مشعل في طهران: الحركات الإسلامية ستكون جبهة موحدة مع إيران إذا هاجمتها إسرائيل

الجهاد: دعمنا لإيران سيكون معنويا ولن نقحم غزة في حرب جديدة.. عاكف: لن نقف مع المجرمين الصهاينة

خامنئي (يمين) لدى لقائه، أمس، وفد حماس في طهران برئاسة خالد مشعل (الثاني من اليمين) (رويترز)
TT

قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي يزور طهران حاليا، إن الحركات الإسلامية في المنطقة ستقف جبهة واحدة مع إيران إذا تعرضت لهجوم من جانب إسرائيل. وأعلنت حركة الجهاد الفلسطينية من جانبها أن موقفها سيكون مؤيدا لإيران، ولكن معنويا فقط، «ولن نقحم غزة في حرب جديدة»، أما جماعة الإخوان المسلمين، في مصر فقد أكدت أن الدعم لإيران سيكون شيئا بديهيا، ولن تقف «مع المجرمين الصهاينة».

وقال مشعل، في مؤتمر صحافي في ختام زيارته إلى إيران، إن جميع الجماعات الإسلامية ستكون جبهة موحدة مع إيران ضد إسرائيل إذا أقدمت على مهاجمة الجمهورية الإسلامية. وقال إن الجميع أعضاء جسد واحد وسيقاتلون جميعا العدو المشترك، وكيفية ذلك سيحددها الزعماء وفقا لقدرات كل جماعة. وقالت إسرائيل إنها تجهز كل الخيارات كي تحاول إرغام إيران على وقف برنامجها النووي الذي يخشى الغرب أن يكون مجرد غطاء من أجل صنع أسلحة نووية، وتنفي إيران ذلك. وقال مشعل إن «إسرائيل خطر على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.. خطر على إيران وسورية وحماس والدول العربية والإسلامية». وأضاف: «إذا هاجمت إسرائيل بلدا، فسنكون جميعا في المعركة نفسها.. المقاومة الإقليمية بإذن الله سيكون لديها القدرة على مواجهة هذا الخطر»، في إشارة إلى احتمال شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، على خلفية اتهام الدول الغربية طهران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي.

وأيدت حركة الجهاد الإسلامي، تصريحات مشعل، وقال مصدر في الحركة الإسلامية إن موقف حركته لن يختلف عن موقف حركة حماس في مسألة تأييد إيران إذا ما تعرضت لهجوم إسرائيلي. وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن «موقفنا ليس مختلفا وإيران تدعم الشعب الفلسطيني وتقدم الكثير لنا». وقال معقبا على كلام مشعل: «نعم.. سنكون جبهة موحدة مع إيران ضد إسرائيل»، وردا على سؤال حول شكل الوقفة التي تتحدث عنها الفصائل، وإذا ما كانت ستشمل تنفيذ هجمات، قال المصدر: «أعتقد أنه من الصعب تنفيذ هجمات وإقحام غزة في حرب جديدة، إلا إذا هاجمتنا إسرائيل. حديثنا وحديث حماس عن دعم إيران، معنوي أكثر منه عملي».

وبين «التأييد الصريح» لتصريحات مشعل، و«التحفظ» جاء موقف جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية في مصر. واعتبر محمد مهدي عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أن «وقوفنا مع إيران بديهي ولا يحتاج إلى سؤال»، في حين يرى عصام دربالة، القيادي في الجماعة الإسلامية، «أن الموقف لا يزال افتراضيا إذ لم يحدث هجوم بعد»، لكن دربالة حرص في الوقت ذاته على تأكيد رفض الجماعة ضرب إيران.

وقال محمد مهدي عاكف في اتصال مع «الشرق الأوسط»: «إن وقوف الجماعة مع إيران حال تعرضها للضرب من أي جهة أمر بديهي لا يحتاج إلى سؤال، ومن غير ما تسأل: هل من الممكن أن أقف مع المجرمين والصهاينة، طبعا سنقف مع إيران ككتلة واحدة، ومن يقل غير ذلك أقل له: اتق الله». وأعلن الدكتور حمدي حسن، نائب «الإخوان» في البرلمان المصري: «إن (الإخوان) سيقفون ضد القوى المهاجمة لإيران، خصوصا لو كانت تلك القوى هي أميركا وإسرائيل»، معتبرا أن «الضرب في حالة حدوثه سيكون مواصلة لمسلسل اختراق أميركا للقانون الدولي، مثلما فعلت في العراق». وقال حسن: «إن تصريحات بلير الأخيرة التي اعترف فيها بأن ضرب العراق كان قادما، بصرف النظر عن وجود أسلحة دمار شامل، على أن هناك مؤامرة على الدول العربية والإسلامية». وأضاف حسن: «إذا كانت إيران لديها مفاعلات نووية فإن إسرائيل لديها أيضا مفاعلات نووية». وعن طريقة وقوف «الإخوان» مع إيران في حالة تعرضها للضرب قال حسن: «لكل حادث حديث.. وستتصرف كل جماعة بما يلائمها».

من جانبه قال عصام دربالة، القيادي في الجماعة الإسلامية لـ«الشرق الأوسط»، إن ما قاله مشعل «قضية افتراضية»، وأضاف: «إن مشعل نفسه افترض حدوث الضرب وأعلن موقف حماس منه ومعها جماعات إسلامية، ويسأل مشعل عن الجماعات التي تحدث عنها».

وأضاف دربالة معلقا: «من الخطأ التعليق عليها لأن التعليق على موقف سياسي افتراضي، لكن من حيث المبدأ يرفض ضرب إيران من أي جهة، لأنه في هذه الحالة ستعاقب على طلب يراه شرعيا وهو كسر احتكار الغرب وأميركا للسلاح النووي».

وفي كلمة في جامعة الإمام الصادق في طهران، دعا مشعل الدول العربية للتوحد ودعم خيار المقاومة كسبيل وحيد لتحرير الأراضي المحتلة. وقال مشعل إن الدول الإسلامية يجب أن تقف متحدة في مواجهة الأعداء وتفادي النزاعات. وتساءل «لماذا تصر بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة على قيام كيان صهيوني؟»، ورد قائلا: «لأنهم أرادوا أن يوجهوا سهامهم إلى قلب العالم الإسلامي، وتحويله إلى مركز لمصالحهم». وأضاف: «إذا أزلنا القاعدة العسكرية للنظام الصهيوني في المنطقة، سوف يتحرر العالم الإسلامي». وقال مشعل: «ليس لدينا عداوة مع أي دولة ولكن نحن نعارض تحالف الدول مع النظام الصهيوني»، وأضاف: «نحن حريصون على علاقات مبنية على الاحترام المتبادل، وإلا نحن نرفضهم».

وأضاف رئيس المكتب السياسي لحماس، أن مصلحة الغرب تقتضي التعاطي باحترام مع المسلمين، منتقدا الضجة المفتعلة حول برنامج إيران النووي في وقت يسود فيه الصمت بشأن 400 رأس نووي لدى الكيان الإسرائيلي. وقال إن الغرب قد اعتمد سياسة الكيل بمكيالين في مواجهة دول المنطقة. وفي حين أن إسرائيل تحولت إلى مخزون من الأسلحة النووية، يعارض الغرب الأنشطة النووية السلمية لإيران، بحسب ما قال مسؤول حماس.

كما ثمن الدعم الإيراني للشعب الفلسطيني، وقال إن من الطبيعي التحالف مع إيران ضد الصهاينة، لكن من غير الطبيعي وقوف بعض الدول العربية معهم. وتوجه مشعل بالشكر إلى الجمهورية الإسلامية «لدعمها المقاومة الإسلامية الفلسطينية»، مؤكدا أن حماس «لا تنتظر مساعدات (من الخارج) لتتحرك». وقال إن «القادة الفلسطينيين أحرار، لقد مضى 90 عاما على مقاومتنا، ونحن نقرر بأنفسنا ما علينا القيام به».

من جهة ثانية حمل خالد مشعل إسرائيل مسؤولية التأخير في الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز منذ 2006 لدى الحركة في قطاع غزة. وقال مشعل، خلال مؤتمر صحافي في طهران: «إن الإفراج عن شاليط سيتم حين يقبل الإسرائيليون بمطالب حماس» لجهة الإفراج عن مئات المعتقلين الفلسطينيين. وأضاف مشعل، الذي بثت تصريحاته باللغتين الفارسية والإنجليزية من جانب التلفزيون الرسمي الإيراني: «إذا لم يستجب (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو والقادة الإسرائيليون لهذه المطالب، فإنهم لن يروا شاليط مجددا». وأكد الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، أمس، أن التأخير في الإفراج عن شاليط مرده إلى خلافات داخلية في حماس.

ورد مشعل أن «شيمعون بيريس يعلم تماما أن الجانب الإسرائيلي هو الذي يخلق مشكلات»، مؤكدا أن «قادة حماس جميعا يتبنون الموقف نفسه» حول هذا الموضوع. وأضاف: «لدينا 11 ألف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وقد أعطينا العدد المحدد للمعتقلين (الواجب الإفراج عنهم) لتتم عملية التبادل» مع الجندي الإسرائيلي. وكان مشعل، المقيم في دمشق، وصل الأحد إلى طهران للقاء المسؤولين الإيرانيين، وأجرى محادثات، خصوصا، مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي كرر دعم طهران لحماس والمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل. كما أجرى محادثات مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي.