القاهرة ـ واس: فندت المملكة العربية السعودية مزاعم عراقية تدعي أن دورية سعودية انتهكت الحدود العراقية قبل أيام في رسالة من مندوب السعودية لدى الجامعة العربية فيصل بن حسن طراد الى الامين العالم للجامعة العربية عمرو موسى، وصفت ما أثاره العراق بهذا الشأن بأنه تضليل وافتراء.
وشرح السفير طراد في الرسالة حقيقة ما حدث حيث تسلل عند الساعة 11 من ليلة السبت السادس من جمادى الاخرة الحالي الموافق 25 اغسطس (آب) الجاري خمسة أشخاص عراقيين مسلحين من جهة الاراضي العراقية وتوغلوا داخل الاراضي السعودية بحوالي 800 متر، وفي هذه الاثناء كانت دورية مركز (الكسر) التابعة لحرس الحدود السعودي والمكونة من ثلاثة أفراد واقفة بجانب خط الاسفلت السعودي، وقام المتسللون بمفاجأة الدورية واطلاق النار عليها مما تسبب في اصابة الجندي السعودي سعد بن علي الصلبي وتم سحبه من قبلهم الى داخل الحدود العراقية، ولا يعرف حتى الآن ما اذا كان على قيد الحياة أم أنه توفي متأثرا باصابته. وأضاف السفير فيصل طراد: لقد تم تصوير موقع الحادث الذي وقع داخل الحدود السعودية ويشتمل على آثار سحب الجندي السعودي المصاب والدم الذي نزف منه كما تم التحفظ على فوارغ الذخيرة المستخدمة في اطلاق النار من قبل المتسللين العراقيين. وأكد أن هذا الحادث ليس الاول الذي تنتهك فيه القوات العراقية حدود السعودية في محاولة لخلق جو من التوتر واختلاق القصص التي تجانب الحقيقة والصواب ولا تخدم البتة العلاقات العربية والجهود المبذولة لمساعدة الشعب العراقي في محنته وتندرج تحت الاضرار بمصالح الامة العربية والاسلامية حيث تم احاطة الجامعة العربية من قبل المملكة العربية السعودية بأحداث مماثلة في مذكرات رسمية. ولفت السفير فيصل طراد الى انه «في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود نحو دعم الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال والانتهاكات اللاانسانية المتكررة من قبل قوى الاحتلال الاسرائيلية، نجد السلطات العراقية تبدأ من جديد بالانتهاكات والتوغل في الحدود السعودية على الرغم من كل التحذيرات والاجراءات القانونية التي سبق للمملكة أن اتخذتها في هذا الصدد ازاء التجاوزات العراقية المتكررة وغير المبررة على الحدود السعودية».
وأوضح أن «هذه التصرفات العراقية غير المسؤولة في هذه الظروف الحرجة والتحديات التي تجابهها امتنا العربية لا يمكن تفسيرها الا بكونها تشتيتا واجهاضا للجهود المسخرة لدعم ومساندة الشعب الفلسطيني في جهاده ضد قوى الاحتلال والاغتصاب لاستعادة حقوقه الشرعية ومحاولة لتحويل الانظار عما يعانيه الشعب العراقي من جراء السياسات التعسفية واللاانسانية التي تنتهجها السلطات العراقية مما زاد في معاناة الشعب العراقي الشقيق». وأضاف مندوب السعودية يقول «أما فيما يتعلق بالادعاءات العراقية المضللة بان السعودية تشارك في ما يسميه بالمخطط الاميركي ـ البريطاني العدواني، فقد سبق للمملكة أن ردت على تلك الافتراءات وأوضحت ان ما يذكره العراق في هذا الشأن هو ادعاء باطل وليس له أساس من الصحة أو الحقيقة، وذلك بموجب مذكرة رسمية من وفد السعودية». وجدد السفير فيصل طراد تأكيد السعودية التزامها بمبادئ وميثاق الجامعة العربية وتحمل الجانب العراقي المسؤولية كاملة عن تلك الاعمال العدوانية المستمرة على الاراضي السعودية. وطلب السفير طراد في ختام رسالته للامين العام للجامعة العربية تعميم الرسالة على الدول الشقيقة الاعضاء بالجامعة لاحاطتهم بهذا الاجراء واعتبارها وثيقة رسمية من وثائق الجامعة العربية. وتأتي هذه الرسالة ايمانا من حكومة المملكة العربية السعودية بالدور البناء للجامعة العربية وايضاحا للحقائق أمام الجامعة العربية والدول الشقيقة وفقا لنهج السعودية في التعامل مع مختلف المنظمات والهيئات الاقليمية والدولية وفي مقدمتها الجامعة العربية.