أوباما يعلن عن كبرى عمليات الإنقاذ.. ويكلف بوش وكلينتون بجمع الأموال لهايتي

وزير داخلية هايتي: جمعنا 50 ألف جثة.. وإنقاذ طفلة من تحت الأنقاض

TT

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عن أن الزلزال الذي ضرب هايتي أدى إلى «إحدى كبريات عمليات الإنقاذ» في تاريخ الولايات المتحدة. وأضاف أوباما وهو محاط بالرئيسين السابقين جورج بوش وبيل كلينتون اللذين كلفهما بجمع أموال لمساعدة ضحايا الزلزال، أن الأخيرين وافقا على تسلم إدارة «صندوق كلينتون - بوش من أجل هايتي».

وحذر أوباما من أن توزيع المساعدات على المنكوبين في هايتي يمثل «تحديا هائلا» للمشاركين في أعمال الإغاثة، وأكد أن المساعدات لهذا البلد الصغير في منطقة البحر الكاريبي «ستمتد لأشهر وسنوات».

الى ذلك تصاعد التوتر بين مواطني هايتي البائسين الذين ينتظرون مساعدات دولية وأغذية بدأت تتوافد ببطء بعد 3 أيام من زلزال مدمر، قالت سلطات في هايتي إنه أودى بحياة 200 ألف شخص.

وفي الوقت نفسه، تمكن عمال الإنقاذ البريطانيون من انتشال طفلة لم يتجاوز عمرها عامين من تحت ركام حضانة أطفال انهارت أثناء زلزال هايتي.

وقالت وزارة التنمية الدولية البريطانية إن الطفلة قضت 3 أيام تحت أنقاض المبنى في بورت أوبرنس عاصمة هايتي قبل أن يتم إنقاذها أول من أمس، وأن منقذيها كانوا من فريق مكون من 64 شخصا من القوات البريطانية تم إرساله لهايتي ليشارك في أعمال الإغاثة.

وسمحت حكومة هايتي للولايات المتحدة بالسيطرة على الميناء الجوي الرئيسي في البلاد لتنظيم الرحلات الجوية التي تنقل المساعدات من أنحاء العالم والإغاثة السريعة للدولة المنكوبة الواقعة في البحر الكاريبي.

وتوجهت أمس وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى بورت أوبرنس واستقبلها في المطار الرئيس رينيه بريفال، وجلبت طائرتها إمدادات وستنقل معها أميركيين من هايتي.

وقالت كلينتون «سنوضح بشكل مباشر وشخصي لشعب هايتي دعمنا المستمر له على المدى الطويل»، وتنقل شاحنات جثثا إلى مدافن جماعية تم حفرها على عجل خارج المدينة، لكن يعتقد أن آلاف الجثث لا تزال مدفونة تحت الأنقاض.

وقال وزير الداخلية في هايتي أنطوني باين لـ«رويترز»: «جمعنا بالفعل نحو 50 ألف جثة ونتوقع أن يكون هناك في المجمل ما بين 100 إلى 200 ألف قتيل، مع العلم أننا لن نستطيع أن نعرف العدد على وجه الدقة».

وقال أراميك لويس وزير الدولة للأمن العام، إن نحو 40 ألف جثة دفنت في مقابر جماعية.

وإذا تم إثبات صحة عدد القتلى فإن هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات والذي هز هايتي يوم الثلاثاء سيكون واحدا من بين أدمى عشرة زلازل سجلت حتى الآن، وفي الوقت نفسه أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لوكالة الصحافة الفرنسية أن زلزال هايتي شكل أسوأ كارثة شهدتها الأمم المتحدة في تاريخها لأنه دمر مقارها في الجزيرة.

وقالت المتحدثة باسم مكتب التنسيق إليزابيث بيرز «إنها كارثة تاريخية»، وأضافت «لم نواجه مثل هذه الكارثة التي ليس لها مثيل في تاريخ الأمم المتحدة» مشيرة إلى أنه، خلافا لتسونامي الذي ضرب إندونيسيا في 2004، لم يبق سوى بنى تحتية محدودة في هايتي.

وقال إليسك لارسين وزير الصحة في هايتي لـ«رويترز»: إنه سيتعين إعادة بناء ثلاثة أرباع بورت أوبرنس، واستطرد «بعد 3 أيام من وقوع الزلزال بدأت عصابات من اللصوص في الانقضاض على الناجين الذين يعيشون في مخيمات مؤقتة على الأرصفة والشوارع التي تناثرت فيها الأنقاض والجثث المتحللة في الوقت الذي هزت فيه الهزات الارتدادية الأحياء الجبلية بالعاصمة»، وأفادت سلطات بوقوع بعض حوادث النهب وتنامي الغضب بين الناجين الذين أصيبوا بالإحباط بسبب تأخر المساعدات.

وفي الوقت نفسه هرعت الولايات المتحدة ودول أخرى لتوصيل الغذاء والماء والإمدادات الطبية عبر المطار المزدحم والميناء المحطم في البلاد والطرق التي أغلقت الأنقاض بعضها.

واقتتل مواطنون جوعى في بورت أوبرنس على أكياس غذاء وزعتها شاحنات تابعة للأمم المتحدة في وسط مدينة بورت أوبرنس. وحذر مسؤول كبير في الأمم المتحدة أن الجوع قد يؤجج توترا إذا لم تصل المساعدات بسرعة لكنه قال: إن القانون والنظام لا يزالان في نطاق السيطرة في الوقت الجاري.

وقال ألين لو روي سكرتير الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حفظ السلام لبرنامج في قناة «بي بي إس» «وقعت بعض الحوادث حيث سرق البعض واقتتل آخرون على الغذاء، إنهم بائسون ولم يحصلوا على غذاء أو أي مساعدات منذ 3 أيام». وأضاف «يجب أن نضمن ألا يتفاقم الموقف، لكن حتى لا يحدث هذا يجب أن نتأكد من مجيء المساعدات بأقصى سرعة ممكنة لهؤلاء الناس المحتاجين للغذاء والدواء». وفقدت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في هايتي 36 على الأقل من أفرادها في الكارثة عند انهيار مقرها هناك، ولم يعرف مصير اثنين من كبار مسؤولي البعثة في هايتي. ولم تكن حكومة هايتي أحسن حالا لمواجهة الأزمة حيث دمر الزلزال القصر الرئاسي وتسبب في قطع الاتصالات والكهرباء. وقال بريفال لـ«رويترز» في اتصال هاتفي من مقر الشرطة القضائية حيث يقيم «ليس لدي منزل وليس لدي تليفون، هذا هو قصري الآن». وأضاف «يجب أن نتأكد من توافر الغاز حتى تتمكن الشاحنات من جمع الجثث، فالمستشفيات مكدسة».

وقال أوباما إن الولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك وكندا وفرنسا وكولومبيا وروسيا واليابان وبريطانيا ودول أخرى، تمكنت من نقل عاملين في مجال الإنقاذ بالإضافة إلى إمدادات نقلت جوا.