اليمن: تطهير مساحات واسعة من صعدة القديمة والحصول على معلومات مهمة عن قيادات الحوثيين

قصف جوي للمتمردين في الجوف.. وصنعاء تنفي سقوط ميغ

TT

دخلت محافظة الجوف اليمنية، أمس، في دائرة المناطق التي يستهدفها الطيران الحربي اليمني، لأول مرة منذ بدء الحرب في صيف عام 2004 بين الجيش اليمني وميليشيا الحوثيين، وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر محلية مطلعة أن الطيران قصف في غارتين جويتين موقعين في مديرية الزاهر، أحدهما منزل يعتقد أنه لأحد القيادات الحوثية في المحافظة، غير أن المصادر تشير إلى أن القصف لم يحقق هدفه وأدى إلى مقتل امرأة وطفلتها.

وينشط الحوثيون في بعض مناطق محافظة الجوف، وقالت مصادر لـ «الشرق الأوسط» إن السلطات اليمنية تواجه الحوثيين في الجوف، إلى جانب الجيش، بواسطة المشايخ ورجال القبائل في تلك المحافظة النائية، التي حاول الحوثيون خلال اليومين الماضيين فتح جبهة جديدة فيها للحرب مع السعودية، قبل أن يقوموا بنفي ذلك.

وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن، أمس، مسؤوليتهم عن إسقاط طائرة حربية يمنية، مساء أمس الأول في منطقة وادي خيوان بمحافظة عمران، وقالت مصادر محلية يمنية إن الطائرة من طراز ميغ، في حين نفت وزارة الدفاع اليمنية الحادث، وقال مصدر عسكري مسؤول إنه لا صحة لتلك المزاعم عن سقوط طائرة نوع (ميغ) في منطقة البراش بعمران، وأن هذه «مزاعم كاذبة ولا أساس لها من الصحة وأن السقوط المزعوم ربما حدث في رؤوس من روجوا لهذه المزاعم الكذابة».

على صعيد متصل، قال وزير الإعلام، الناطق باسم الحكومة اليمنية، حسن أحمد اللوزي، إن السلطات حصلت على معلومات مهمة بشأن القيادات الحوثية المتمردة ومناطق تمركزها، وذلك من خلال المعلومات التي أدلى بها من ألقي القبض عليهم ومن سلموا أنفسهم للسلطات خلال الآونة الأخيرة، وأشار اللوزي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي بصنعاء، أمس، إلى أن «العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة والأمن ناجحة بشكل كبير وأن الخطة المتخذة لملاحقة ومتابعة المتمردين والخارجين عن القانون تسير بدقة متناهية في محاور المواجهة الثلاثة صعدة، الملاحيظ، وحرف سفيان» مؤكدا أنه «تم تنفيذ عمليات نوعية مركزة في محور صعدة وأن القوات المسلحة والأمن استطاعت تمشيط مساحة واسعة من مدينة صعدة القديمة وتطهيرها من العناصر الإرهابية المتمردة».

وأكد اللوزي تطهير القوات المسلحة لمساحة واسعة من مدينة صعدة القديمة من المتمردين الحوثيين، وقال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي عقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليمنية، أمس، إن نهاية عناصر الإرهاب والتخريب باتت قريبة. ووصف العمليات التي تنفذها قوات الجيش في مختلف المحاور في صعدة وسفيان بأنها كانت ناجحة. ونفذ الجيش عمليات نوعية مركزة في محور صعدة ومشطت قوات الجيش مساحة واسعة من مدينة صعدة القديمة وطهرتها من العناصر التخريبية، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المغررين سلموا أنفسهم للسلطة المحلية بصعدة في الأيام الماضية وقبض الجيش على قياديين حوثيين يجري التحقيق معهم وحصلت أجهزة التحقيق على معلومات مهمة عن المتمردين وعن الأماكن التي يتمركزون فيها.

وقال إن الأمن اليمني قبض على 111 شخصا ضالعين في عمليات اختطاف وأنه ستتم إحالتهم للقضاء بعد الانتهاء من عمليات التحقيق الجارية معهم. بينما قالت وزارة الدفاع، عبر موقعها على الإنترنت، إن قوات الأمن أجبرت 24 من الخلايا النائمة في مدينة صعدة القديمة على الاستسلام وضبطت 5 من هذه الخلايا في عملية نوعية نفذتها لتطهير أحياء من المدينة من هذه الخلايا الإرهابية النائمة.

وقال المصدر العسكري إن أجهزة الأمن ضبطت خمسة من عناصر الحوثي. وكشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات بصعدة عن وثائق وسيديهات خاصة بأماكن المتمردين ومواقعهم، فيما قالت مصادر محلية إن القوات المسلحة من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة بمكافحة الإرهاب سيطرت على حارات من صعدة القديمة بعد معارك شوارع شهدتها الأحياء القديمة من هذه المدينة ودارت هذه الحرب في الأزقة واستخدمت فيها الأسلحة المتنوعة وقتل من قوات الجيش 3 عناصر من ضمنهم ضابط من المهاجمين الذين اقتحموا مواقع الحوثيين والمنازل التي كانوا يتحصنون بها وجرح من الجيش 13 عنصرا عسكريا وقتل من الحوثيين 23 شخصا وجرح 13 آخرون واستسلم 25 من الحوثيين، منهم 10 سلموا أنفسهم طواعية لقوات الجيش. وأكدت المصادر أن قوات الجيش تحاصر العديد من الحوثيين في حارة الجربا التي تقع بالقرب من باب نجران. من جانبه ندد عبد الملك الحوثي بتلك العملية واعتبرها تأتي في إطار «مسلسل العدوان الظالم بحق أبناء مدينة صعدة وبعد إغلاق منافذ المدينة لأكثر من (3) أشهر ومنع المواطنين من الخروج منها»، وأضاف في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن السلطات دمرت في العملية «عشرات المنازل وحتى المساجد التاريخية والأثرية، في انتهاكات واضحة لحرمات الله ومقدساته، غير مكتفية بما تقوم به من عدوان وحصار وقتل، لتثبت فعلا أن أبناء محافظة صعدة مستهدفون في كل الأحوال، وما عمله بحق المواطنين الأبرياء في المدينة يؤكد ذلك».

من جهة أخرى قال الجيش إنه دمر 4 سيارات للحوثيين في وادي عيان من محور سفيان من محفظة عمران وتصدت وحدات عسكرية لمحاولة تسلل هدف المتمردون منها إلى اختراق مواقع عسكرية كان الجيش قد سيطر عليها وانتزعها في مواجهات من أيدي الحوثيين ولاذ المسلحون بالفرار، كما تم تدمير سيارة كان بها أسلحة وعناصر حوثية في مفرق ذويب. وسقط متمردون بين قتيل وجريح في اشتباكات مع الحوثيين في جبل الخزان وتبة المدورة وذويب وجرى تدمير أوكار وتحصينات في المهاذر وأل عمار. وقال المصدر إن قوات الجيش والقبائل المساندة للحكومة في الحرب على الحوثيين يحاصرون مجموعة من المتمردين تسللوا إلى محافظة الجوف ويقود هذه المجموعة عبد الواحد أبو راس وهم يحاولون الفرار من منطقة اليتمة إلى منطقة أخرى تعرف بمنطقة سلبه وكان أبو راس قد نجا من موت محقق في هجوم للطيران العسكري على منزله في حرف سفيان وقتل فيه 4 من القياديين في حركة الحوثي وقبض على قيادي من المتخصصين الفنيين في المتفجرات اسمه محيي الدين العنسي وعثرت قوات الأمن على 40 لغما مضادا للدروع كانت بحوزة العنسي.