حماس تسعى لأكبر حشد جماهيري في ذكرى انطلاقتها.. وتعد بمفاجآت

مسؤولون أمنيون إسرائيليون يقولون إن قوتها تعاظمت بعد الحرب

جنود اسرائيليون يمسكون بمحتج اسرائيلي يحاول انزال اعلام اسرائيلية من على منزل فلسطيني استولى عليه المستوطنون في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، امس (إ ب أ)
TT

تسعى حركة حماس إلى حشد أكبر تجمع لأنصارها بعد غد، بمناسبة الذكرى الـ22 لانطلاقتها. وتريد حماس إرسال رسالة واضحة لأصدقائها وأعدائها، بأن قاعدتها الشعبية تتسع ولم تتراجع، حتى بعد الحرب الأخيرة على غزة التي كانت تستهدف أساسا قوة حماس. ووعدت الحركة أنصارها بمفاجآت في هذا المهرجان المركزي، في كلمة يلقيها رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، لكنها لم تكشف عن طبيعة هذه المفاجآت. وقال عضو المكتب السياسي للحركة، خليل الحية إن هنية سيلقي خطابا مهما خلال المهرجان. وعندما سئل عما إذا كان هنية يعتزم استغلال المناسبة للإعلان عن توصل حماس إلى اتفاق مع إسرائيل بشأن صفقة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط، قال الحية: «ستكون هناك مفاجآت خلال المهرجان»، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

وتساءلت مواقع حماس الإلكترونية عما إذا كان هنية سيعلن إتمام صفقة شاليط، أو بعض تفاصيلها، ولم يجب أحد من قادة حماس عن هذا السؤال.

وكانت حماس تخطط لإتمام الصفقة متزامنة مع ذكرى انطلاقتها، وتأمل في أن يحمل الرد الإسرائيلي موافقة على بعض البنود العالقة لإتمام الصفقة.

وقال الحية «هذه الانطلاقة تأتي وسط أكبر توقع لإنجاز صفقة تبادل الأسرى»، متمنيا «أن تتكلل جهود المفاوض الفلسطيني بالنجاح وتكون الصفقة قريبة إذا ما استجاب العدو لمطالب فصائل المقاومة».

وقبل أسبوعين أعرب وزير داخلية حماس فتحي حماد عن أمله في أن تحتفل الجماهير الفلسطينية بنجاح صفقة تبادل الأسرى بالتزامن مع ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ22.

وأكد الحية أن صفقة تبادل الأسرى لا تزال مستمرة، متهما أطراف فلسطينية ببث الإشاعات، «سعيا إلى إفشالها أو التأثير في نفسية الأسرى وذويهم ومعنوياتهم».

وبدأت لجنة شكلتها حماس بتزيين الشوارع والمساجد والمباني برايات الحركة والأعلام الفلسطينية استعدادا للمهرجان، وبث تلفزيون الأقصى التابع للحركة أغاني حماسية تمجد الحركة. ونظمت في غزة بعض المسيرات العسكرية ومسيرات للدراجات النارية. واتخذت الأجهزة الأمنية كل الاحتياطات الأمنية اللازمة لضبط الأمن وتأمين مكان المهرجان.

وقال أشرف زايد مسؤول جهاز العمل الجماهيري في الحركة، وهو الجهاز المكلف بالإشراف على تنفيذ فعاليات الانطلاقة، «نتوقع بفضل الله حجما متميزا هذا العام.. ونتوقع أن لا تتسع الكتيبة الخضراء، للجماهير التي ستتوافد من جميع مدن وقرى ومخيمات ومساجد وأزقة وشوارع ومدارس قطاع غزة إلى أرض الكتيبة».

وأضاف زايد «لعل الحشد الكبير الذي سيذهل الساسة في العالم هو المفاجأة الكبرى لكل من حاول أن يحجم حركة حماس، ولكل من حاول أن يفض الجماهير عن حركة حماس، ولكل من حاول أن يثير الخوف والقلق في نفوس هذه الجماهير». وقال القيادي في حماس في الضفة الغربية رأفت ناصيف إن حركته اليوم في أوج وأقوى أيامها منذ انطلاقتها، وعلى ثقة كبيرة بأنها فعلا تسير على الطريق الصحيح الذي رسمه مؤسسوها قبل اثنين وعشرين عاما، بعد أن أثبتت أنها لم تغير ثوابتها أو قيمها أو مواقفها الاستراتيجية.

وفي الضفة الغربية، منعت حماس من إقامة أي فعاليات بالمناسبة، واتهمت الحركة أمس، أجهزة أمن السلطة باعتقال 18 من عناصرها.

وأكد الدكتور محمود الرمحي أمين سر المجلس التشريعي الفلسطيني، أن أجهزة الأمن بالضفة الغربية «صعَّدت من حملة اختطافاتها واستدعاءاتها بحق أعضاء حماس وأنصارها في الأيام الأخيرة، فيما يبدو أنه خشية من قيام أي فعاليات ولو فردية لإحياء الذكرى الثانية والعشرين لانطلاقة الحركة». وقال الرمحي إن هناك حملة مسعورة متمثلة في الاستدعاء والاعتقال وهو ما يعني أن السلطة تريد أن توجه رسائلها المعتادة في مثل هذه المناسبة بمنع أي فعالية لإحياء ذكرى انطلاقة الفصيل الفلسطيني الأول، حسب انتخابات المجلس التشريعي.

وقالت صحيفة «معاريف» أمس نقلا عن مصادر أمنية إسرائيلية إن قوة حماس العسكرية تحسنت بل تعاظمت، خلال هذا العام بعد أن استخلصت العبر اللازمة من الحرب الأخيرة. وأضافت المصادر الأمنية أن حماس تعمل على تعظيم قوتها بشكل ملحوظ استعدادا لخوض جولة جديدة من العنف حسب زعمها في حالة فشل صفقة شاليط.

وأضافت «معاريف»: «أن قائد الجناح العسكري في حماس أحمد الجعبري يحرص شخصيا على تحويل كل دولار يدخل إلى القطاع إلى الجناح العسكري، وكان هدفه الرئيسي خلال العام الأخير زيادة مدى القذائف الصاروخية إلى 80 كيلومترا، أي ما يتجاوز تل أبيب». وأكثر ما تخشاه إسرائيل هو العبوات الناسفة من طراز «شواظ» إيرانية الصنع وهي عبوات شديدة الانفجار وقادرة على اختراق دروع فولاذية بسماكة تصل إلى 200 سم حسب زعمها.

وتحدثت «معاريف، عن أنواع الصواريخ والقذائف الصاروخية التي بحوزة حماس كما تقول، منها صاروخ «فاغوت» الروسي المضاد للدبابات ومداه 2.5 كيلومتر. وقذائف «آر بي جي 2» ومداها 500 متر، وصاروخ «فجر ـ 5»، و«غراد 122 ملم».