البولاني: قادرون على سحق أي محاولة انقلابية.. ومسؤول أمني: الأميركيون وفروا معلومات استخباراتية

عودة الحياة إلى بغداد بعد تقارير عن تحرك قوة من وزارة الدفاع في محيط المنطقة الخضراء

رجال أمن عراقيون يعاينون سيارة دمرت جراء هجوم انتحاري في بلدة الصقلاوية غرب العراق أمس (رويترز)
TT

عادت الحياة بشكل طبيعي إلى مرافق وشوارع العاصمة العراقية بغداد وانتظم الموظفون والطلبة في دوامهم رغم مشاعر الحيرة في تفسير ما حصل قبل يوم عندما فرض حظر تجول بشكل مفاجئ وأغلقت الطرقات إيذانا ببدء عملية أمنية قال عنها مسؤولون أمنيون إنها «استباقية وهجومية ضد مجاميع مسلحة». وجاء ذلك فيما قتل سبعة عراقيين وإصابة ستة آخرين جراء تفجير انتحاري في محافظة الانبار غرب العراق.

وشهدت بغداد فجر الثلاثاء حظر تجول بشكل كامل كما قطعت الطرق وانتشرت نقاط التفتيش. وأثارت العملية ردود فعل شعبية واسعة. وتحدثت إشاعات عن محاولة انقلابية، فيما أشارت تقارير إلى تحرك فرقة عسكرية من وزارة الدفاع، بأمر ضابط كبير في الوزارة، في محيط المنطقة الخضراء، دون علم القيادة. وقال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني في تصريحات إعلامية، أمس، إن قواته قادرة على «سحق وإنهاء أي محاولة انقلاب عسكري على العملية السياسية قد تحصل في البلاد». غير أن اللواء محمد العسكري، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع نفى أنباء تحرك قوة تابعة للوزارة، وقال «لا وجود لأي قوة عسكرية تحركت أو تتحرك دون أمر رسمي». ومن جانبه، قال علاء الطائي المستشار الإعلامي لوزارة الداخلية العراقية إن معلومات استخباراتية عالية المستوى أفادت بوجود مجاميع إرهابية تريد تقويض العملية السياسية والانتخابات، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية الثلاثاء الأمنية لم تكن مجرد تدريب أو إجراء احترازي بقدر ما كانت ضربة استباقية لمجاميع إرهابية وردت معلومات مؤكدة بتخطيطهم لأعمال إرهابية في العاصمة بغداد»، مشيرا إلى أن «جميع الأجهزة الأمنية شاركت في هذا الإجراء وتميزت بينها وكالة الاستخبارات المعلوماتية العراقية ودعم معلوماتي من الجانب الأميركي، وأن المعلومات أفادت بوجود شبكات إرهابية تريد تقويض العملية السياسية والانتخابات». وأضاف «ولكن الأجهزة الاستخباراتية رصدت تحركاتهم، كما أن التنسيق مع الطرف الأميركي الذي مد يد العون من خلال تقديم المعلومة الدقيقة التي كانت قريبة من معلومات الأجهزة العراقية، والعملية التي تمت أعطت القدرة على ملاحقة العصابات ذات الإمكانية لأجل تحييدها وعدم تنفيذ مخططاتها».

وقال الطائي إن «عملنا في الأجهزة الأمنية مستمر بالافتراض بأن هناك تهديدا أمنيا يواجه العراق من قبل عصابات منظمة و«القاعدة» وغيرهما من المجاميع، والإجراءات التي قدمتها الوزارات الأمنية جميعا أكدت أن هنالك تكتيكا وآليات وخططا جديدة للأجهزة الأمنية وهي إجراءات استباقية نتيجة معلومات استخباراتية وموثقة وسليمة، وهي فرصة للحديث عن قدرة هذه الأجهزة الأمنية على تحقيق الأمن إذا ما توافرت إمكانيات كافية وأبدت تنسيقا وانسجاما ومعلومات كاملة».

إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن صحيفة محلية أن الإجراءات الأمنية وحظر التجول الذي فرضته السلطات العراقية أول من أمس كان نتاج معلومات وردت بوجود ثلاث سيارات مفخخة ومحاولة نسف أحد الجسور في بغداد. ونسبت الصحيفة إلى مصدر عسكري عراقي كبير قوله: «إن معلومات تجمعت في حوزة الأجهزة الأمنية تفيد بوجود ثلاث سيارات معدة للتفخيخ والتفجير قرب مدينة الطب بهدف نسف الجسر الموازي لها وإحداث تفجير مدمر في منطقة الكرادة». وعلى صعيد ذي صلة، قالت الشرطة العراقية إن مهاجما انتحاريا فجر صهريجا لنقل المياه قرب مركز للشرطة بمحافظة الانبار غرب بغداد، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة ستة. ووقع الهجوم في وسط بلدة الصقلاوية إلى الشمال مباشرة من الفلوجة على بعد 50 كيلومترا غرب بغداد.

ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد جاسم المتحدث باسم الشرطة قوله إن صهريجا لنقل المياه انفجر قرب بوابات مركز الشرطة القريب من مبنى البلدية. وقالت الشرطة إن اثنين من القتلى وأربعة من المصابين من أفراد الشرطة وبقية القتلى من المدنيين. وفرضت السلطات حظر تجول في البلدة على الفور. وهزت الانبار سلسلة من الهجمات في الأسابيع الأخيرة.

وانفجرت عدة قنابل في بلدة هيت منذ ستة أيام مما أسفر عن سقوط ستة قتلى. وزرعت المتفجرات ليلا في منزل قائد بالجيش العراقي ومنازل آخرين. وقتل مهاجمون انتحاريون أكثر من عشرة أشخاص في الرمادي في 30 ديسمبر (كانون الأول) في هجمات استهدفت محافظ الانبار قاسم محمد الذي أصيب إصابات بالغة.