مبارك يبحث مع عباس وعاهل الأردن «أفكارا» إسرائيلية و«رؤية مصرية» لتحريك السلام

الرئيس المصري يستقبل الفيصل اليوم .. وسليمان وأبو الغيط إلى واشنطن للاستماع لـ«طرح أميركي»

الرئيس حسني مبارك يلتقي نظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في شرم الشيخ أمس (أ.ب)
TT

في لقاءين منفصلين عُقدا أمس بمنتجع شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر، بحث الرئيس حسني مبارك مع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني جهود إحياء عملية السلام على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، والجهود والاتصالات التي تقوم بها مصر لوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وسبل التوصل إلى التسوية العادلة، وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك سبل تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

وتشهد الساحة العربية، حاليا، اتصالات وتحركات حثيثة بين الأطراف المعنية بالتعاطي مع الشأن الفلسطيني على الساحة العربية والدولية، إذ يستقبل مبارك اليوم وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، الذي التقى خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في الرياض قبل يومين.. كما يعقب أبو مازن زيارته لمصر بجولة في دول المنطقة تشمل زيارة كل من الكويت وقطر وتركيا.

وكان مبارك قد استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء الماضي، حيث عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية على الرئيس المصري «أفكارا» تتعلق بسبل تحريك عملية السلام وبدء المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما يقوم الوزير عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية يوم الجمعة المقبل، لعرض رؤية مصر والرئيس مبارك على الإدارة الأميركية، وكذلك مناقشة «أفكار» نتنياهو مع واشنطن.

وعقب لقائه بمبارك قال أبو مازن للصحافيين: «إن المباحثات تركزت على العملية السياسية في الأساس، وكيفية تطوير هذه العملية خاصة في ضوء زيارة أبو الغيط وسليمان إلى واشنطن، والأفكار التي يمكن أن تبحث هناك»، وأشار أبو مازن إلى أن «الرئيس مبارك أكد ضرورة أن تكون القدس مشمولة في عملية المفاوضات، وضرورة وقف الاستيطان، ووضوح المرجعية الدولية لهذه العملية».

وردا على سؤال عن موقفه إزاء ما تردد من عقد قمة ثلاثية تجمعه وكلا من الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال عباس: «إن موقفنا معروف منذ فترة طويلة وما زلنا متمسكين بهذا الموقف، ونحن متفقون في هذا الأمر تماما مع الأشقاء في مصر».

وأكد أنه «لا اعتراض على العودة إلى طاولة المفاوضات أو عقد لقاءات أيا كانت من حيث المبدأ، ونحن لا نضع أي شروط»، وأضاف معلقا: «نحن قلنا وما زلنا نقول إنه في الوقت الذي يتم فيه وقف الاستيطان ويتم الاعتراف بالمرجعية الدولية سنكون جاهزين لاستئناف المفاوضات بلا أدنى نقاش»، وتابع: «إننا متفهمون تماما حول هذا الموقف مع أشقائنا في مصر».

وعما إذا كان اللقاء قد تطرق للأفكار التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء زيارته للقاهرة أخيرا، وما إذا كانت هذه الأفكار مشجعة للعودة إلى عملية السلام، قال أبو مازن: «إنه سيتم الحكم على هذه الأفكار عقب عودة الوفد الوزاري المصري من واشنطن، حيث سيتم تناول هذه الأفكار وغيرها هناك، وحيث ستصبح الأمور أكثر وضوحا، وعندئذ سنعرف كل شيء بالتفصيل، ولا أريد أن أحكم الآن على أفكار تبدو ضبابية».

وحول ما إذا كانت خطابات الضمان التي ستقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل سترضي الجانب الفلسطيني لبدء المفاوضات، قال عباس: «نحن نسمع عن مثل هذه الخطابات، لكن لم نر شيئا حتى الآن، ونحن لسنا بحاجة لمثل هذه الخطابات، نحن بحاجة إلى أرضية واضحة للدخول للمفاوضات».

وعن تقييمه لموقف حماس إزاء توقيع ورقة المصالحة الفلسطينية، قال: «نحن وقعنا من جانبنا على الورقة المصرية، وهذه الورقة اطلعت عليها حماس قبل أن نوقعها نحن وأبدت استعدادها لقبولها، ثم بعد ذلك رفضت التوقيع، والآن المطلوب من حماس أن توقع على هذه الورقة، وعقب هذا التوقيع سنطبق هذه الوثيقة والتي تتضمن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية».

من ناحية أخرى قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط للصحافيين، عقب لقاء مبارك والملك عبد الله الثاني: «إن القمة المصرية - الأردنية تركزت حول جهود تحريك عملية السلام، وكيف يمكن للقضية الفلسطينية أن تتجاوز الصعوبات الحالية، والتحرك بها إلى مرحلة أخرى تحقق الحلم الفلسطيني بتحقيق الدولة الفلسطينية».

وأضاف أبو الغيط في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة، أنه «قد تم التشاور الدقيق والمكثف حول كل عناصر الموقف.. حيث تم عرض نتائج اللقاءات مع الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، والزيارة القادمة التي سيقوم بها أبو الغيط والوزير عمر سليمان إلى واشنطن»، مؤكدا أن «هناك اتفاقا كاملا في وجهات النظر المصرية - الأردنية حول كيفية تحريك جهود التسوية إلى الأمام». وقال إن مباحثات الزعيمين (مبارك وعبد الله الثاني) تطرقت أيضا إلى القمة العربية القادمة لتنسيق المواقف والأولويات التي يجب أن يتحرك في إطارها الجهد العربي اتصالا بالقمة السابقة»، مشيرا إلى أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين مصر والأردن في هذا المجال.

من جانبه صرح ناصر جودة وزير خارجية الأردن قائلا: «إن ما تريده مصر والأردن والفلسطينيون هو تحقيق حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة المتواصلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية».