الأسد: لم توجه لي دعوة لزيارة لبنان وزيارة الحريري كانت ناجحة

الأسد يكشف عن دور تركي في المصالحة السورية ـ اللبنانية

TT

كشف الرئيس السوري بشار الأسد عن دور تركي ايجابي في حل المشكلة في العلاقات السورية ـ اللبنانية، وقال إن قلة من الناس يعرفون عن الدور التركي في هذا الخصوص، وكان دورا بعيدا عن الإعلام وهو أن تكون «العلاقات بين الدول طبيعية ملؤها المحبة والاحترام المتبادل، والعام الماضي قطعت شوطا كبيرا على صعيد العلاقات السورية ـ السعودية، وأمس كانت زيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى دمشق وكانت زيارة ناجحة ووضعت أسسا مؤسساتية سليمة مع لبنان».. وعن احتمال قيامه بزيارة الى لبنان قال الرئيس الأسد إنّه «من الطبيعي» أن يزور لبنان «في الوقت المناسب»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لم تُوجّه له دعوة لمثل هذه الزيارة. وأوضح ردًّا على سؤال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بدمشق: «زرت لبنان في العام 2002 وكنت في حينها رئيسا للجمهورية، ومن الطبيعي أن يكون هناك في يوم ما زيارة إلى لبنان، وهذا ليس مستغرباً»، وأضاف «لا بد من القيام ببعض الخطوات بين البلدين»، وتابع: «إن الحكومة اللبنانية جديدة وربما لديها أولويات داخلية قبل التفكير في علاقاتها الخارجية». وأجرى الرئيس السوري بشار الاسد مساء أمس الاربعاء مباحثات مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وجاء اللقاء بعد انتهاء أعمال المجلس الاستراتيجي السوري التركي عالي المستوى الذي اختتمت اعماله في دمشق اليوم بالتوقيع على 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين سورية وتركيا في مختلف المجالات.

وفي المؤتمر الصحافي وصف الأسد العلاقات السورية التركية بأنها «أصبحت غنية عن التعريف، فالعمق الذي وصلت إليه والخطوات التي قطعتها جعلتها أنموذجا للعلاقات الأخوية بين الشعوب وبين الدول، والإنجازات التي حققتها ونتائجها أصبحت ملموسة في منطقتنا في مختلف المجالات، وأصبحت واقعاً لا يمكن لأحد أن يتجاوزه بأي حال من الأحوال». وأضاف «إن ما تحقق من نجاحات بالنسبة لهذه العلاقات خلال السنوات الماضية يرتكز على القاعدة الشعبية للشعبين ولكن هذا العامل غير كاف.. ولو اجتمعت كل العوامل الأخرى متكاملة هي أيضاً غير كافية إن لم يكن هناك العامل الأهم وهو الإرادة القوية والإرادة المشتركة التي امتلكناها.. الإرادة التي تهدف إلى صناعة المستقبل المشترك وإلى رسم وصياغة وتخطيط هذا المستقبل من قبلنا وبأيدينا.. وهذه الإرادة التي يجب أن تبنى على قاعدة صلبة من الدعم الشعبي، وهذا ما فهمناه بشكل جيد في سورية وتركيا.. وهذا ماعملنا بناء عليه وما فهمنا أنا وأخي الرئيس أردوغان وعملنا من خلاله في السنوات الماضية.. إن الشخص الذي يحترم نفسه ووطنه يحصل على دعم شعبه والشخص الذي يقف إلى جانب القضايا العادلة في العالم بشكل عام وفي منطقته بشكل خاص يحصل على احترام شعب تلك المنطقة ومن يستخدم أوراقه فوق الطاولة وليس تحت الطاولة في الضوء وليس في الظلام يحصل على احترام العالم». وقال الرئيس الأسد إن «ما تحقق خلال السنوات القليلة الماضية في العلاقات السورية التركية هو كبير وكثير نسبة إلى الزمن القصير الذي تمت خلاله الإنجازات ونسبة إلى الظروف التي كانت معاكسة تماماً لمثل هذه العلاقة وننظر إلى هذه العلاقة من خلال الطموحات الكبيرة لشعبنا ومن خلال الإمكانيات الضخمة المتوافرة في البلدين فنرى أن ما حققناه هو قليل وأن الطريق أمامنا ما زال طويلاً لذلك نلتقي اليوم في سلسلة من اللقاءات التي ابتدأت في الماضي والتي ستستمر في المستقبل من أجل إعطاء دفع لهذه العلاقات ووضع أحجار جديدة في هذا البناء الكبير الذي بنيناه معاً على المستوى الرسمي وبدعم كبير على المستوى الشعبي». وأضاف الرئيس الأسد «إن ما رأيناه من توقيع لأكثر من خمسين اتفاقية ومذكرة ووثيقة هو مؤشر كبير في هذا الاتجاه، وهذه الاتفاقيات كانت في المجالات المختلفة في الطاقة والأمن والدبلوماسية والتربية والتعليم العالي والثقافة والاتصالات والإسكان والزراعة والرياضة والشباب والإدارة المحلية وغيرها من المجالات».

وقال الرئيس الأسد إن التحدي الذي يبدأ غداً هو كيف نحول الإنجازات والاتفاقات ومذكرات التفاهم السورية التركية إلى إنجاز فعلي على أرض الواقع وهذا يعني عبئاً كبيراً ومسؤولية كبيرة، وطبعاً سيكون لرجال الأعمال دور كبير في هذا الشأن بالإضافة إلى مؤسسات الدولة. وأضاف الرئيس الأسد «إننا لم نحصر حديثنا اليوم في الجانب الثنائي وإنما أخذ الجانب السياسي حيزاً كبيراً من محادثاتي مع أخي رئيس الوزراء التركي. وكما نعلم فالعالم اليوم مهتم بشكل كبير في عملية السلام أكثر من قبل.. يبدو لأنها تحتضر ومع كل أسف فهذه العملية بحاجة إلى اهتمام ليس فقط عندما تفشل وإنما ربما تكون بحاجة أكثر عندما تبدأ بالنجاح او بالإقلاع لذلك نرى دائماً تذبذبا في هذه العملية بين الصعود عالياً يليه هبوط سريع».