الصومال: حركة الشباب تنفي معلومات استخباراتية عن تغيير أميرها الحالي

اشتباكات بين القوات الأفريقية والحكومية والمتمردين

TT

تجددت أمس الاشتباكات العنيفة داخل العاصمة الصومالية مقديشو بين القوات الحكومية الصومالية المدعومة بقوات حفظ السلام الأفريقية، في مواجهة المتمردين الإسلاميين الذين يسعون للإطاحة بحكومة الرئيس الصومالي الانتقالي الشيخ شريف شيخ أحمد. وقال إبراهيم الشويمي مبعوث الجامعة العربية في الصومال لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من مقديشو، إن الاشتباكات وقعت نتيجة محاولة القوات الأفريقية التحرك لاتخاذ مواقع عسكرية جديدة بالتزامن مع تحرك مماثل للقوت الحكومية المدربة حديثا.

وأضاف: «نحن بصدد مرحلة تجهيز من الجانبين يمكن وصفها بعملية طويلة لجس النبض قبل أن نرى تصاعد حدة القتال مجددا في مدينة مقديشو».

وأوضح أن القتال يدور حول أكاديمية سياد برى وشارع المصنع شمال وشرق العاصمة مما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى والقتلى، علما بأن الاشتباكات المستمرة منذ أول من أمس قد أودت بحياة 4 مدنيين وجرح 8 آخرين.

وقالت مصادر صومالية إن عناصر من حركة الشباب المتشددة والحزب الإسلامي يشاركون في القتال، لمحاولة وقف زحف القوات الأفريقية والحكومية وعدم تمكينها من التمدد داخل مقديشو.

إلى ذلك ستشارك الجامعة العربية في اجتماعات الدورة السادسة عشر لمجموعة الاتصال الخاصة بالصومال التي ستعقد الخميس المقبل في مدينة جدة السعودية بدعوة من منظمة المؤتمر الإسلامي. وقال الشويمي لـ«الشرق الأوسط» إن سمير حسني مسؤول ملف الصومال بالجامعة العربية سيترأس وفد الجامعة إلى هذا الاجتماع الذي سيشارك فيه أيضا ممثلون عن الاتحادين الأفريقي والأوروبي بالإضافة إلى الأمم المتحدة والدول المانحة للمساعدات. ومن المقرر أن يتطرق الاجتماع إلى الوضع الأمني والعسكري المتدهور في الصومال حاليا، كما سيناقش كيفية تقديم الدعم اللوجيستي لتمكين السلطة الانتقالية الهشة من فرض سيطرتها على كامل أنحاء العاصمة مقديشو. إلى ذلك، نفى مصدر مسؤول في حركة الشباب المناوئة للسلطة الانتقالية ولقوات حفظ السلام في الصومال لـ«الشرق الأوسط» ما وصفه بالشائعات الكاذبة حول تغيير الأمير الحالي للحركة الشيخ عبد الرحمن أبو الزبير، وتعيين القمري فضيل عبد الله، المحسوب على تنظيم القاعدة بدلا منه.

وقال المصدر الذي طلب عدم تعريفه في اتصال هاتفي من مكان ما في العاصمة الصومالية مقديشو: إن أبو الزبير ما زال يمارس عمله كأمير للحركة، وأنه لا صحة مطلقا لما قيل عن تغييره أو استبداله بشخص آخر. وأضاف: «لا نعرف من هو فضيل هذا، وليس له أي علاقة بالحركة تنظيميا ولا سياسيا ولا إداريا، أحيانا يختلق أعداء الحركة معلومات مغلوطة ويرددونها لوسائل الإعلام». ولفت إلى أن أمير الحركة وفيما يعتبر آخر ظهور علني له، قد وجه تهنئة للشعب الصومالي وللمسلمين في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك عبر رسالة صوتية بثتها جميع وسائل الإعلام المحلية.

لكن المصدر نفسه رفض الإجابة على أسئلة تتعلق بوجود مقاتلين أجانب داخل صفوف الحركة، مشيرا إلى أنه ليس من صلاحيته التعامل إعلاميا مع هذا الموضوع.

ولفت إلى أن أمير حركة الشباب ليس في حاجة إلى الظهور الإعلامي والعلني مجددا نفي شائعات تبديله، وقال من الممكن خلال شهرين أن يصدر شريط فيديو للرد ضمنيا على ما تردد، لكنه الآن لأسباب أمنية وسياسية لا يريد الخوض في هذه التفاصيل.