مصادر: تزايد احتمالات مقتل عبد الملك الحوثي رغم إطلاقه تسجيلا صوتيا

قالت إنه مختف منذ 5 أيام.. وشقيقه يحاول رفع معنويات أتباعه من الخارج

TT

أشارت مصادر تقيم في منطقة المتمردين في شمال غرب اليمن إلى تزايد احتمالات مقتل عبد الملك الحوثي، زعيم التمرد الحوثي، رغم إطلاقه تسجيلا صوتيا أمس، مؤكدة في اتصال مع «الشرق الأوسط» اختفاءه طوال الأيام الخمسة الأخيرة من مسرح العمليات، وأشارت إلى إشراف شقيقه، يحيى الحوثي، من خارج البلاد، على محاولات رفع معنويات أتباعه.

ورجحت المصادر أن يكون المسؤول السياسي لجماعة المتمردين الحوثيين في الخارج، يحيى الحوثي، هو مَن أشرف على إصدار بيان مكتوب يوم أمس باسم مكتب شقيقه المتزعم للمتمردين، الذي تدور تكهنات عن إصابته إصابات بالغة، في المواجهات الدائرة هناك، أو مقتله، وذلك رغم بث الحوثيين، في وقت لاحق من يوم أمس، تسجيلا صوتيا قالوا إنه لعبد الملك. وعرض استعداد الحوثيين للتفاوض مع السعودية من أجل إنهاء القتال معها. وكان الأمير خالد بن سلطان، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، صرح بأن بلاده لن تفتح أي باب نقاش أو تفاوض مع أي فئة ضالة، مشددا على أن المتسللين المسلحين «لن يكون لهم نصيب من المفاوضات مع السعودية بشأن ما يحدث في الشريط الحدودي الجنوبي»، وقال إن «عليهم العودة إلى حكومتهم للتحدث معها، وأن يظهروا الخير لبلدهم أولا»، مؤكدا أن السعودية لن تتحدث أو تتفاوض إلا مع حكومات الدول. ولمحت المصادر، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أن يحيى الحوثي، الفار خارج البلاد، وعددا من القيادات المقربة من عبد الملك، في معقل التمرد بصعدة.. «نسقوا عبر الاتصالات الهاتفية فيما بينهم»، لإصدار البيان المكتوب الذي جرى بثه عبر الإنترنت أمس. وأضافت المصادر «نرجح أن يكون يحيى هو من أشرف على ما ورد فيه، وعلى فكرة بثه، بالتزامن مع بث تسجيل صوتي لشقيقه عبد الملك الحوثي». وتبلغ مدة التسجيل الصوتي 10.59 دقيقة، ولم يتم التأكد من مصدر محايد أن صاحب الصوت هو عبد الملك نفسه. وتناول في التسجيل وقائع يعود آخرها لقصف قريـة جهم في حيدان يوم الأحد الماضي، وقال إنه قتل فيها 14 من الأطفال والنساء، وفقا لما جاء في التسجيل المنسوب لعبد الملك.

ولم يشر المتحدث (عبد الملك الحوثي) للأنباء التي أشارت لمقتله في المواجهات خلال الأيام الأخيرة، ودفنه في منطقة الملاحيظ، لكنه أشاد بمقاتليه، قائلا إن لديهم الخبرة الكافية لمواصلة القتال، وأبدى غضبه مما قال إنه استهداف للمدنيين.

وتحدثت المصادر عن غياب عبد الملك الحوثي (وقادة آخرين) عن ميدان القتال، طوال الأيام الخمسة الأخيرة من الشهر الماضي، وأن «هذا الأمر تسبب في تدني الروح المعنوية للمقاتلين من أتباعه، خاصة مع وجود خلافات بين القادة الميدانيين وبعضهم البعض»، مشيرة إلى أن البيان الكتابي الذي جرى بثه أمس، وكذا التسجيل الصوتي.. «محاولة من المتمردين للحفاظ على عدم انهيار الجبهة الداخلية للحوثيين».

وعلى الصعيد الميداني، قالت المصادر إن القوات اليمنية كبدت المتمردين خسائر فادحة، وتمكنت حتى مساء أمس من تطويق محاور مهمة كان المتمردون ينطلقون منها، وإن أحد أهم هذه المحاور يقع في منطقة سفيان، والأخرى بين الملاحيظ وصعدة، ومحور ضنين، واشتبكت مع متمردين كانوا يتمركزون في مناطق الخزان والخرائب، والميرزم، وغيرها.