مصدر حكومي يمني لـ «الشرق الأوسط»: المحضار كان «أميرا» لولاية شبوة

القوات الحكومية حاصرت منزله 24 ساعة.. وكان يستضيف 25 من عناصر «القاعدة»

عبد الله المحضار (إ.ب.أ)
TT

كشف مصدر حكومي يمني مطلع لـ« الشرق الأوسط» أن تنظيم القاعدة في اليمن كان بدأ، وقبل الضربات الأخيرة التي تلقاها من قبل القوات اليمنية، في تولية بعض قياداته لمحافظات يمنية كـ«ولايات»، وقال المصدر إن عبد الله المحضار الذي قتلته قوات الأمن اليمنية، أمس، في محافظة شبوة، كان بالنسبة لتنظيم القاعدة أميرا لما تسمى «ولاية شبوة»، أي محافظة شبوة، وإن محمد صالح الكازمي الذي قتل في غارة على منطقة المجعلة في محافظة أبين في الـ17 من الشهر الماضي، كان أميرا أو مسؤولا عن معسكر التدريب الذي قصف، إضافة إلى أن محمد أحمد الكلوي (بن عمير)، الذي قتل في غارة جوية على منطقة رفض بمحافظة شبوة في 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، والذي ظهر في الفضائيات يهدد باستهداف الولايات المتحدة، كان في خطة التنظيم وتقسيماته أميرا لـ«ولاية أبين»، أي محافظة أبين.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، إن المحضار كان «يوفر ملجأ آمنا» لعدد كبير من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن، «منهم عناصر سعودية»، بحسب المصدر الذي أكد أن أكثر من 25 عنصرا قاعديا كانوا يوجدون في منزل المحضار و«يوفر لهم الحماية»، والذين تمكنوا من الفرار قبل وقت قصير من وصول قوات الأمن، مشيرا إلى أن المحضار كان «متشددا» ويقوم «بتهديد المدارس المختلطة في المنطقة بين الأطفال من البنين والبنات». وأكد المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الحرب مع تنظيم القاعدة من قبل القوات اليمنية «تعد مفتوحة ولن تتوقف حتى القبض أو القضاء عليهم». وأعلنت السلطات اليمنية أمس مقتل عبد الله المحضار، الذي وصفته بـ«الإرهابي» وبأنه أحد كبار قيادات تنظيم القاعدة في اليمن. وقال مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية إن قوة أمنية حاصرت منزل المحضار في مدينة الحوطة بمديرية ميفعة في محافظة شبوة في جنوب البلاد، لأكثر من أربع وعشرين ساعة، قبل أن يحاول مسلحون من جماعته فك حصاره والاشتباك مع قوات الأمن، ما أدى إلى مقتله وجندي واحد واعتقال أربعة من أنصاره قبل أن يلوذ البقية بالفرار إلى الجبال. وأكدت أجهزة الأمن اليمنية أن قوة عسكرية شرعت في تعقب المسلحين الفارين في جبال المنطقة، بحثا عنهم، في حين جددت الداخلية اليمنية التحذير من «مغبة التعاون مع العناصر الإرهابية أو تقديم أي مساعدة لهم»، كما جددت التأكيد على أن أجهزة الأمن ستواصل ملاحقة تلك «العناصر الإرهابية».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في شبوة أن أبناء المنطقة قاموا، بعد ظهر أمس، بدفن جثة المحضار الذي تقول المصادر إنه سبق له القتال في أفغانستان إبان الغزو السوفياتي في ثمانينات القرن الماضي.

على صعيد آخر، تحطمت أمس طائرة تدريب عسكرية يمنية غرب مدينة عدن، وقال مصدر في وزارة الدفاع اليمنية إن الطائرة من نوع «L 39» وإنها سقطت بفعل «خلل فني» في أثناء قيامها بطلعة «تدريبية روتينية»، دون الإشارة إلى مصير الطيارين اللذين كانا بداخلها، غير أن شهود عيان أكدوا لـ«الشرق الأوسط» أن الطيارين نجوَا من الحادث بعد أن قفزا من الطائرة قبل سقوطها.

هذا، وازدادت في الآونة الأخيرة حوادث الطيران الحربي اليمني، فخلال السنوات الست الأخيرة للحرب مع الحوثيين في شمال البلاد تحطمت قرابة خمس طائرات حربية، زعم الحوثيون أنهم أسقطوا بعضها.

على صعيد آخر، قال متحدث باسم وزارة الخارجية اليمنية أمس إن أي حوار بين اليمن و«القاعدة» لا بد من أن يسفر عن نبذ للعنف من جانب المتشددين وأن يهدف إلى مكافحة الإرهاب.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن المتحدث قوله إن «أي حوار مع تنظيم القاعدة سيكون جزءا من برنامج تتبناه الحكومة لفتح الباب أمام تلك العناصر المضللة لنبذ العنف والعودة إلى الطريق الصواب والانخراط في مجتمعهم كمواطنين صالحين». على صعيد آخر قال وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، إن اليمن يحتاج إلى معونة أمنية من الولايات المتحدة وحلفائه الآخرين لمساعدته في محاربة متشددي «القاعدة» لكن لن يضمن النجاح في الأجل الطويل إلا الإنقاذ الاقتصادي.

وقال القربي لـ«رويترز» ردا على أسئلة أرسلت إليه بالبريد الإلكتروني «أجهزتنا الأمنية قادرة على رصد التهديدات الإرهابية»، مضيفا أن «وحدات مكافحة الإرهاب وخفر السواحل تحتاج إلى دعم خارجي في مجالات التدريب والتجهيز بالمعدات وتبادل المعلومات».

وتابع «غير أن الحل الأمني أو العسكري ليس كافيا. ولذا ينبغي للمجتمع الدولي أن يولي مزيدا من الاهتمام لحاجات اليمن الاقتصادية والتنموية وهذا هو النهج الواقعي للتصدي للإرهاب».

وقال القربي إن عدد متشددي «القاعدة» في اليمن بولغ فيه ولا يتجاوز على الأرجح 300. وأضاف أن تأييد «القاعدة» المعلن للمتمردين الشماليين والانفصاليين الجنوبيين أظهر «شكلا من أشكال التنسيق بين هذه الأطراف الثلاثة برغم اختلاف عقائدها».

وأضاف «ما يجمعهم هو العداء للحكومة. وعلاوة على ذلك فالجهادي السابق طارق الفضلي هو الآن زعيم للحركة الجنوبية ويؤوي بعض متشددي تنظيم القاعدة في مناطقها». وأكد القربي أن اليمن ملتزم بمحاربة الإرهاب وسيواصل مساعيه لإعادة مواطنيه.

وأضاف «نقول للأميركيين باستمرار إننا مستعدون لاستعادة معتقلينا اليمنيين من غوانتانامو ومن اتهم منهم بأي أعمال إرهابية سيقدم إلى العدالة». وأكد أن اليمن كان يحارب «القاعدة» في السنوات السابقة بالإجراءات الأمنية والحوار الذي يهدف إلى إقناع المتشددين السجناء بالتخلي عن الأفكار المتشددة ونبذ العنف وإعادة تأهيلهم.

ومضى يقول «ثبت أن الحوار الفكري معهم فعال إلى حد ما»، مضيفا أن «اليمن يفتقر إلى الموارد اللازمة لتنفيذ برامج كافية لإعادة التأهيل».

وتابع القربي أن اليمن سيحضر في لندن يوم 28 يناير (كانون الثاني) مؤتمرا دوليا يركز على منحه معونة تنموية ومساعدته في بناء قدراته في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال القربي «النهج الواقعي لمحاربة الإرهاب في اليمن ينبغي أن يبحث في الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها اليمن، وينبغي أن نعمل معا لعلاج هذه الصعوبات من خلال آلية طويلة الأمد».