تحقيق في اعتداء «فورت هود»: وزارة الدفاع غير مهيأة لمواجهة تهديدات داخل المؤسسة العسكرية

الجيش الأميركي يبدأ مراجعة الإصلاحات الضرورية

وزير الجيش السابق في توغو الغربية وإلى يساره الأميرال المتقاعد فيرن كلارك رئيس الأركان السابق للعمليات البحرية خلال مؤتمر صحافي عقد في البنتاغون أمس (أ. ف. ب)
TT

أفاد تحقيق في حادثة القاعدة العسكرية الأميركية، في «فورت هود»، صدر أمس بأن وزارة الدفاع الأميركية غير مهيأة لمواجهة التهديدات داخل المؤسسة العسكرية، مما سمح للمتهم الميجور نضال حسن بأن يقتل 13 مدنيا وعسكريا في قاعدة «فورت هود» العسكرية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وعقد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، أمس، مؤتمرا صحافيا للحديث عن نتائج التحقيق التي صدرت في تقرير بلغ 86 صفحة، قائلا: «التحقيق استنتج أن برامج وزارة الدفاع لحماية القوات غير مركزة بالشكل المناسب على التهديدات الداخلية، مثل العنف في مكان العمل والتطرف». وأضاف: «المشكلة تتفاقم مع غياب فهم واضح لما يجعل الشخص متطرفا ويقوم بتصرفات عنيفة».

وأصدرت وزارة الدفاع نتائج التحقيق الذي أمر به غيتس يوم 19 نوفمبر الماضي، قبل ساعات من إصدار البيت الأبيض تقريرا مماثلا حول واقعة «فورت هود». وقال غيتس إنه سيطلب من وزير الجيش جون ماكهيو أن يراجع التحقيق ويتخذ الإجراءات المناسبة بحق الذين كانوا مسؤولين عن نضال، ولم ينتبهوا إلى ميوله المتطرفة. واعتبر غيتس أنه «من الواضح أننا كوزارة لم نقم بما هو كاف للتعامل مع التهديد المحلي الداخلي الأمني الذي ظهر خلال العقد الماضي للجنود الأميركيين والمنشآت العسكرية».

من بين التوصيات التي خرج بها تحقيق وزارة الدفاع: «العمل الفوري مع مكتب المباحث الفيدرالية (إف بي آي) لتحسين أداء فرق عمل مواجهة الإرهاب المشتركة». وطالب غيتس بـ«تحسين فهمنا للإشارات في السلوك» التي تشير إلى تطرف عنصر في الجيش.

ولفت التقرير الذي حمل اسم «حماية القوات» إلى أن هناك ثغرة في قدرة وزارة الدفاع على التحقيق في سلوك العاملين من دول أخرى في وزارة الدفاع خارج الولايات المتحدة، مفيدا أن وزارة الدفاع «فقط تستطيع أن تستخدم لوائح الـ(إف بي آي) للأسماء المشبوهة، وتتأكد من طمغات الأصابع». ووصى التقرير بالعمل مع وزارة الخارجية الأميركية، وقسم شؤون الموظفين في الوزارة، لوضع قواعد أكثر صرامة في التحقيق مع العاملين الأجانب لدى الوزارة.

كانت حادثة «فورت هود»، والكشف لاحقا عن تواصل حسن مع الشيخ المتطرف اليمني أنور العولقي وسؤاله عن استهداف جنود أميركيين، قد أثارت استياء المسؤولين الأميركيين بسبب فشل الجيش الأميركي في التعرف على توجهات حسن. يذكر أن نص التقرير الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه لم يشر مرة إلى أن حسن كان مسلما، كما لم يتم ذكر الإسلام أو المسلمين في النص. وكان التركيز على أهمية معرفة طريقة تفكير الجنود، ووعي المسؤولين عنهم بحالتهم النفسية، ومراقبة أي ميول عنيفة لديهم.

من المرتقب أن تتم محاسبة بعض القادة العسكريين الذين كانوا مسؤولين عن حسن، لعدم وعيهم بتصرفاته. إلا أن التحقيق وجد أن سرعة التعامل مع حادثة إطلاق النار في «فورت هود»، والإسعافات الفورية بعدها، كانت سليمة.

من بين التوصيات التي ستبدأ وزارة الدفاع النظر فيها فورا التنسيق الأوسع مع الدوائر والأجهزة الأمنية حول مراقبة أي تصرفات للجنود أو العاملين في وزارة الدفاع الذين قد يشكلون تهديدا لها. كما وصى التقرير بعمل مباشر من وزير الدفاع والقادة العسكريين لدعم «نسيج الثقة» بين الجنود في القوات المسلحة، بالإضافة إلى تأسيس وحدة جديدة لجمع المعلومات وتحليلها من أجل معرفة أي ميول عنيفة، وتحديد «مؤشرات» على تلك الميول، من أجل تحديد الجنود الذين قد يشكلون تهديدا أو ضعفا. وتعهد غيتس بأن تكون هناك إصلاحات ستراجع وتطبق خلال الأشهر الستة المقبلة.