أنان يرأس غدا بديربان المؤتمر العالمي لمكافحة العنصرية بحضور 13 رئيسا بينهم بوتفليقة وعرفات

TT

اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية في جنوب افريقيا امس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيشارك في مؤتمر الامم المتحدة حول العنصرية الذي يبدأ اعماله غدا في مدينة ديربان بجنوب افريقيا الى جانب 13 رئيس دولة.

وقال المتحدث روني مامويبا ان الرؤساء الذين سيشاركون هم فيديل كاسترو (كوبا) وجوزف كابيلا (الكونغو الديمقراطية) ودنيس ساسو نغيسو (الكونغو) وجوزو كريزانوفيتش (البوسنة والهرسك) ويويري موسيفيني (اوغندا) واولوسيغون اوباسانجو (نيجيريا) وعبد الله واد (السنغال) وفريدريك شيلوبا (زامبيا) وعبد العزيز بوتفليقة (الجزائر) وبيدرو بيريس (الرأس الاخضر) وفيرا فيك فرايبانغا (لاتفيا) وبول كاغامي (رواندا) وغناسينغبي اياديما (توغو). لكن المتحدث اوضح ان القائمة التي تضم ايضا نائب رئيس بنما دوميناتور كايز بازان يمكن ان تطول ايضا.

وقد وصل الامين العام للامم المتحدة كوفي انان امس الى ديربان التي يتوقع ان يصل اليها ايضا الامين العام لرابطة الكومنولث دون ماك كينون ورئيس الجمعية العامة للامم المتحدة هاري هولكيري. ويشير حضور عرفات الى ان المؤتمر قد يتطرق الى الازمة الفلسطينية الاسرائيلية. ويعمل الفلسطينيون والمشاركون العرب على ان يعتبر المؤتمرون الصهيونية مساوية للعنصرية او على الاقل ان يدينوا الممارسات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة والخاضعة للسلطة الفلسطينية.

وكانت واشنطن اعلنت الاثنين الماضي ان وزير خارجيتها كولن باول لن يشارك في مؤتمر ديربان بسبب الطابع المعادي لاسرائيل في بعض وثائق هذا المؤتمر. لكن الولايات المتحدة لم تعلن بعد مستوى مشاركتها تاركة الباب مفتوحا امام مشاركة وفد على مستوى متدن او حتى المقاطعة. وقال انان للصحافيين اثناء زيارته للنمسا «امل ان تشارك الولايات المتحدة وان تجلس مع الحكومات الاخرى لدفع العملية قدما». واضاف «لا توجد دولة لديها حصانة ضد العنصرية ومعاداة الاجانب». واضاف «امل ان تشارك جميع الحكومات بأرفع مستوى ممكن». وقالت ماري روبنسون كبيرة مساعدي انان بشأن حقوق الانسان لجماعات معادية للعنصرية حضرت اول من امس منتدى موازياً حول العنصرية في ديربان «انه من الضروري ان تكون كل دولة ممثلة في المؤتمر الرئيسي الذي يعقد وسط خلفية من تصاعد العنف بين القوات الاسرائيلية والفلسطينية في الشرق الاوسط».

وفيما هددت الولايات المتحدة بمقاطعة مؤتمر ديربان بالكامل قال داعية حقوق الانسان الاميركي الاسود جيسي جاكسون انه سيرأس وفدا غير رسمي لحضور المؤتمر.

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد قال الجمعة الماضي ان الولايات المتحدة لن تحضر المؤتمر على الاطلاق اذا اشار المشاركون الى اسرائيل بالاسم. كما ابدت كندا اول من امس تحفظات على مشروعات النصوص التي تستهدف اسرائيل.

وحث مشروع اعلان عرض على المشاركين ومجموعهم 7000 في الاجتماع غير الحكومي الامم المتحدة على قبول وصف اسرائيل بانها دولة «تمارس التمييز العنصري» وانه يحق للفلسطينيين مقاومة «الاحتلال بكل وسيلة ممكنة». وتطالب الوثيقة ايضا اسرائيل بدفع تعويضات كاملة والقيام باصلاحات للفلسطينيين الذين تصفهم بشعب يعيش تحت قوة عسكرية محتلة.

وطالب وزير الخارجية التنزاني جاكايا كيكويتي الولايات المتحدة بحضور المؤتمر قائلا ان عليها ان تشارك في حوار مع الدول الافريقية حول ارث الرق الذي تحملته القارة السوداء. ووصف قرار عدم مشاركة باول في المؤتمر بأنه غير موفق ومخيب للامال. وقال للصحافيين امس قبل مغادرته دار السلام متوجها الى جنوب افريقيا للمشاركة في المؤتمر «اذا كانت لهم وجهة نظر فمن الافضل ان يعرضوها في المؤتمر بدلا من ان يقاطعوه. منبع التفرقة العنصرية في افريقيا هو تجارة الرقيق والاستعمار والتمييز العنصري».

ولم يتحدث انان للصحافيين لدى وصوله لكن فريد ايكهارد المتحدث باسم انان قال «لا توجد دولة او مجتمع في العالم لا يعاني من التمييز العنصري او من شكل ما من اشكال العنصرية». واضاف ايكهارد قائلا «يتعين على هذا المؤتمر ان يحدد للحكومات ما يجب عليها عمله للقضاء على العنصرية في المستقبل».

الى ذلك، قال بيان لمنظمات فلسطينية غير حكومية ان «نظام المؤسسات العنصرية في اسرائيل والاستعمار والعزل العنصري يهدد استقرار المنطقة ويشكل اكبر تهديد للسلام والأمن العالميين». وأشارت المنظمات في بيانها الى احتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة منذ 34 عاما. وقالت «ممارسات دولة اسرائيل تشمل نزع الملكية والتشريد والفصل والتطهير العرقي للسكان الأصليين ومحاولة طمس هويتهم الوطنية وحرمانهم من حقوقهم في تقرير المصير».

ومن المنتظر ان تحضر على هامش المؤتمر نحو 6000 منظمة غير حكومية وتأمل الامم المتحدة ان يكون خطا فاصلا في المعركة ضد العنصرية وكراهية الاجانب. وقبيل المؤتمر شنت اسرائيل حملة دولية وأوفدت مبعوثين الى عدة دول بهدف التأثير عليها وكسب تأييدها في قمة ديربان. وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه «انها معضلة بالنسبة لنا. من ناحية لا نريد تقنين هذه المقترحات بحضورنا. ومن ناحية أخرى ترغب اسرائيل ان ترى نفسها لاعبا في ساحة حقوق الانسان ولذلك لا تريد البقاء بعيدا».