إيران تنفي العمل على مكون يدخل في تصنيع قنبلة نووية

تحالف «ألبا» يرفض «التهديدات» الأميركية بشأن علاقاته مع طهران

TT

اعتبرت إيران، أمس، أن الخبر الذي أوردته صحيفة «تايمز» البريطانية أول من أمس عن مباشرة طهران أنشطة بغرض القيام بتجارب لمكون مهم لتصنيع قنبلة نووية هو «سيناريو مفبرك»، وفق ما جاء في وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رامين مهمانباراست، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أثناء مؤتمره الصحافي الأسبوعي «بعض البلدان غاضب من أن شعبنا يدافع عن حقوقه النووية».

وأضاف أن البلدان الغربية «حين تريد الضغط علينا، تفبرك مثل هذه السيناريوهات غير المقبولة». وتابع قائلا «إن هذه الأقوال تمت لأهداف سياسية وفي سياق حرب نفسية وليس لها أي أساس من داخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وكانت «تايمز» أكدت أن إيران تقوم بأنشطة تهدف إلى إجراء تجارب على عنصر رئيسي يدخل في تصنيع قنبلة نووية، مستندة إلى وثيقة إيرانية. وقالت الصحيفة إن «الوثيقة التي تتصل بمشروع عسكري نووي يعتبر أحد المشاريع الأكثر حساسية في إيران، تصف خطة مدتها أربعة أعوام لتجربة عنصر قنبلة نووية يؤدي إلى إحداث انفجار». وأضافت أن مصادر عدة داخل وكالات استخباراتية لم تكشف هويتها حددت تاريخ الوثيقة في «بداية 2007، أي بعد أربعة أعوام من التعليق المفترض من جانب إيران لبرنامجها للتسلح».

والوثيقة التقنية التي كتبت بالفارسية «تصف استخدام هذا العنصر المكون من الهيدروجين واليورانيوم». وقال خبراء للصحيفة إن أي استخدام مدني أو عسكري لا يبرر خطوة مماثلة إلا إذا كانت غايتها تصنيع سلاح نووي. وتؤكد إيران باستمرار أن برنامجها النووي محض مدني غير أن قسما من المجتمع الدولي يشتبه في أنها تسعى لإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب بغرض تصنيع قنبلة نووية. إلى ذلك، دافعت «بلدان التحالف البوليفاري» (ألبا)، التكتل الإقليمي «المناهض للإمبريالية» بقيادة فنزويلا وكوبا، أول من أمس، عن علاقاتها مع إيران وذلك ردا على «تهديدات» واشنطن المتهمة بشن «هجمة سياسية وعسكرية» في أميركا اللاتينية، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإيرانية.

وجاء في بيان مشترك للتحالف تلاه الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، عبر التلفزيون، أن «بلدان التحالف البوليفاري (للأميركتين ـ ألبا) ترفض بشدة التهديدات التي أطلقتها في 11 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وزيرة خارجية الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون، وتؤكد مجددا حق بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي في تقرير نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي».

وجاء في البيان الذي تبنته قمة التحالف، التي اختتمت الاثنين في هافانا، وحضرها علاوة على تشافيز، راوول كاسترو، رئيس كوبا، وإيفو موراليس رئيس بوليفيا، ودانييل أورتيغا، رئيس نيكاراغوا، وممثل عن الإكوادور، «نرفض محاولات الحكومة الأميركية التدخل في القرارات السيادية للسياسة الخارجية لبلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، مثل علاقات المنطقة مع جمهورية إيران الإسلامية». وكانت كلينتون حذرت، الجمعة، بلدان أميركا اللاتينية من «التقرب» من إيران، معتبرة أن هذا الأمر «فكرة سيئة»، وذلك بعيد جولة قام بها نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي يتعرض لضغوط على خلفية برنامج بلاده النووي، وشملت البرازيل وفنزويلا وبوليفيا. وأكدت هذه الدول الثلاث في حينه مجددا حق إيران في امتلاك الطاقة النووية لغايات سلمية وفي إطار احترام الاتفاقات الدولية. ونقلت صحيفة «غرامنا» الكوبية عن الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، أن «على الولايات المتحدة أن تغير سلوكها الاستعماري والمتعالي إذا أرادت إقامة علاقات جيدة مع جيرانها، غير أنها لا تدرك معنى ذلك حتى الآن». واتهم تحالف ألبا في بيانه الختامي الولايات المتحدة بدعم الانقلاب نهاية يونيو (حزيران) الماضي على رئيس هندوراس، مانويل سيلايا، الذي كان انضم إلى ألبا في 2008، والسعي إلى إضفاء الشرعية على انتخابات أوصلت مرشحا لليمين إلى السلطة.

ومن المقرر عقد القمة المقبلة للتحالف، الذي يضم أيضا ثلاث دول من الكاريبي (الدومينيكان، وسانت فنسنت أي لي غرينادين، وأنتيغوا وباربودا)، في أبريل (نيسان) بكاراكاس، بحسب تشافيز، الذي سيشارك هذا الأسبوع رفقة موراليس في قمة المناخ بكوبنهاغن.

وتم تأسيس «ألبا» قبل خمس سنوات كتحالف اقتصادي مناهض لليبرالية، ويعتزم التحالف أن يطلق في يناير (كانون الثاني) أولى معاملاته التجارية بالـ«سوكري» العملة الموحدة المستقبلية التي ستحل في نهاية المطاف محل الدولار في التعاملات بين بلدان المنطقة. وتقود فنزويلا، الغنية بالنفط، هذا التحالف، وهي تقدم دعما اقتصاديا أساسيا لكوبا التي ترتهن كثيرا للواردات وتمر منذ عام بأزمة مالية. وتم الجمعة توقيع مشاريع بقيمة 1.3 مليار دولار لعام 2010 بين كاراكاس وهافانا.