دبي تعلن استعدادها لاستضافة مقر الأمم المتحدة.. والمنظمة تنفي وجود مثل هذا المقترح

بعد مقال في «فوربس» ينتقد المنظمة ويطالب بنقلها من نيويورك

TT

أعلنت حكومة دبي رسميا أمس استعدادها الكامل لاستقبال مقر الأمم المتحدة إذا ما قررت الأخيرة مغادرة نيويورك. وقد يفاجئ هذا الخبر الكثيرين، إذ ليس من الوارد نقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك، بل يخضع مبنى المقر إلى أكبر عملية ترميم منذ تأسيس المنظمة بقيمة 1.9 مليار دولار. ولكن يأتي الرد الإماراتي على مقال نشر في مجلة «فوربس» يقترح نقل مقر الأمم المتحدة بسبب انزعاج سكان نيويورك من المنظمة.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن حكومة إمارة دبي بيانا جاء فيه أنها تعلن استعدادها الكامل لاستضافة مقر منظمة الأمم المتحدة على أرضها في حال اتخاذ القائمين عليها قرارا بنقل مقرها القائم حاليا في مدينة نيويورك. وذكرت الحكومة أنها مستعدة لـ«فتح قنوات الحوار مع القائمين على المنظمة الدولية لاطلاعهم على ما يمكن أن توفره دبي من إمكانات ومميزات من شأنها ترجيح كفتها كخيار أمثل من بين الخيارات الممكنة لنقل المقر الحالي للأمم المتحدة في حال التوصل إلى قرار نهائي بهذا الصدد».

واعتبرت الحكومة أن دبي «تمتلك من المقومات ما يؤهلها لكي تكون البلد المضيف للمقر الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة، سواء من ناحية موقعها الجغرافي الذي يتوسط العالم أو من ناحية البنية الأساسية رفيعة المستوى التي تعزز من قيمة هذا الموقع، خاصة مع امتلاك دبي واحدة من أرقى شبكات النقل الجوي والبحري والبري في العالم».

وجاء الرد الرسمي من حكومة دبي بعد أن كانت مجلة «فوربس» الأميركية نشرت مقال رأي يوم الثلاثاء الماضي عن افتتاح أعلى برج في العالم في دبي أوائل هذا الشهر، واقترح نقل مقر الأمم المتحدة من نيويورك إلى دبي. وحمل المقال انتقادات واسعة ضد الأمم المتحدة، إذ اعتبرها كاتبا المقال منظمة تضيع أموال دافعي الضرائب الأميركيين و«معادية للسامية». ويذكر أن الولايات المتحدة تسهم بـ437 مليون دولار في تكلفة الترميم للمبنى الحالي.

ونفت الأمم المتحدة لـ«الشرق الأوسط» وجود مثل هذا المقترح في الوقت الراهن، مؤكدة أنها لم تحصل على مقترح محدد من حكومة دبي بهذا الصدد. وقال ناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق «لا يوجد مثل هذا المقترح»، مضيفا أن مقال الرأي في فوربس مكتوب من قبل «شخصين قد أظهرا سابقا آراء منتقدة للأمم المتحدة». وردا على تفاصيل في مقال «فوربس» بأن الأمم المتحدة شكلت لجنة تبحث في إمكانية نقل الأمم المتحدة إلى سنغافورة، أكد الناطق أن هذا أمر غير موجود، وإنما هناك ترتيبات لنقل الموظفين إلى مكاتب أخرى في نيويورك على أساس مؤقت، بينما يتم ترميم البناية الحالية. وتستغرق عملية الترميم فترة ما بين 3 و5 سنوات ينتقل خلالها موظفون من بعض الدوائر في المنظمة الدولية إلى أجزاء أخرى من المبنى نفسه، أو إلى مواقع أخرى في مدينة نيويورك. وأضاف حق «نحن ننتقل في منطقة نيويورك بشكل مؤقت ضمن عملية الترميم، وليس خارجها».

وكان جول كوتكين وروبرت كريستيانو قد كتبا مقال الرأي انتقادا للمنظمة، قائلين إن جهات «معادية للولايات المتحدة ومعادية للسامية واستبدادية» تسيطر عليها. واعتبرا أن دبي «عاصمة العالم المستقبلية» بسبب تنوعها ومركزها الاستراتيجي بالقرب من عواصم أوروبية وآسيوية وشرق أوسطية، مضيفا أنه من الممكن نقل مقر الأمم المتحدة إلى برج دبي، المعروف رسميا الآن ببرج خليفة. وشدد حق على أن هذا المقال هو معبر عن رأي كوتكين وكريستيانو الناقد للأمم المتحدة، وليس دليلا على تحرك لنقل مقر الأمم المتحدة.