يوم دام في بغداد حصيلته 127 قتيلا و450 جريحا

5 سيارات مفخخة يقود 4 منها انتحاريون تنفجر في وقت متزامن وتستهدف دوائر حكومية

عراقي يجلي مصابة من موقع أحد التفجيرات في بغداد أمس (رويترز)
TT

في يوم دام آخر يهز بغداد معيدا إلى الأذهان الاعتداءات السابقة التي شهدتها العاصمة في أوقات سابقة وبعد يومين من إقرار البرلمان لقانون الانتخابات الذي أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية العراقية، لقي 127 شخصا مصرعهم وأصيب نحو 450 آخرين بجروح في انفجار خمس سيارات مفخخة في وقت متزامن يقود أربعة منها انتحاريون.

وأكدت مصادر أمنية عراقية أن «الانفجار الذي أوقع أكبر عدد من القتلى والجرحى كان داخل مجمع محاكم الكرخ قرب معهد الفنون الجميلة في المنصور (غرب)». وقد تدمر المجمع بشكل كامل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. وتابعت المصادر أن «ما لا يقل عن 127 شخصا لقوا مصرعهم، 15 منهم في انفجار الدورة (جنوب) والآخرون في انفجارات وقعت في نطاق وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بداية منطقة القاهرة في حي الأعظمية (شمال)، وقرب مبنى جديد لوزارة المالية في سوق الرصافي في منطقة الشورجة (وسط)، ومحكمة الكرخ في المنصور، وقرب مكتب تابع لوزارة الداخلية في النهضة (وسط)».

من جهته، قال ضابط رفيع في وزارة الداخلية إن «انتحاريا يقود حافلة صغيرة بيضاء اللون اقتحم مرآب الموقع البديل لوزارة المالية قرب سوق الرصافي ما أسفر عن أضرار جسيمة بالمبنى وتدمير محلات تجارية ومنازل». وأكد المصدر أن «التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحافلة كانت مفخخة بمادتي (سي فور) و(نترات الأمونيا)».

يشار إلى أن وزارة المال انتقلت إلى موقع بديل إثر التفجير الانتحاري الذي ضربها في 19 أغسطس (آب) الماضي. ومنطقة الميدان، حيث مقر الوزارة، من أقدم أحياء بغداد، حيث هناك المئات من المنازل المبنية منذ بداية القرن الماضي. وقد وقع أول انفجار قرابة العاشرة والنصف (30.07 تغ) في منطقة النهضة وتلته الانفجارات الأخرى بفارق زمني بسيط. وأشارت المصادر إلى تدمير واحتراق أكثر من مائة سيارة مدنية في الهجمات بينها أربعون سيارة في المعهد القضائي المواجه لوزارة العمل.

وفي انفجار الدورة، قالت المصادر إن «ما لا يقل عن 15 شخصا قتلوا، بينهم ثلاثة من الشرطة، وأصيب 23 بجروح عندما استهدفت سيارة يقودها انتحاري دورية للشرطة»، مشيرة إلى أن «غالبية القتلى الآخرين هم طلاب في المعهد التقني الواقع في شارع الجمعية». وأوضحت المصادر الأمنية أن «الكشف الحسي على الموقع، يؤكد استخدام مادة (سي فور)، حيث انكمش حجم سيارة الشرطة بشكل مذهل وتفحمت جثة ضابط وبعض العناصر بشكل كامل».

وباشرت وزارة الداخلية إعطاء توجيهات لجميع دورياتها ونقاط التفتيش باتخاذ أقصى درجات الحذر والحيطة، فيما قطعت معظم الطرق التي تؤدي إلى المباني المهمة والوزارات تحسبا لاستهدافها. وخلت الشوارع من المارة والسيارات، فيما حلقت مروحيات أميركية فوق أماكن التفجيرات.

من جهته، أكد مصدر في مدينة الطب (شمال) «تلقي 39 جثة و139 جريحا فضلا عن أشلاء بشرية». يشار إلى أن مدينة الطب تقع بالقرب من انفجاري النهضة وسوق الرصافي.

بدوره، أكد مصدر طبي في مستشفى ابن النفيس (وسط) «نقل ثلاث جثث و17 جريحا إلى قسم الطوارئ». كما أعلن مصدر طبي في مستشفى اليرموك (غرب) «استلام 21 جثة بينها ست مجهولة الهوية، و132 جريحا»، موضحا أن «المشرحة استلمت من انفجار محكمة الكرخ ست جثث، هي لثلاثة مدنيين وثلاثة من الشرطة، و120 جريحا بينهم ستون امرأة وثلاثة أطفال». وتأتي الانفجارات بعد يومين من إقرار قانون الانتخابات في البرلمان إثر جدل حاد وتأخير استمر أسابيع عدة.

يذكر أن القوات الأميركية والمسؤولين العراقيين يحذرون بشكل مستمر من احتمال شن هجمات جديدة قبل الانتخابات المزمع إجراؤها العام القادم.