الصين تحاكم منشقا بارزا وتوقع النطق بسجنه «يوم انشغال الغرب بالميلاد»

بكين رفضت دعوتَي الاتحاد الأوروبي وأميركا لإطلاق ليو تشياوباو

TT

بعد أكثر من عام على توقيفه، جرت محاكمة أحد قادة حركة الانشقاق في الصين، ليو تشياوباو، أمس في بكين، لكن النطق في الحكم في هذه القضية التي تدينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيتم غدا يوم عيد الميلاد. فيما أشار ناشطون حقوقيون إلى أن موعد النطق بالحكم اختير ليكون متزامنا مع انشغال الرأي العام الغربي باحتفالات عيد الميلاد.

ولوحق ليو (53 عاما) الذي سُجن خلال قمع الحركة الديمقراطية في يونيو (حزيران) 1989 بتهمة «الطعن في سلطة الدولة»، بعدما شارك في إعداد «ميثاق 08»، الوثيقة التي تطالب بصين ديمقراطية. وقال أحد محاميه، دينغ تشيكوي، إن المحاكمة «استغرقت ساعتين ونصفا». ويمكن أن يُحكم على ليو غدا بالسجن 15 عاما.

وقال ماو شاوبينغ أحد المحامين الآخرين الذين يدافعون عنه: «لقد أكدنا براءته. ذنبه الوحيد هو أنه عبر عن رأيه»، موضحا أنه «يعمل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان منذ فترة طويلة جدا وقام بأبحاث وكتب كثيرا». وتابع أنه «يقوم بهذا العمل منذ أكثر من عشرين عاما وقبل الرابع من يونيو 1989 بفترة طويلة». وأكد دينغ أن المنشق في حالة صحية جيدة، موضحا أنه «تمكن من التحدث. للمحكمة قواعدها وهو تمكن من التكلم لكن لا يمكنني الخوض في التفاصيل».

وكان ليو الكاتب والأستاذ الجامعي السابق الذي وُقف قبل أكثر من عام إثر صدور «ميثاق 08» اتُّهم مؤخرا بـ«الطعن في سلطة الدولة»، وهي تهمة تُستخدم عادة ضد المنشقين، كما تؤكد منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن العشرات من عناصر الشرطة انتشروا أمس في بكين وتحديدا حول المحكمة لمنع أنصار ليو من الاقتراب. وليو تشياوباو الذي كان أحد قادة حركة تيان انمين الديمقراطية في 1989، سُجن مرات عدة لقناعاته الديمقراطية. وفي 1989 إثر عودته من الولايات المتحدة حيث كان يدرّس في جامعة كولومبيا في نيويورك ليعمل في جامعة بكين، شارك في الحركة الديمقراطية التي بدأها الطلاب في ساحة تيان انمين. وفي مواجهة تصلب النظام بدأ ليو، الذي كان ينتقد القيم التقليدية الصينية التي تدعو إلى الفضيلة وطاعة النظام، إضرابا عن الطعام في ساحة بكين مع ناشطين آخرين. وليل الثالث إلى الرابع من يونيو، مع تقدم الجيش لإخلاء تيان انمين، قام بوساطة لإجلاء الطلاب بطريقة سلمية. ووُقف بعد الحركة وسُجن عاما ونصفا دون محاكمة. وبين 1996 و1999 واجه متاعب جديدة مع النظام وأُرسلَ إلى معسكر لإعادة التأهيل «عن طريق العمل»، بعدما طالب بإصلاحات سياسية وبإطلاق سراح المسجونين منذ حركة المطالبة بالديمقراطية. وطُرد من الجامعة وأصبح أحد أهم المسؤولين في المركز المستقل «قلم الصين» الذي يضم كتابا وبقي على اتصال وثيق مع الوسط الثقافي. وقد مُنعت كتبه داخل الصين لكنها تُنشر خصوصا في هونغ كونغ.

وطلب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من الصين إطلاق سراح ليو، لكن بكين رفضت هذه الطلبات وقالت إنها «غير مقبولة».