أنصار الحكومة يطالبون بإعدام موسوي في مظاهرات احتجاجا على إهانة الخميني

تعرض موقع «تويتر» للقرصنة احتجاجا على «التدخل» في الشؤون الإيرانية

أحد مناصري الرئيس أحمدي نجاد يحمل صورة للمعارض الإصلاحي مير حسين موسوي خلال مظاهرة في طهران، أمس (إ.ب.أ)
TT

نظم أنصار الحكومة مظاهرات في أنحاء إيران أمس، احتجاجا على «إهانة» وجهتها المعارضة إلى مؤسس الجمهورية الإسلامية، آية الله الخميني، بحرق وتمزيق صوره خلال مظاهرات في طهران جرت في السابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فيما طالب بعض أنصار الحكومة بإعدام الزعيم المؤيد للإصلاح مير حسين موسوي، لمسؤوليته المفترضة عن تلك الأحداث.

وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه الدعوة خلال حدث ترعاه الدولة وتشير إلى زيادة الضغوط على المعارضة التي واصلت إظهار تحديها بشأن انتخابات رئاسية جرت في يونيو (حزيران) تقول إنها زورت. وهتف أشخاص في مظاهرة في طهران: «موسوي.. هذا تحذيرنا الأخير.. زعماء الفتنة يجب أن يعدموا».

ولم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات على غرار ما حدث في مناسبات سابقة نظمتها الحكومة عندما خرج أنصار موسوي أيضا إلى الشوارع في محاولة لمواصلة تحديهم للرئيس محمود أحمدي نجاد. وكانت مواقع الإصلاحيين على الإنترنت حثت أنصار المعارضة على الابتعاد عن مظاهرات أمس، التي جرت في ظل وجود مكثف لقوات الشرطة. وقالت السلطة القضائية الإيرانية في وقت سابق من هذا الأسبوع إن لديها أدلة على أن شخصيات كبيرة من الإصلاحيين حرضت على الاضطرابات بعد الانتخابات التي جرت قبل ستة أشهر ـ التي أثارت احتجاجات شوارع ضخمة ضد الحكومة ـ وحذرت من أنها ستتخذ إجراءات قانونية ضدهم.

ونقلت وكالة أنباء «فارس» عن محمد حسين رحيميان ممثل الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي قوله للحشود في طهران: «السلطة القضائية يجب أن تواجه الأشخاص الذين يواصلون هذه الفتنة.. بأقصى عقوبة». وأدت إعادة انتخاب أحمدي نجاد المثيرة للجدل إلى إغراق إيران في اضطرابات سياسية وكشفت عن انقسامات عميقة داخل المؤسسة. وتصاعدت حدة التوتر في وقت سابق من هذا الشهر عندما اشتبك طلاب مؤيدون للمعارضة مع قوات الأمن المسلحة بالهراوات والغاز المسيل للدموع في أكبر مظاهرة مناهضة للحكومة منذ أشهر. واتهمت السلطات المعارضة بإهانة زعيم الثورة الراحل آية الله الخميني من خلال تمزيق صورة له خلال احتجاجات في السابع من ديسمبر (كانون الأول). ونفت المعارضة الضلوع في الواقعة واتهمت الحكومة بالتخطيط لاستخدامها كذريعة لشن حملة جديدة ضد الأصوات المعارضة.

وهتف المتظاهرون في المظاهرة المؤيدة للحكومة في طهران قائلين: «موسوي يجب أن يعدم.. الموت لموسوي». وذكر التلفزيون الإيراني أن مظاهرات مماثلة نظمت في مدن إيرانية أخرى وعرض لقطات لشوارع مكتظة بأشخاص يحملون لافتات ويرددون شعارات. وطالب المتشددون في السابق بإعدام موسوي لتحريضه على اضطرابات واسعة النطاق بعد الانتخابات. وأعيد انتخاب أحمدي نجاد رسميا بفارق كبير لكن خصومه الإصلاحيين شككوا في نزاهة الانتخابات وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع في أكبر احتجاجات ضد الحكومة منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية قبل 30 عاما. وترفض السلطات اتهامات المعارضة بأن الانتخابات زورت ووصفت المظاهرات المناهضة للحكومة بأنها محاولة مدعومة من الخارج للإطاحة بالقيادة الدينية للجمهورية الإسلامية. واحتجز آلاف من أنصار موسوي بعد الانتخابات وكان من بينهم إصلاحيون كبار. وأفرج عن أغلبهم لكن صدرت أحكام بالسجن وصلت إلى 15 عاما على 80 شخصا كما صدر حكم بالإعدام على خمسة أشخاص فيما يتصل بالاضطرابات التي أعقبت الانتخابات. وتعهد المشاركون في مظاهرة أمس، في طهران بالولاء لخامنئي أعلى سلطة في البلاد تحت نظام ولاية الفقيه. وهتف المتظاهرون: «نحن على استعداد للتضحية بأرواحنا من أجل الزعيم (الأعلى). وحمل المتظاهرون صور خامنئي والخميني الذي قاد الثورة الإسلامية في عام 1979 وما زال محل احترام في إيران بعد عقدين على وفاته.

من جهة ثانية، تعرض موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي ليل أول من أمس، للقرصنة من قبل مجموعة تطلق على نفسها اسم «الجيش الإيراني للقرصنة المعلوماتية» كانت تريد الاحتجاج على «تدخل (الموقع)» في الشؤون الإيرانية. وأقر بيز ستون أحد مؤسسي «تويتر» بأن «عطلا مؤقتا» طرأ على الموقع وأنه «تم إصلاحه» من دون مزيد من التفاصيل. وقال ستون: «سندرس الوضع بعد الحصول على معلومات وتفاصيل إضافية إثر الانتهاء من تحقيقاتنا».

وذكرت المواقع المتخصصة مثل «تيك كرانش» أن العطل بدأ أمس عند قرابة الساعة 6.00 بتوقيت غرينتش، ودام لساعة واحدة. وخلال هذه الفترة كان مستخدمو الموقع يشاهدون علما أخضر مرفقا به بالإنجليزية عبارة «هذا الموقع تعرض للقرصنة من قبل الجيش الإيراني للقرصنة المعلوماتية». وأكد نص أن «الولايات المتحدة تظن أنها تسيطر على شبكة الإنترنت، لكن هذا الأمر غير صحيح. نحن نسيطر على الإنترنت بقدراتنا فلا تحاولوا دفع الشعب الإيراني إلى الثورة». وأضاف النص بحسب الترجمة الإنجليزية التي قام بها موقع «تيك كرانش»: «باسم الله، كإيرانيين، هذا رد على تدخل موقع (تويتر) بتحريض من السلطات الأميركية في شؤون بلادنا الداخلية».

وكان المتظاهرون الإيرانيون المشككون في نتائج الانتخابات الرئاسية لجأوا إلى موقع «تويتر» لرص صفوفهم ونشر معلومات عن الصدامات مع قوات الشرطة وأنصار الرئيس الفائز بولاية ثانية محمود أحمدي نجاد. وعلى الرغم من محاولات السلطات الإيرانية للحد من المعلومات التي ينشرها هؤلاء عن سير المظاهرات والصدامات الناجمة عنها، انهمرت على موقع التواصل الاجتماعي هذا الذي يتمتع بشعبية كبيرة بين رواد الإنترنت، الرسائل الآتية من إيران بشأن التطورات السياسية.