حزب طالباني يشكل «برلمانا» لمراقبة أدائه بعد تراجع شعبيته

الرئيس العراقي دعا إلى اتباع مبدأ «المساءلة والثواب والعقاب»

TT

في أول تجربة له على الصعيد السياسي بالعراق أعلن الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، عن تشكيل برلمانه الحزبي الذي يتكون من ثمانين عضوا يمثلون مختلف مكاتب ومؤسسات الحزب.

ويأتي تشكيل المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي سماه طالباني بـ«البرلمان الحزبي»، في إطار توصيات المؤتمر المصغر الذي عقده الاتحاد قبل عدة أسابيع بهدف إجراء إصلاحات داخلية، ومراجعة أداء المؤسسات الحزبية على خلفية تراجع شعبيته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وكان السياسي الكردي البارز نوشيروان مصطفى قد أعلن عن تشكيل حركة تغيير المعارضة لحكومة إقليم كردستان بعد أن انشق عن الحزب، وخاض منافسة ضارية في الانتخابات النيابية التي جرت في الإقليم منتصف العام الماضي.

وأشار مصدر خاص في المكتب السياسي للاتحاد الوطني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «مهمة المجلس ستكون إعطاء المشورة للمكتب السياسي واللجنة القيادية في إدارة شؤون الحزب ومكاتبه، إلى جانب المشاركة في صياغة القرارات الحزبية العليا، إضافة إلى مراقبة أداء المكاتب الحزبية. وسيكون له مقر داخل المكتب السياسي لتسهيل اطلاعه على سير الشؤون الحزبية، ومن جانب آخر سيقوم المجلس بتشكيل ست لجان فرعية تتولى الإشراف على المكاتب والمؤسسات الحزبية التابعة للاتحاد».

وكشف المصدر عن أن «المجلس سيكون له سكرتير يتولى رئاسته ويختار من قبل هيئة ستتشكل باجتماع يوم السبت المقبل، وهي التي ستتولى تسمية أحد أعضائه لسكرتارية المجلس»، مضيفا أن «الهيئة تعمل تحت إشراف الأمين العام طالباني الذي أناب عدنان المفتي رئيس البرلمان الكردستاني السابق وعضو المكتب السياسي لرئاسة الهيئة لحين انتخاب سكرتير للمجلس».

وكان المجلس قد عقد اجتماعه الأول ظهر أمس بمدينة السليمانية، بإشراف جلال طالباني الأمين العام للاتحاد الوطني، وحضور نائبيه كوسرت رسول علي والدكتور برهم صالح، رئيس حكومة الإقليم، وأعضاء المكتب السياسي واللجنة القيادية للاتحاد الوطني.

وألقى طالباني في مستهل الاجتماع كلمة أشار فيها إلى أن «أحد القرارات الجيدة للبلينوم الأخير هو تشكيل المجلس المركزي الذي هو بمثابة برلمان للاتحاد الوطني ويستطيع أن يلعب دورا كبيرا في تفعيل مؤسساته واتباع مبدأ المساءلة والثواب والعقاب»، مشيرا إلى أن «تشكيل هذا المجلس له أهمية خاصة، حيث لأول مرة يتم تبني هذه التجربة في الحياة الحزبية في العراق، ويجب أن يساهم في تقدم الاتحاد الوطني وتطويره في سبيل تحقيق أهدافه ومنع الانحراف عن نهجه وسياسته. وأعتقد أن هذا المجلس سيكون تجربة ناجحة جدا بالنسبة للاتحاد الوطني إذا مارس سلطاته ومهامه بصورة جيدة».

ودعا طالباني أعضاء المجلس إلى «عدم الخشية من إبداء الرأي وتوجيه النقد ومراقبة مؤسسات الاتحاد بدءا من الأمين العام، ونزولا إلى المكتب السياسي واللجنة القيادية والمؤسسات الأخرى، حتى يكون المجلس حيويا ويمارس الصلاحيات التي أعطاها له النظام الداخلي للاتحاد الوطني».

وحدد طالباني مهام المجلس بمراقبة أداء مؤسسات الاتحاد الوطني وتقييمها، بدءا من المكتب السياسي، وتقديم المشورة في أثناء النظر في الشكاوى التي ترفع ضد أحد كوادر الاتحاد أو مؤسساته، ويصدر القرارات اللازمة بشأنها، ومناقشة تقرير المكتب السياسي للاتحاد الوطني المرفوع إلى اجتماع المجلس المركزي، الذي يعقد كل أربعة أشهر، والموافقة على تعيين أعضاء المكاتب المركزية للاتحاد الوطني.

ويتشكل المجلس من ثمانين عضوا يمثلون أعضاء سابقين في قيادة الاتحاد الوطني وممثلي المنظمات المدنية والنسوية وأبناء الشهداء والمثقفين وقيادات البيشمركة وممثلي النقابات المهنية.