عباس: من يريد المصالحة فليذهب إلى القاهرة

البرغوثي يبقي الباب مفتوحا لترشحه لرئاسة السلطة الفلسطينية

TT

أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعضاء المجلس المركزي لمنظمة التحرير المجتمع في رام الله، أنه يرفض العودة إلى «العنف»، قائلا إنه يسعى لسلام حقيقي مبني على العدل. وطلب عباس من الإسرائيليين أن لا يضطهدوا الفلسطينيين مثلما جربوا هم ذلك في وقت سابق، وقال: «لا تذبحونا مثلما ذبحتم من النازية» مؤكد مجددا رفضه العودة إلى مفاوضات مع إسرائيل من دون وقف كامل للاستيطان وبدء المفاوضات على أساس إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على حدود 67. وشن عباس هجوما عنيفا على حماس، واتهما بأنها تكبح الآخرين في غزة كما كبحتها إسرائيل، وعلق أبو مازن على مفاوضات التبادل الجارية بين حماس وإسرائيل بوساطة ألمانية، بقوله إنه لا يفهم حكمة إطالة هذه المفاوضات. واعتبر عباس أن الفلسطينيين دفعوا ثمنا كبيرا لقاء شاليط، وقال: «هناك مفاوضات تستمر منذ سنتين ونصف حول شاليط، وأنا لا أفهم حكمة هذه المفاوضات، وحتى الآن نحن دفعنا 2587 شهيدا منذ يوم أسر شاليط، بالإضافة إلى 10 آلاف من الجرحى والمعاقين وهدم 5000 منزل، و20 ألف منزل دمر بشكل جزئي، و23 مسجدا، و60 مدرسة، وما زال الناس الذين دمرت بيوتهم بالعراء. وأنا أسألكم: ماذا نريد من هذا الشاليط؟ أنا لا أفهم، هناك حديث عن الصفقة، ثم توقفت لأن إسرائيل تريد ترحيل بعض الأسرى، ويبدو أن الصفقة توقفت عند هذا الحد». وعلى الرغم من موقفه هذا، أيد عباس إتمام الصفقة، وقال: «أنا أريد صفقة، ولم أرفضها، لأنه إذا أطلق سراح ألف أسير، يعني أن ألف عائلة ستفرح» وأضاف: «سمعت من يقول إن عباس ضد الصفقة لأنه لا يريد أن يطلق سراح مروان البرغوثي (عضو مركزية فتح المعتقل لدى إسرائيل) حتى لا ينافسه بالانتخابات، وأنا لا أريد أن أدخل في الانتخابات». ومضى أبو مازن يقول: «أنا مع الصفقة ومع إطلاق سراح مروان البرغوثي في الصفقة.. أريد فقط أن يخرجوا لأن إطلاق سراح أي أسير يعني مكسبا لنا». وبدأ المجلس المركزي اجتماعا أمس، يستمر يومين، وسيطلب المجلس المركزي من عباس وجميع مؤسسات السلطة، الاستمرار في عملهم لحين إجراء الانتخابات. وقال عباس إنه متمسك بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية كاستحقاق دستوري ووطني، وموافق على أن تجرى في 28 يونيو (حزيران) المقبل وفق الورقة المصرية، موضحا أنه رفض عرضا مباشرا وغير مباشر من حركة حماس بتمديد ولاية الرئاسة والمجلس التشريعي لمدة ثلاثة أو أربعة أعوام.

واتهم عباس حماس بأنها لا تريد التوقيع على ورقة المصالحة، وبأنها تراجعت عن موافقتها الأولى عليها، وأنها رفضت كذلك اقتراحا مصريا بالتوقيع ومن ثم أخذ الملاحظات بعين الاعتبار ومناقشتها. وقال ساخرا: «يبدو أن الكرم المصري في فنادق سبعة نجوم التي أقامت بها وفود الفصائل جعلتهم يحبون السفر، واستمرار الحوار وعرض الملاحظات». وفيما يبدو أنه رسالة إلى دول أخرى تحاول الدخول على خط المصالحة قال عباس إن «المصالحة ستكون في مصر والتوقيع والتطبيق أيضا في مصر، ومن يريد ذلك فليذهب إلى القاهرة، ومن لا يريد فإنه لا يريد وحدة شعبنا». من جهة أخرى أبقى القيادي في حركة فتح، مروان البرغوثي، المعتقل لدى إسرائيل، الباب مفتوحا لترشحه لرئاسة السلطة الفلسطينية، إلا أنه اعتبر إجراء الانتخابات قبل المصالحة مع حماس «غير مفيد».

وقال البرغوثي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية بالمراسلة من سجنه «حينما يتقرر موعد نهائي للانتخابات ونتمكن من إجراء الانتخابات في الضفة الغربية والقطاع والقدس، سأتخذ القرار المناسب في حينه». وكان البرغوثي المعتقل منذ عام 2002 انسحب من السباق الرئاسي عام 2005 في اللحظة الأخيرة لصالح محمود عباس، بعد أن كان أعلن عن ترشحه في وقت سابق.

ويطرح اسم البرغوثي مجددا بقوة كمرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية، لا سيما أن عباس أعلن عن نيته عدم الترشح لولاية جديدة في الانتخابات التي كانت مقررة مطلع العام المقبل، قبل أن تعلن اللجنة الانتخابية عن عدم إمكانية تنظيمها في ظل الانقسام القائم بين الضفة الغربية وقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.

واعتبر البرغوثي، على هذا الصعيد، أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية «يجب أن تتم بعد المصالحة وفي ظل توافق وطني شامل، وأن تشمل الضفة وغزة والقدس، ودون ذلك من الصعب إجراؤها، وربما لن يكون مفيدا».

وفي ما يتعلق بعملية السلام المجمدة بين إسرائيل والفلسطينيين، اتهم البرغوثي الإدارة الأميركية التي ترعى المفاوضات بين الطرفين بالتراجع عن موقفها المتعلق بالاستيطان وبالانحياز للدولة العبرية. وقال: «الولايات المتحدة منحازة لإسرائيل، وهي حليفة لها، ومن المؤسف تراجع موقف إدارة أوباما عن ممارسة الضغط على إسرائيل للوقف الشامل للاستيطان، وآمل أن لا يضيع الرئيس أوباما الوقت والفرصة لإحلال السلام في المنطقة». وأضاف: «المفاوضات خلال 20 عاما لم تحصد سوى الفشل بسبب غياب الشريك الإسرائيلي للسلام وغياب الراعي الدولي النزيه، فلا يوجد في إسرائيل (فريدريك) دوكليرك الذي أنهى النظام العنصري في جنوب أفريقيا، ولا يوجد الجنرال ديغول الذي أنهى الاستعمار الفرنسي للجزائر». واعتبر البرغوثي موقف الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، بربط العودة للمفاوضات بالوقف الشامل للاستيطان «موقفا وطنيا أدعمه تماما.