صالح المطلك: العرب في موقف المتفرج.. وإيران تتسيد الموقف

مسلسل مضايقته يصل إلى حد مداهمة مقره في فندق الرشيد.. وعطا يقول: القوة لأجل حمايته

TT

فيما أكد علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن زيارة مبعوث جامعة الدول العربية للعراق أحمد بن حلي ليست لها علاقة بقرار هيئة المساءلة والعدالة القاضي بإبعاد 15 كيانا سياسيا من المشاركة في الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في مارس (آذار) المقبل, قال المتحدث باسم جبهة الحوار الوطني التي يترأسها صالح المطلك، حيدر الملا إن قوة عسكرية داهمت جناح النائب بحجة البحث عن شخص، رغم علمهم بأن الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها النواب تحول دون إجراء كهذا.

وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية بن حلي قد قام بزيارة رسمية إلى العاصمة العراقية بغداد الاثنين الماضي، التقى خلالها رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري، وعددا آخر من المسؤولين العراقيين. إلى ذلك، قال صالح المطلك، زعيم جبهة الحوار الوطني العراقي إن «مبعوث جامعة الدول العربية حاول حلحلة قضية إبعاد بعض الكتل السياسية من الانتخابات المقبلة»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» «إن بن حلي حاول أن يقوم بما يستطيعه بشأن هذا الأمر، لكنه للأسف لم يفلح» معتقدا أن «الموقف العربي أضعف مما يعول عليه، وللأسف لم يكن بمستوى الحدث تماما». وشدد المطلك على أن «القضية ليست باجتثاث المطلك بل القضية تكمن باجتثاث الخط العروبي من العراق» بحسب قوله، لافتا إلى أن «العرب كان عليهم فهم هذه الرسالة والتعامل على أساسها، لكنهم التزموا جانب المتفرج، وبالمقابل استمرت إيران لكي تكون هي سيدة الموقف وبامتياز في العراق» على حد وصفه، وحول الحراك السياسي لحلحلة القضية أكد المطلك أن «الموضوع بدأ سياسيا وليس من المستبعد أن ينتهي سياسيا سواء عن طريق القضاء أو خارج القضاء من خلال الحراك الذي تقوم به بعض الأطراف السياسية من أجل تطويق الأزمة» مشيرا إلى أن «بوادر عديدة تشير إلى قرب انفراج الأزمة»، معبرا عن اعتقاده بأن «الجهات التي عمدت إلى هذا القرار تورطت بموقف خطير جدا، وتريد الآن الخروج من هذا المأزق سيما بعد أن فقدوا مصداقيتهم في الشارع العراقي بعدما لمسوا تعاطفا كبيرا من قبله (الشارع) للمشروع الذي تبنيناه». من جهة اخرى وعلى صلة بالموضوع, قال الملا في حديث لـ«الشرق الأوسط» في بغداد أمس حول تفاصيل المداهمة، أنه «في الساعة الواحدة والنصف من فجر أمس قامت قوة عسكرية عراقية تابعة لعمليات بغداد، تضم أكثر من 50 فردا بينهم عدد من الضباط ويقودهم ضابط برتبة نقيب، تمثل لواء بغداد التابع لعمليات بغداد، بمداهمة فندق الرشيد الواقع في المنطقة الخضراء والذي يقيم فيه عدد من البرلمانيين العراقيين، وطلبت الاستعانة بمدير الفندق لأجل الدخول لجناح رئيس جبهة الحوار الدكتور صالح المطلك الذي كان في اجتماع مع قيادات الحركة حينها، واستأذن الضباط بالدخول تحت ذريعة البحث عن أحد الأشخاص المطلوبين قضائيا».

وأوضح الملا أن «سلوك القوة العسكرية كان بمستوى جيد واتصفوا بالتهذيب وراعوا الأصول خلا تعاملهم معنا، لكننا شرحنا لهم أن مثل هذا الأمر غير جائز قانونا فهناك حصانة يتمتع بها النواب»، مشيرا إلى «أننا نعرف أن هذا التصرف هو حلقة من مسلسل استهداف القوى الوطنية وتنفيذ أجندات لجهات سياسية أخرى».

وبشأن تصريح عطا بأن القوة كانت لحماية المطلك، قال الملا إن «الشارع العراقي يعلم جيدا تصريحات البعض، وهو ليس بجديد على الساحة العراقية في محاولة إعطاء صورة مغايرة للصورة الحقيقية، ولهذا عندما تدخل قوة بهذه الطريقة فمن يستطيع نكران ما حدث، لكن كما أسلفت أنه حلقة ضمن مسلسل تأجيج المشهد السياسي العراقي وسحبنا في اتجاهات نحن في غنى عنها».

وكان الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا قد أكد أن قوة عسكرية وجدت في فندق الرشيد الذي يقيم فيه النائب صالح المطلك، بهدف حماية الأخير، وتأتي هذه الأحداث كتصعيد في مسلسل قضية استبعاد المطلك وكيانه من الانتخابات النيابية القادمة حسبما أكدت هيئة المساءلة والعدالة في إطار عملها في اجتثاث من تسميهم بالبعثيين، إلى جانب 14 كيانا انتخابيا آخر وما لا يقل عن 650 مرشحا.