جلال طالباني لـ «الشرق الأوسط»: أفتخر بأنني تصرفت كعراقي ورئيس لكل العراقيين

علاوي يحاول لملمة أزمة تصريحات العاني ضد الرئيس العراقي

الرئيس جلال طالباني («الشرق الأوسط»)
TT

قال الرئيس العراقي جلال طالباني، الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني «عندما تم تكليفي لرئاسة الجمهورية التقيت قبلها بجميع الكتل السياسية الرئيسية في العراق والتي أجمعت على موافقتها على هذا التكليف، وقلت للإخوة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني بأنني عندما أذهب إلى بغداد كرئيس للجمهورية سوف أخلع ملابسي الكردية وأرتدي العباءة العراقية لأتصرف كعراقي ورئيس لكل العراقيين دونما تمييز».

وأكد الرئيس طالباني في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة السليمانية أمس، قائلا «أنا أفتخر بأنني تصرفت كعراقي وكرئيس للعراقيين جميعا وطبقت هذا أولا في مكتبي برئاسة الجمهورية ببغداد والذي يضم مستشارين عربا سنة وشيعة وتركمانا ومسيحيين وصابئة ويزيديين وكاكائيين»، مشيرا إلى أن «مخصصات رئاسة الجمهورية أنفقت على جمعيات ومنظمات عراقية عربية ولم يصرف منها حتى 5% للمنظمات العراقية الكردية».

وأوضح الرئيس العراقي، قائلا «لقد لعبت دورا توفيقيا بين جميع الكتل العراقية دونما أي تمييز بحيث إنه عندما تشتد الخلافات بينهم يطلبون مني القيام بدور الوسيط والمنسق وذلك بسبب سلوكي العراقي في الرئاسة، ودعني أذكر لكم هذه الحادثة، عندما جرت انتخابات مجالس المحافظات، وفازت في محافظة نينوى قائمة الحدباء ولم تحصل قائمة نينوى المتآخية إلا على ثلث الأصوات، حيث كان يجب إشراك القائمة الثانية في تشكيلات مجلس المحافظة كونها تمثل الثلث وضمن مبدأ التوافقات التي جرت عليها العملية السياسية في العراق، وهو مبدأ مقرر بالدستور العراقي في المرحلة الحالية وضمن ملحق بالدستور، إلا أنني لم أعترض، بل صادقت على تشكيل مجلس المحافظة وتعيين المحافظ بل واستخدمت حق الأخ الدكتور عادل عبد المهدي في مجلس الرئاسة الذي كان مسافرا إلى باريس وقتذاك ووقعت نيابة عنه كي لا أعرقل أو أؤخر المصادقة، هذا أحد الأدلة على أنني لم أنحَز لكرديتي، باعتباري رئيسا لجمهورية العراق، ولو أردت التصرف ككردي فقط لكنت أخرت المصادقة حتى مجيء الأخ عبد المهدي أو لرفضت المصادقة على نتائج انتخابات المحافظة، لكنني لم أفعل ذلك لأنني احترمت قرار الأغلبية ولأنني تصرفت كرئيس لكل العراقيين».

وتحدث الرئيس طالباني عن علاقاته العربية، كمسؤول عراقي، قائلا «أنا أعتقد أن علاقاتي العربية هي أفضل من أي سياسي عراقي آخر، فعلاقاتي مع السعودية والأردن وسورية والكويت ودولة الإمارات وجميع الدول العربية جيدة ذلك لأنني أنطلق في تصرفاتي كعراقي وأقوم بدور مهم في مجال العلاقات العربية دبلوماسيا، وأنا أعتقد أنني قمت بأداء واجبي كرئيس للعراق وأنا فخور بذلك، كما أنني فخور وسعيد بمحبة العراقيين لي فعندما تمرضت ولم يكن المرض معروفا اتصل غالبية من أبناء شعبنا للاستفسار عن حالتي الصحية كما وصفتني المراجع الدينية الكبيرة بصمام الأمان، وعبرت الأحزاب العراقية كلها عن قلقها وتابعت مراحل العلاج وتمنوا لي الشفاء العاجل وعبروا عن ارتياحهم عندما عدت سالما لأرض الوطن، وهذا دليل آخر على أني أتصرف كعراقي وليس ككردي فقط».

ويأتي هذا الحديث على خلفية تصريحات مثيرة للجدل صدرت عن النائب ظافر العاني الرئيس السابق لجبهة التوافق العراقية، وعضو القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور إياد علاوي والتي قال فيها إن «الرئيس جلال طالباني ليس رئيسا لكل العراقيين».

فقد وصف علاوي تصريحات العاني بأنها غير «متوازنة» حسب رسالة وجهها مساء أول من أمس إلى الرئيس طالباني، قال فيها «بعض التصريحات غير المتوازنة التي لا تعبر بالتأكيد عن رأي القائمة كانت قد صدرت عن إخوة من العراقية»، داعيا الرئيس العراقي إلى «وضع مثل هذه التصريحات خلف «الظهور» والمضي في بناء العراق».

وقال بيان لرئاسة الجمهورية، تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، إن الرئيس طالباني رد برسالة أخوية على علاوي، قائلا «لقد اتهمنا النائب ظافر العاني بالخيانة الوطنية لأننا عارضنا النظام الديكتاتوري المقبور وبالعمالة والجاسوسية وغيرها علما بأنني كنت على علاقـات طبيعيـة معـه»، متابعا «لقد جرحتنـي هذه الاتهامات الظالمة لأنها من شخص يدعي الانضمام إلى الكيان السياسي الذي يتشرف بقيادتكم له».

وقال البيان إن طالباني، عبر في رسالة جوابية عن «اعتزازه برسالة علاوي لأنها تضمنت مشاعره الكريمة وتعبر عن العلاقات النضالية العتيدة بينهما».

تصريحات العاني أفقدته موقعه كرئيس لجبهة التوافق التي أعلنت أنها «غير مسؤولة عن التصريحات التي أدلى بها في شأن تقييمه لأداء عمل رئيس الجمهورية خلال المدة المنصرمة»، مشيرة إلى أن «تصريحات العاني تمثل رأيه بصفته الأمين العام لتيار المستقبل وليس بصفة رئيس الجبهة».

الرئيس العراقي جلال طالباني، جدد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه سيرشح نفسه لفترة رئاسية قادمة «إذا كان هناك تكليف من الكتل البرلمانية والسياسية الرئيسية في العراق فلن أخيب آمالهم ولن أرفض هذا التكليف»، مكررا ما كان قد صرح به في حوار سابق لصحيفتنا، بأنه يرغب وعلى المستوى الشخصي عدم الترشيح «ذلك لأنني بحاجة إلى التفرغ والعمل أكثر في الاتحاد الوطني الكردستاني، وإلى عائلتي والاستراحة لكتابة مذكراتي».