قررت صربيا أمس، تقديم شكوى بدورها ضد كرواتيا، بتهمة الإبادة، إلى محكمة العدل الدولية، ومقرها لاهاي. وقالت الحكومة الصربية في بيان إنها قررت أن تقدم لمحكمة العدل الدولية ردا على الشكوى «الكرواتية»، شكوى مضادة ضد جمهورية كرواتيا، لارتكابها جرائم إبادة ضد الصرب خلال حرب 1991 - 1995. واستنادا إلى الأمم المتحدة فإن أكثر من 200 ألف صربي فروا من كرواتيا عام 1995، عندما شن الجيش الكرواتي هجوما لاستعادة أراض تحتلها الأقلية الصربية الكرواتية.
وكانت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية للأمم المتحدة، قضت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 باختصاصها النظر في شكوى مقدمة من زغرب ضد بلغراد، تتهمها بالإبادة والتطهير العرقي من خلال دورها في حرب استقلال كرواتيا التي أوقعت نحو 20 ألف قتيل.
من جهة أخرى، حذر وزير الداخلية الصربي، إيفيتسا داتشيتش، الرئيس الكرواتي المنتهية ولايته، ستيبان ميسيتش، من زيارة كوسوفو، واتهمه بالتدخل في الشؤون الصربية. واعتبر داتشيتش زيارة ميسيتش لبريشتينا بداية شهر يناير (كانون الثاني) الجاري، تدخلا في الشؤون الداخلية. واعتبر أن من شأن تلك الزيارة التأثير على العلاقات بين البلدين. وكان ميسيتش قد أعرب عن استعداده للتوجه إلى العاصمة الكوسوفية لتكريمه ومنحه المواطنة الشرفية لمدينة بريشتينا يوم 7 يناير الجاري تقديرا لمواقفه المؤيدة لاستقلال كوسوفو. وفي سياق متصل فجر رئيس «المجلس القومي للتعاون مع محكمة لاهاي» في صربيا، ووزير الأقليات وحقوق الإنسان في حكومة بلغراد، راسم لياييتش، قنبلة سياسية في البلاد وداخل الأوساط الحقوقية، بتأكيده معرفة الأجهزة الأمنية الصربية مكان وجود الجنرال، راتكو ملاديتش، الفار من العدالة الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في البوسنة. وقال لياييتش، الذي هدد سابقا بتقديم استقالته في حال لم يتم اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش، قبل نهاية العام الجاري، وتقدم فعلا بتقديم استقالته، إنه يعرف أين يختفي الجنرال راتكو ملاديتش، و«لكن ليس بإمكاني الإفصاح عن ذلك». وتابع «إذا كانت الأجهزة الأمنية تعمل فعلا في هذا الاتجاه، فستتمكن من اعتقال ملاديتش ولا يمكنه الإفلات». وتابع في حوار مع صحيفة «بليك» الصربية الصادرة في بلغراد أمس «لا أستطيع أن أقول متى سيكون ذلك، ولكن الأجهزة ستقوم بما هو متاح لها». وحول تأكيداته السابقة على اعتقال الجنرال ملاديتش قبل نهاية العام، قال: «خُدعت في ذلك، فقد قيل لي إن الجنرال راتكو ملاديتش سيتم اعتقاله قبل نهاية العام، ولذلك صرحت بذلك وأنا أجد نفسي الآن محرجا». وأشار إلى أن «ملاديتش لا يزال مختبئا، ولكن لا يمكنه أن يظل كذلك إلى الأبد، يستطيع تأخير اعتقاله ولكنه لا يضمن الاستمرار إلى ما لا نهاية».