حرب كلامية بين طهران وبروكسل حول زيارة وفد من البرلمان الأوروبي لإيران

المتحدث باسم كيري لـ«الشرق الأوسط»: السيناتور ليس لديه برنامج زيارة إلى الجمهورية الإسلامية

TT

تبادلت إيران والاتحاد الأوروبي، أمس، حربا كلامية، اتهم فيها كل جانب الآخر، وحمله مسؤولية إلغاء، أو تأجيل، زيارة وفد البرلمان الأوروبي لطهران التي كانت مقررة الخميس المقبل. وفي الوقت الذي ذكرت فيه وسائل إعلام إيرانية أن مجلس الشورى الإيراني يتجه لرفض طلب من السيناتور الأميركي جون كيري لزيارة طهران، أكد متحدث باسم كيري لـ«الشرق الأوسط» أن السيناتور الديمقراطي البارز، المسؤول عن العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الذي دخل المستشفى أمس لإجراء عملية جراحية، ليس لديه برنامج لزيارة إيران. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن وزارة الخارجية الإيرانية أجلت زيارة أعضاء من البرلمان الأوروبي، كان مقررا لها الفترة من السابع إلى الحادي عشر من يناير (كانون الثاني)، للسماح بمزيد من الوقت الذي يضمن التحضير لـ«زيارة بناءة». ونقلت الوكالة الإيرانية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، قوله: «موعد الزيارة تغير من أجل تحقيق تعاون برلماني مشترك أفضل وبنّاء بدرجة أكبر». لكن بربارة لوتشبيهلر، الألمانية التي ترأس الوفد، قالت إنه تمت عرقلة كل الاجتماعات مع مسؤولين كبار في البرلمان الإيراني، مثلما حدث مع الاجتماعات مع السياسيين الذين يعارضون الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، وهو ما يجعل الزيارة بلا جدوى. وقالت لـ«رويترز»: إن زيارة «وفد حريص على تعزيز الحوار تصبح بلا معنى إذا كان الحوار غير ممكن».

وأضافت: «كان الوفد يهدف إلى التعبير عن التضامن مع حركة الاحتجاج، وهذا أمر تعتبره الحكومة الإيرانية بالغ الخطورة». من جهتها، قالت كتلة الخضر في البرلمان الأوروبي في بيان لها: «في خطوة مفاجئة، قرر السفير الإيراني في بروكسل، علي أصغر خاجي، منع الزيارة».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إنه سيتم تنسيق موعد جديد من خلال «القنوات المعنية». وقد أجلت إيران بالفعل، عدة مرات، زيارة كانت ستصبح الأولى لوفد من برلمان غربي منذ أكثر من عام. وكان من المقرر أن يلتقي وفد النواب الأوروبيين أعضاء في مجلس الشورى الإيراني، وناشطين من أجل حقوق الإنسان، خلال هذه الزيارة التي أثارت انتقادات من جانب الكونغرس الأميركي. وطالب أعضاء بالكونغرس الأميركي بإلغاء الزيارة، قائلين: إن لها آثارا عكسية على جهودهم الرامية لمنع إيران من صنع أسلحة نووية. وفي رسالة بتاريخ 22 ديسمبر (كانون الأول) إلى رئيس البرلمان الأوروبي، جيرزي بيوزبك، وصف 15 عضوا بالكونغرس الزيارة بأنها «تحمل أضرارا محتملة»، وطالبوا بإلغائها. وجاء في الرسالة التي وقعها أعضاء لجنة الشؤون الخارجية: «نعتقد أن زيارة من البرلمان الأوروبي ستبعث رسالة خاطئة إلى الحكومة الإيرانية، وتقوض الجهود الدولية الرامية لإنهاء برنامج إيران النووي». وعلى الرغم من الضجة في إيران حول الموافقة أو عدم الموافقة على زيارة السيناتور جون كيري، فإن المتحدث باسمه، فريد جون، قال لـ«الشرق الأوسط» إن السيناتور دخل، أمس، مستشفى في بوسطن؛ لإجراء عملية جراحية في الورك، وإن هذه ستكون ثاني عملية له لاستبدال الورك، وكان استبدل الأول في عملية جراحية قد تم في أغسطس (آب). ويعاني كيري من التهاب المفاصل، وقد توقع المتحدث أن يعود إلى العمل مع نهاية الشهر. وعن زيارة كيري لإيران، قال: «ليس لديه برنامج لزيارة إيران».

في الوقت نفسه، قالت وكالة «أسوشييتد برس»، أمس: إن تريزا هاينز، زوجة السيناتور، ستدخل المستشفى مع نهاية الشهر لإجراء عملية لسرطان الثدي الذي كانت قد أصيبت به قبل سنة. لكن المتحدث باسم كيري قال إن القرار ليس له صلة بالعملية الجراحية للسيناتور، ولا بمرض زوجته.

وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد قالت، أول من أمس: إن كيري سيزور إيران. لكنها لم تحصل على تأكيد من كيري. ومن جانبه، كان تلفزيون «فوكس» قد قال إن كيري «إذا ذهب، سيكون أعلى مسؤول أميركي يزور إيران منذ ثورة 1979». وقال مسؤول في البيت الأبيض لهذا التلفزيون: «تناسب هذه الزيارة ما يمكن أن يقوم به رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ (كيري)». وأضاف المصدر: «هذه الزيارة تتم بمبادرة من كيري، وليس للبيت الأبيض صلة بها».