مسؤولون أميركيون: واشنطن قدمت دعما بموافقة أوباما للضربة اليمنية ضد «القاعدة»

اعتقال 30 من عناصر التنظيم ودفن أجانب قتلوا في الغارة

صورتان لقيادي «القاعدة» في اليمن قاسم الريمي الذي فر في اللحظات الأخيرة خلال العملية التي نفذتها قوات الأمن اليمنية (إ.ب.أ)
TT

أكد مجلس الدفاع الوطني اليمني عزمه على مواصلة الحرب ضد تنظيم القاعدة والحوثيين والخارجين عن النظام والقانون في بعض محافظات الجمهورية. جاء ذلك في اجتماع لهذا المجلس الذي يرأسه الرئيس علي عبد الله صالح ويضم النخبة العسكرية والأمنية وقيادات المؤسسات الدستورية والتنفيذية والحزب الحاكم «المؤتمر الشعبي العام» وهذا الانعقاد على هذا المستوى يأتي بعد 3 أيام من الضربة التي نفذها الأمن اليمني والقوات الخاصة بإسناد من الطيران العسكري ضد تنظيم القاعدة في أبين ومديرية أرحب وأمانة العاصمة صنعاء، وأسفر عن مقتل 36 شخصا من تنظيم القاعدة واعتقال 29 آخرين في هذه العمليات المزدوجة الاستباقية التي تم تنفيذها في هذه المواقع والمناطق المتباعدة جغرافيا. جاء ذلك بينما أكد مسؤولون أميركيون أن الولايات المتحدة وفرت قوة النيران والاستخبارات وأنماط الدعم الأخرى لحكومة اليمن في الغارات التي شنتها لمهاجمة مخابئ تنظيم القاعدة داخل حدودها. وقال مسؤولون إن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على تقديم هذا الدعم بناء على طلب من الحكومة اليمنية. وترمي المشاركة الأميركية إلى مساعدة اليمن على منع «القاعدة» من شن هجمات ضد أهداف أميركية وأجنبية أخرى داخل حدودها. ورفض مسؤولون القول بما إذا كانت هذه الأهداف سفارات أو شركات تجارية أو مدارس أو مواقع أخرى.

ورفض مسؤولون من البنتاغون والمؤسسة العسكرية والحقل الاستخباراتي توفير معلومات مفصلة حول الهجمات المعلن عنها، والتي تضمنت، طبقا لما أوردته «إيه بي سي نيوز»، صورايخ أميركية. إلا أن مسؤولين في واشنطن أيدوا للحكومة اليمنية في جهودها للتصدي للإرهاب الدولي. وقال بريان جي وايتمان، المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، إن «اليمن ينبغي أن يلقى إشادة للإجراءات التي اتخذها ضد تنظيم القاعدة التي تشكل تهديدا خطيرا للمصالح اليمنية والأميركية والإقليمية». وقال مسؤولون أميركيون أن بعض الهجمات ضد المعسكرات الإرهابية المشتبه بها في اليمن في وقت سابق من الأسبوع جرى تنفيذها على يد قوات محلية فقط. وأوضح مسؤولون أميركيون أنهم عاينوا مؤشرات الصيف الماضي تفيد بانتقال العشرات من مقاتلي «القاعدة» وحفنة من القيادات الإرهابية إلى الصومال واليمن قادمين من باكستان. وخلال الاتصالات التي جرت مراقبتها من جانب البنتاغون والبيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية، شرعت الجماعات الإرهابية في الدول الثلاث في تكثيف اتصالاتها، ومن الواضح أنها حاولت تنسيق عملياتها، حسبما أفاد مسؤولون.

وفي صنعاء قالت المصادر الرسمية إن مجلس الدفاع الوطني اتخذ قرارات وصفت بأنها قرارات هامة تتعلق بنشاطات «القاعدة» والمواجهات الراهنة بين الجيش والحوثيين المتمردين في صعدة وحرف سفيان والخارجين على النظام والقانون في بعض المديريات من المحافظات الجنوبية وفي داخل اليمن. وأكد مجلس الدفاع اليمني تضافر جهود الجميع في الدولة والمجتمع من أجل مكافحة الإرهاب واستئصال هذه الآفة التي تهدد أمن وسلامة اليمن والمنطقة والعالم. وتعهد بمواصلة جهود مكافحة الإرهاب وملاحقة عناصره والحيلولة دون تنفيذ المخططات الهادفة إلى زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن. كما اطلع مجلس الدفاع على تقرير تعلق بسير العمليات العسكرية والمواجهات الراهنة مع الحوثيين في صعدة وحرف سفيان معبرا عن ارتياحه للنجاحات التي حققها الجيش وقوات الأمن والقوات الشعبية في مواجهة المتمردين الحوثيين وأكد التقرير أن بشائر النصر في هذه الحرب تلوح في الأفق وأن نهاية العناصر الإرهابية قد دنت. في الوقت ذاته ذكر موقع وزارة الدفاع الإنترنتي أن عددا من القتلى الذين قضوا في المركز التدريبي في وادي المعجلة ودفنوا في مقبرة صبر بمديرية موديا هم من الأجانب من مجهولي الهوية وأن من هؤلاء الأشخاص قتيل سعودي يدعى إبراهيم النجدي وعثر في جيبه على رسالة لم يكشف عن محتواها إلا أن تلك الرسالة موجهة إليه، كما وجدت بطاقة شخصية لأحد الضحايا باسم محمد محمد راجح الذرعاني. ودفن 5 من المجهولين الأجانب في مقبرة زارة بمديرية لودر وأكدت المصادر مقتل قيادي «القاعدة» محمد صالح الكازمي وكذلك مقبل عبد الله عوض وأحمد عبد الله عوض شيخ وميثاق الجلد وعبد الله عوض شيخ، بينما لم تتأكد المصادر من مقتل عبد المنعم القحطاني الذي يعتبره الأمن اليمني من القيادات الخطرة في تنظيم القاعدة في اليمن الذي وفر لعناصر «القاعدة» الحماية والإيواء وممارسة عمليات التدريب في هذه المنطقة وأكدت المصادر أن عناصر «القاعدة» في وادي المعجلة كانت تلقى الحماية والإيواء من الشيخ طارق الفضلي الجهادي السابق في الحرب على السوفيات في أفغانستان والذي يعد من المحركين الأساسيين في ما يسمى بالحراك الجنوبي. كما أكد موقع وزارة الدفاع اليمنية أن حصيلة الاعتقالات في صفوف تنظيم القاعدة قد تجاوزت 30 معتقلا خلال اليومين الماضيين، فيما ظل التوتر إلى تصاعد في الجنوب مع تنظيم مظاهرات مطالبة بالتحقيق في الغارات التي شنتها السلطات في محافظة أبين الخميس.

وكانت السلطات أعلنت أنها قتلت ما بين 24 إلى 30 عنصرا من «القاعدة» بينهم عناصر أجنبية في قصف «وكر كان يستخدم كمركز لتدريب عناصر القاعدة في منطقة المعجلة في محافظة أبين» جنوب اليمن، وذلك بالتزامن مع العملية التي نفذتها في منطقة صنعاء.