لقاء خبراء الناتو: عقد شراكات يعد عنصرا أساسيا في أية رؤية واقعية لمستقبل

شارك فيه ممثلو دول عربية وخليجية اعضاء في الحوار مع المتوسط ومبادرة اسطنبول

TT

استضافت العاصمة النرويجية (أوسلو) اللقاء الثالث حول المفهوم الاستراتيجي الجديد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) تحت عنوان: «شراكات ناتو وما وراءها».

وجاء في بيان للحلف، صدر في بروكسل، أن اللقاء ضم «مجموعة الخبراء» المكلفة بتطوير المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف، وأسلوب توزيع السلطات بداخله، والمسؤولين العسكريين فيه، بالإضافة إلى ممثلي المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية. يذكر أن اللقاء شهد أيضا مستوى رفيعا من المشاركة، تمثل في الدول المشاركة في حلقات اتصال مع الحلف، كدول «الحوار المتوسطي»، ودول مبادرة إسطنبول للتعاون، ومجلس «ناتو – روسيا»، وغيرها.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت، التي ترأس مجموعة الخبراء إن «عقد شراكات يعد عنصرا أساسيا في أي رؤية واقعية لمستقبل الناتو». وأضافت أن «تعاقب السنين خلق ضرورة لأن يتمتع حلف شمال الأطلسي بمزيد من المرونة والتقارب.. كما تعلمنا أن الشراكات يمكن أن تكون بمثابة قوة وكفاءة مضاعفتين». وفي ختام اللقاء، قالت وزيرة الدفاع النرويجية غريتي فاريمو: «يحدوني الأمل في أن يساعد المفهوم الاستراتيجي الجديد على تجديد وتكييف أطر شراكة (الناتو)، عن طريق ضم حلفاء وشركاء للدخول في مناقشة بناءة حول كيفية مواصلة تطوير سبل تعاوننا». يشار إلى أن اللقاء المقبل، والأخير، حول المفهوم الاستراتيجي الجديد لـ«الناتو» سيعقد في العاصمة الأميركية، في نهاية فبراير (شباط) المقبل. وفي منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأعلن مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل أن المنتدى الثاني حول المفهوم الاستراتيجي الجديد للحلف قد انعقد باستضافة مشتركة من جانب وزارتي الدفاع والخارجية في سلوفينيا، بمقر مركز المؤتمرات في مدينة بردو السلوفينية، بحضور مجموعة الخبراء التي سبق أن اختارها الأمين العام للحلف، أندريه راسموسن، وهي المجموعة التي تترأسها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت، كما حضر المنتدى إلى جانب الأمين العام للحلف، وزيرا الدفاع والخارجية في سلوفينيا، وممثلو المنظمات الدولية، ومنها الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، وعدد من المسؤولين الحكوميين في الدول الأعضاء في الحلف الأطلسي، والدول الشريكة، وقيادات عسكرية.

وتركز المنتدى الثاني حول ملفات تتعلق بالمهام الأساسية للحلف الأطلسي، وارتباطات الحلف في مختلف دول العالم، وإمكانية توسيع مهماته. يذكر أنه في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندريه فوغ راسموسن مع أعضاء لجنة كان قد أعلن فور توليه مهامه عن تشكيلها برئاسة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت، لوضع استراتيجية جديدة لتعامل الحلف مع دول العالم. وأكد راسموسن للصحافيين عقب انتهاء الاجتماع حاجة الحلف إلى استراتيجية جديدة للتعامل مع العالم ومشكلاته، حيث إن الاستراتيجية المعمول بها حاليا يعود تاريخها إلى عام 1999، أي قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) الإرهابية على الولايات المتحدة، والحرب على أفغانستان، وظاهرة القرصنة المتفشية حاليا، وقبل زيادة أعضاء الحلف الذين أصبح عددهم 28 عضوا. وقال راسموسن إن «العالم قد تغير، والتهديدات التي نواجهها تغيرت أيضا، كما أن الحلف قد تغير، ولهذا نحتاج إلى أفكار جديدة للتعامل مع حقائق اليوم والغد».

وعند سؤاله عما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستتضمن علاقات حلف «الناتو»، أكد أن الأمر موضوع أساسي ومركزي في الاستراتيجية الجديدة. وقد تسلم أندريه فوغ راسموسن (56 عاما) مع مطلع أغسطس (آب) الماضي مهامه على رأس حلف شمال الأطلسي، وجاء تسلمه منصبه في حفل متواضع بمقر «الناتو» في العاصمة البلجيكية. وبذلك أصبح راسموسن، رئيس وزراء الدنمارك السابق، الأمين العام الثاني عشر لتلك المنظمة العسكرية. وتتمثل مهام راسموسن، الذي تم اختياره أمينا عاما للحلف في قمته التي تزامنت مع الذكرى الستين لتأسيسه عام 1949، على مدار السنوات الأربع المقبلة في رئاسة اجتماعات وقمم «الناتو»، وتنسيق المناقشات والقرارات بين الدول الأعضاء.

والحوار الأطلسي المتوسطي انطلقت مبادرته الأولى في عام 1994، وهو يضم سبع دول، وهي: مصر والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا والأردن وإسرائيل. وبعد مرور عشر سنوات، في اجتماع عقد في إسطنبول، قرر قادة «الناتو» رفع الحوار المتوسطي للتحالف إلى شراكة حقيقية، وإطلاق مبادرة إسطنبول للتعاون مع بلدان محددة في منطقة الشرق الأوسط الموسع. وقد ساهم الحوار المتوسطي للحلف بنجاح في بناء الثقة والتعاون بين «الناتو» وشركائه المتوسطيين السبع.