مسؤولون عسكريون أميركيون وعراقيون: لا أدلة على تسلل بعثيين

جنرال أميركي: تسلل المقاتلين من سورية انخفض كثيرا.. لكن إيران ما زالت تدعم المتمردين

TT

رغم اتهامات الحكومة العراقية لبعثيين، بمن فيهم بعض ممن يقيمون في سورية، بالمسؤولية عن التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد في أغسطس (آب) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، وكذلك تلك التي وقعت الثلاثاء الماضي، فإن المنطقة الحدودية تخلو من أي أدلة على تسلل بعثيين من سورية.

وتمتد الحدود العراقية مع سورية لمئات الأميال عبر أرض قاحلة تجوب فيها دوريات متفرقة للقوات الأمنية. وحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» من منطقة ربيعة الحدودية فإن الوجود البعثي لا يتعدى مجرد شعارات باهتة لحزب البعث المحظور طليت على حائط مخزن حبوب متهالك.

وتقول القوات الأمنية الأميركية والعراقية على السواء إنهم لم يروا أو يسمعوا عن عبور بعثيين بصورة غير قانونية عبر الحدود خلال الأشهر الأخيرة. وقال الميجور جنرال توني كوكولو، قائد القوات الأميركية في شمال العراق «لم يصلني شيء عن البعثيين، ولكن بالطبع تصلني أشياء عن متمردين ومقاتلين أجانب». وأضاف «ما نراه هو بعض عمليات التهريب غير القانونية، تهريب سجائر وأشياء من هذا القبيل». ومن غير المحتمل أن يعرّف البعثيون أنفسهم حال إلقاء القبض عليهم، وعلى الرغم من أن عددا من عمليات الاعتقال التي تتم ضد متمردين واضحين أو مقاتلين أجانب يعبرون الحدود صغير نسبي، فإن كوكولو يقول «لا نعرف ما الذي نتعقبه في الأماكن الأخرى، ولا نعرف أيضا ما الذي اعتقلناه».

واتهم مسؤولون عراقيون سورية بإيواء مسلحين تابعين لحزب البعث، وهي التهمة التي أنكرتها دمشق. وعلى الرغم من نفي المسؤولين بالحزب أي علاقة لحزب البعث بالمتمردين الذين عثر عليهم على الحدود، فإن بعض عمليات الاعتقال التي وقعت أخيرا تشير إلى صلات بالمتمردين.

ويقول ضباط استخباراتيون عراقيون إن المسؤولين أوقفوا رجلا سوريا في قرية بالقرب من ربيعة الشهر الماضي كان متنكرا في عباءة امرأة تغطيه من رأسه إلى قدميه، وتبين أنه كانت لديه معلومات عن التفجيرات التي استهدفت بغداد في 25 أكتوبر (تشرين الأول) وخلفت 155 قتيلا على الأقل. وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، وتحديدا يوم الاثنين، عثرت دورية عسكرية أميركية في الطعمة جنوب ربيعة على موكب حمير يقوده سبعة أشخاص كانوا يعبرون الحدود إلى داخل العراق، وكانوا يحملون أسلحة ورصاصا يمكنه اختراق الواقي من الرصاص الذي ترتديه القوات الأمنية، وحاولوا أن يحطموا أجهزة الهاتف الجوال قبل إلقاء القبض عليهم. وفي المتوسط، يلقى القبض على خمسة أشخاص تقريبا كل شهر يحاولون العبور من خلال الحدود حسب ما أفاد به عسكريون أميركيون. ومعظم هؤلاء مهربون يمرون عبر طرق تجارية قديمة ومعهم السجائر وغيرها من الغلال.

ويقوم الجيش الأميركي ودوريات الحدود العراقية بعمليات مسح طوال الليل عبر مناطق واسعة مهجورة، وغالبا ما يتسترون بالظلام أملا في مفاجأة المهربين والمقاتلين الأجانب وغيرهم من المجرمين. وفي الأجواء تحلق هليكوبترات تجسس أميركية، وتستخدم أجهزة استشعار حرارية وأجهزة الرؤية الليلة للبحث عمن يتسللون عبر الحدود. ويقول الليفتنانت دان دافيسون، وهو قائد مجموعة من الجنود يقومون بعمليات مسح ليلية «يعتمد الأمر كثيرا على الحظ».

ويقول رئيس بلدية ربيعة جاسم محمد كهوش إنه يشعر بالقلق من انقطاع التيار الكهربائي في بلدته، ومعدل البطالة الذي يبلغ 10 في المائة أكثر مما يشعر به حيال وجود مقاتلين أجانب يعبرون من خلال الحدود. ويعيش في مدينة ربيعة 12 ألف شخص. وأضاف «الأمن في ربيعة جيد جدا في الوقت الحالي بسبب الجيش العراقي والشرطة العراقية وقوات التحالف. الأمن جيد جدا هنا».

إلى ذلك، أعلن الجنرال تشارلز جاكوبي مساعد قائد القوات الأميركية في العراق أمس أن عدد المقاتلين الأجانب الذين يتسللون إلى العراق عبر الحدود مع سورية «تراجع كثيرا وانخفض من مئات إلى بعض العناصر، لكنهم ما زالوا يأتون ويشكلون خطرا ومن الضروري مواصلة تحسين الأمن العراقي عند الحدود»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهة ثانية، اتهم الجنرال إيران بأنها ما زالت تدعم المتمردين في العراق وتزودهم بالأسلحة والمال. وصرح لبعض الصحافيين بأن «النفوذ الإيراني في العراق غير مفيد في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية».

وأضاف أن «إيران ما زالت تمول الإرهابيين وتزودهم بالأسلحة، إنها تقوم بحملة تخويف على الصعيد السياسي وتنشئ هيئات تستخدم لتنفيذ عمليات استخباراتية لا تعمل لمصلحة الشعب العراقي». وأكد الجنرال أن «الإيرانيين ما زالوا أيضا يدربون قادة (مجموعات خاصة) من المتطرفين الشيعة» و«يوفرون لهم وسائل العودة إلى العراق». إلا أنه أوضح أن «قوات الأمن العراقية تواصل تحسين مراقبتها للحدود».