محامي المحاضرة الفرنسية المتهمة بالتجسس في إيران متفائل بعد آخر جلسات المحاكمة

قال إنه واثق جدا من تبرئتها.. والحكم النهائي سيصدر خلال أسبوع

TT

قال محامي المحاضرة الفرنسية كلوتيلد ريس التي ألقي القبض عليها في إيران بتهمة التجسس بعد انتخابات يونيو (حزيران) الرئاسية، إنه بات واثقا جدا من حصول موكلته على البراءة بعدما عقدت المحكمة الثورية في طهران آخر جلسات محاكمتها أمس، مشيرا إلى أن المحكمة ستصدر حكمها النهائي في القضية خلال أسبوع.

وقال المحامي الإيراني محمد علي مهدوي ثابت في تصريحات نقلتها وكالات أنباء إيرانية أمس إن الجلسة المغلقة التي استغرقت ساعتين ونصف الساعة بحضور القاضي والمدعي والمحامي «جرت في أجواء هادئة». وأضاف «كانت الجلسة الأخيرة.. والمرافعات الأخيرة. رفضت كل الاتهامات، وثبت أنه لم تقع أي مخالفة»، مؤكدا أنه «متفائل جدا وواثق من تبرئتها». وتابع أنه «أمام المحكمة أسبوع حسب القانون لإصدار حكمها»، ومن ثم «فإنني آمل في أن يتم إصدار الحكم في قضية موكلتي وإعلانه الأسبوع المقبل». وأعرب المحامي عن رضاه إزاء المناخ الذي يسود المحكمة قائلا «موكلتي وأنا كنا نستطيع التحرك بحرية ونقدم أوراق الدفاع». وطالب ثابت المحكمة بتبرئة ريس على أساس الإيضاحات والدفوع التي قدمها خلال جلسات المحكمة الثلاث. وبحسب مصدر دبلوماسي فرنسي في باريس، فإن كلوتيلد ريس «عادت إلى السفارة الفرنسية في ختام الجلسة.. وننتظر الآن بهدوء الحكم المتعلق بها».

وجرى إلقاء القبض على كلوتيلد ريس في مطار طهران أول يوليو (تموز) الماضي لدى محاولتها مغادرة طهران بعد قضاء خمسة أشهر في مدينة أصفهان الإيرانية الواقعة وسط إيران. واتهمت ريس التي أفرج عنها بكفالة وتقيم في السفارة الفرنسية، بالمشاركة في مؤامرة غربية لزعزعة استقرار الحكومة الإيرانية بعد انتخابات الرئاسة في 12 يونيو التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بفترة ولاية ثانية. وزادت قضيتها التوتر بين فرنسا وإيران المنخرطتين بالفعل في خلاف بشأن برنامج طهرن النووي. ويقول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن ريس (24 عاما)، بريئة. ومثلت ريس ثلاث مرات حتى الآن أمام القضاء الثوري في طهران: الأولى في الأول من أغسطس (آب) أثناء جلسة عامة متلفزة برفقة عدد من المعارضين الإيرانيين الملاحقين أيضا لمشاركتهم في المظاهرات التي أعقبت إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، ثم مرتين في جلستين مغلقتين أمام القاضي في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) و23 ديسمبر (كانون الأول). وفي جلسة الأول من أغسطس «أقرت» بأنها شاركت في المظاهرات «لأسباب شخصية» (حسب وسائل الإعلام الإيرانية) وكتبت تقريرا لمؤسسة مستقلة في المركز الثقافي في السفارة الفرنسية. وطلبت «الصفح» على أمل نيلها «العفو». وفي 31 ديسمبر، أجرى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اتصالا هاتفيا بكلوتيلد ريس للتعبير لها عن «دعمه التام» و«أمله في رؤيتها مجددا في وقت قريب بين أهلها».

واستبعدت فرنسا رسميا إمكانية عملية تبادل عرضتها طهران، بحسب باريس، تقضي بالإفراج عن ريس مقابل إيرانيين معتقلين في فرنسا وخصوصا على وكيلي راد الذي حكم عليه عام 1994 بعد إدانته بقتل رئيس الوزراء الإيراني الأسبق شهبور بختيار قبل ثلاثة أعوام من ذلك التاريخ. ولم تقر طهران أبدا في العلن بوجود مثل هذا العرض. وأعلن محامي وكيلي راد في ديسمبر أن محكمة فرنسية ستدرس في نهاية يناير (كانون الثاني) طلب الإفراج عن موكله، نافيا في الوقت نفسه أي علاقة لهذا الأمر مع قضية ريس. وسيدرس القضاء الفرنسي أيضا في منتصف فبراير (شباط) طلبا أميركيا بتسليم المهندس الإيراني ماجد كاكاوند الذي تتهمه واشنطن بخرق الحصار التجاري بين الولايات المتحدة وإيران. وقد تم التطرق إلى اسم هذا المهندس البالغ من العمر 37 عاما الذي اعتقل في مارس (آذار) 2009 في مطار رواسي، في إطار قضية ريس، لكن السفير الإيراني في باريس نفى أي رغبة في التبادل.