرت مصادر مقربة من المؤسسة العسكرية، أن قيادات في حركة الحوثيين عقدت اجتماعا رأسه حميد بدر الدين الحوثي شقيق القائد الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي، وخرج هذا الاجتماع باتفاق على أن يقبل الحوثيون بالبنود التي اشترطتها اللجنة الأمنية التي يرأسها الرئيس علي عبد الله صالح بهدف تهدئة العمليات العسكرية التي تشنها قوات الجيش ضد الحوثيين في مختلف الجبهات، واعتبرت هذه المصادر حدوث مثل هذه الخطوة من قبل الحوثيين تكتيكا القصد منه إعادة ترتيب الحوثيين لصفوفهم وتخفيف الضغط الذي يواجهونه في سفيان وصعدة والملاحيظ والحدود مع السعودية، وتوقعت المصادر نفسها أن يصدر بيان من الحوثيين بهذه الخصوص.