الأمير نايف: مستعدون لمناقشة كل من له ملاحظة على نهجنا.. وعلماؤنا قادرون على الرد

حذر في حفل تسليم جائزته للسنة النبوية ممن يريدون تشويه صورة الإسلام

TT

أبدى الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية السعودي، استعداد بلاده لمناقشة كل من لديه ملاحظة على نهج السعودية الشرعي، مؤكدا أن لعلماء بلاده القدرة على الرد على كل تلك الملاحظات.

وسجل النائب الثاني هذا الموقف، في كلمة ارتجلها في حفل تسليمه «جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة».

ووصف وزير الداخلية السعودي، التعاون الذي حصل بين الإمام محمد بن سعود والشيخ محمد بن عبد الوهاب، بـ«الموفق». وامتدح ما قام به الشيخ ابن عبد الوهاب لناحية إصلاح عقيدة سكان الجزيرة العربية، لافتا إلى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب «تلقى علمه الشرعي في أكثر من دولة عربية».

ورد الأمير نايف بن عبد العزيز، على الاتهامات التي تطال النهج الشرعي للسعودية. وقال: «نحن نفتخر بأننا مسلمون». وأضاف: «من كان له ملاحظة على نهجنا فنحن مستعدون للتباحث معه، وعلماؤنا قادرون على الرد عليه».

وأشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في السعودية، إلى أنه إذا كان القصد مما تواجهه السعودية من انتقادات لنهجها الشرعي هو الإساءة إلى الإسلام، فإن العالم الإسلامي بأكمله كفيل بالرد على هذا الأمر.

وأكد الأمير نايف بن عبد العزيز على منهج بلاده القائم على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو ما تم التأكيد عليه منذ أيام الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن، وسار عليه الملوك السعوديون كافة، وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، حتى إن النظام الأساسي للحكم في السعودية، اعتمد على القرآن والسنة، كمصدر للتشريع.

وتنوي «جائزة نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية»، إقامة مؤتمر علمي كبير، لمناقشة الظواهر العالمية على ضوء السنة النبوية.

وحجبت أمانة «جائزة نايف بن عبد العزيز للسنة النبوية»، جائزتي فرع السنة النبوية، لهذا العام، في موضوع «الوسطية في الإسلام ودلالاتها من السنة النبوية»، وموضوع «محمد رسول الله المبعوث رحمة للعالمين»، لعدم ارتقاء البحوث المقدمة عن هذين الموضوعين لمستوى الجائزة.

وحصل الدكتور الباكستاني عبد القادر بن عبد الكريم جوندل على جائزة فرع الدراسات الإسلامية المعاصرة، عن موضوع «العمل الإغاثي الإسلامي»، فيما فاز الدكتور محمد البشر من السعودية، في الفرع نفسه، عن موضوع «حرية الرأي في الإسلام»، في حين فاز الشيخ أحمد بن محمد عبد القادر، مصري الجنسية، بالجائزة التقديرية للجائزة هذا العام.

وجاء في كلمة الأمير نايف بن عبد العزيز المرتجلة ما يلي: «نعمل جميعا في خدمة السنة النبوية، التي هي المرجع الثاني في التشريع الصحيح للإسلام. وليس غريبا على هذه البلاد قيادة وعلماء ومواطنين أن يكون هذا العمل ناتجا منها؛ بلاد الحرمين الشريفين، التي شرفها الله بأن تخدم الإسلام، وتيسر وصول المسلمين لأداء فريضة الحج والعمرة، وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم. الزمن الذي نعيش فيه يفرض علينا جميعا أن نواجه الواقع بأننا أصحاب عقيدة؛ وعقيدة شريفة وكريمة. وأفضل شيء في هذه الدنيا لا يتعدى كتاب الله وسنة نبيه، وكان شرفا لهذه البلاد؛ المملكة العربية السعودية، التي أسسها وجمع شملها الملك عبد العزيز رحمه الله وثبت وأكد، أن دستورها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبقي هذا وأكد عليه في النظام الأساسي للحكم، وتوالى من بعده أبناؤه ملوك السعودية في ترسيخ ذلك والعمل به فعلا وليس قولا في كل شؤون الحياة.

وهذا هو خادم الحرمين الشريفين وعضده الأيمن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد، يعملان ويسيران على هذا النهج، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين أن أولويات هذا الوطن هي: الدين ثم الوطن، نحن في هذه البلاد نتشرف ونعتز ونفتخر أن دستورنا هو كتاب الله وسنة نبيه، وفي بلادنا يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وفي الوقت نفسه ديننا يحثنا على طلب العلم في كل المجالات، ولذلك فالأهداف الأساسية هي الارتقاء بمستوى هذا الوطن العلمي وفي مجالات العلوم الحديثة، الحمد لله تحقق ذلك ونبتغي عددا كبيرا من أبناء هذا الوطن في مجالات متعددة من العلوم الدنيوية وهم متمسكون بدينهم وعاضّون عليه بالنواجذ، وسيبقى هذا نهج هذا الوطن، ولذلك فهذه الجائزة ما هي إلا عمل محدود من هذا الوطن، آملا من جميع علماء المسلمين في أصقاع الأرض المساهمة معنا في البحث والدراسات فيما جد على هذه الحياة وما هو موقف الإسلام ورده على ذلك.

الإسلام لم يكن لأمة واحدة أو زمن واحد، بل حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو صالح لكل مكان زمان، ولذلك فعالمنا الإسلامي يزخر بكثير من العلماء وهذا واجبهم ودورهم أن يتحدثوا ويردوا على كل ما يطرح في الساحة العالمية لأنه لا يخفى على الجميع أن هناك من يستهدف تشويه الإسلام والسنة النبوية، ولكن الحقائق تفرض نفسها، إنما من يقول هذه الحقائق هم العلماء وهذا دورهم.

إننا في هذا الوطن لم نأت بجديد منذ تأسست الدولة السعودية الأولى ومنذ التعاون الموفق بين الإمام محمد بن سعود رحمه الله والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وجزاه عن الإسلام خير الجزاء بعلمه الذي حصل عليه من أماكن متعددة من عالمنا العربي. ونحن نتشرف بأننا مسلمون متمسكون بكتاب الله ونتبع السنة النبوية ونهتدي بهدي السلف الصالح، ومن كان له ملاحظة على نهجنا كدولة وعلماء، فنحن مستعدون للتباحث معه والرد عليه، كذلك القادرون من رجالات المملكة، أما إن كان الهدف الإساءة للإسلام فالعالم الإسلامي هو المعني بهذا وعلماؤه ورجاله».