الصومال: المتمردون الإسلاميون يهددون بمهاجمة إثيوبيا

الاتحاد الأفريقي يخطط لمهمة تدريب قوات الدفاع الجوي والبحرية

TT

هدد المتمردون الإسلاميون أمس الخميس بمهاجمة إثيوبيا، وقال القيادي الإسلامي البارز الشيخ شورى أفرح صبري في الحزب الإسلامي المعارض الذي يقوده الشيخ حسن طاهر أويس في إقليم هيران بوسط الصومال المتاخم للحدود مع إثيوبيا، في مؤتمر صحافي عقده أمس: «سنغزوا إثيوبيا وننفذ هجمات داخل الأراضي الإثيوبية انتقاما لتوغلها في أراضينا». وأضاف: «نقول للشعب الصومالي إن الوقت حان لنهاجم إثيوبيا. علينا أن نغزوا بلادهم كما غزوا بلادنا، فهذه أفضل فرصة لنا، وينبغي للشعب أن يكون مستعدا للمشاركة في الجهاد. سنغزوا قريبا إثيوبيا». وأضاف: «إثيوبيا مسؤولة عن تنفيذ هجمات ضد مواقع قواتنا خارج مدينة بلدوين. سوف نرد على ذلك، وسنهاجم خلال الأيام القليلة المقبلة قواعد الإثيوبيين. نحن ملتزمون بذلك». وذكر الشيخ شورى أن قواته في إقليم هيران تستعد لشن هجوم علي قواعد إثيوبية وقال: «لن ننتظر مزيدا من الزحف الإثيوبي حتى يأتوا إلينا ليقتلونا هنا في منازلنا. سننقل المعركة إلى داخل الأراضي الإثيوبية، وستبدأ الحرب هناك لتدخل بيوتهم والقواعد التي ينطلقون منها قبل أن يهجموا علينا». ويتهم المقاتلون الإسلاميون القوات الإثيوبية التي توغلت في إقليم هيران هذا الأسبوع بأنها ساعدت القوات الحكومية، حيث زودتهم بأسلحة وذخيرة، وبعدما حصلت القوات الحكومية على تلك الأسلحة بدأت تنفذ هجمات كر وفر على قواعد الميليشيات الإسلامية في المنطقة. وذكر الشيخ شورى أيضا أنهم يتشاورون حاليا مع زعماء العشائر وسكان منطقة هيران لوضع اللمسات النهائية لتحديد موعد وكيفية تنفيذ الهجوم على إثيوبيا. وكانت وحدات جديدة من الجيش الإثيوبي وشاحنات عسكرية قد توغلت في القرى والبلدات القريبة من مدينة بلدوين التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية المعارضة للحكومة قبل أيام. وكان إقليم هيران، والمناطق الحدودية القريبة منه، يشهد معارك كر وفر بين القوات الحكومية التي تدعمها قوات إثيوبية وبين الفصائل الإسلامية المعارضة. وتسعى قوات الحكومة التي تتمركز حاليا خارج بلدوين لاستعادة السيطرة على المدينة من أيدي المتمردين، ويعتقد أن هذا التوغل الإثيوبي الجديد يهدف إلى دعم القوات الحكومية لتتمكن من الاستيلاء على بلدوين مجددا.

على صعيد آخر، أعلن الاتحاد الأفريقي، أنه سيبدأ قريبا خطة جديدة لتدريب قوات الدفاع الجوي والبحرية الصومالية، وذلك في إطار مهمة الاتحاد لحفظ السلام في الصومال. وتقضي هذه الخطة الجديدة التي أقرها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بإرسال مدربين من جنوده إلى الصومال لتعزيز قدرات البحرية الصومالية وكذلك تدريب قوات الدفاع الجوي الصومالية، كجزء من الجهود الرامية إلى مكافحة القراصنة الصوماليين وتوفير حماية أفضل للصومال الذي مزقه الحرب. ووافق أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي على هذه الخطة أمس خلال اجتماع عقد في أديس أبابا، وصرح أعضاء المجلس بأن بعثة الاتحاد العاملة في الصومال حاليا ما زالت تفتقر إلى العناصر الأساسية مثل الدفاع الجوي والبحرية. وقال رمضان العمامرة مفوض السلم والأمن للاتحاد الأفريقي إن «استمرار عجز بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال المعروفة باسم (أميصوم) عن الوصول إلى قوامها الذي رصده الاتحاد الأفريقي وهو 8 آلاف جندي، لا يزال يشكل تحديا خطيرا». وأضاف العمامرة في تصريح أدلى به عقب الاجتماع الذي عقده مجلس السلم والأمن الأفريقي في أديس أبابا أمس أن «برنامج التوظيف والتدريب لقوات الأمن والبحرية وقوات الدفاع الجوي الصومالية ينبغي إعطاؤه مزيدا من الزخم من أجل أن تصبح تلك القوات قادرة على التعامل بصورة فعالة مع الوضع الأمني في الصومال».

ويتوقع أن ترسل دول أفريقية من بينها نيجيريا ومالاوي وسيراليون متدربين إلى الصومال، كما أن جيبوتي المجاورة سترسل كتيبة جديدة من قواتها إلى مقديشو في إطار تعزيز قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، ليصل عدد قوات الاتحاد الأفريقي في نهاية المطاف إلى 8 آلاف جندي، وهو الرقم الذي تعهد به الاتحاد الأفريقي سابقا، وكانت قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في مقديشو هدفا لهجمات المقاتلين الإسلاميين والجهاديين الأجانب الذين تدفقوا على الصومال للإطاحة بالحكومة الانتقالية، منذ نشرها في الصومال عام 2007، كما أن هذه القوات أصبحت تعاني، إلى جانب هجمات الإسلاميين، من سلسلة من التفجيرات الانتحارية.