صنعاء تطلب من الجامعة العربية المساعدة لمواجهة الإرهاب

وكيل وزارة الإعلام اليمني: قدمنا ملفات واقتراحات

TT

طالبت اليمن الجامعة العربية بالعمل على تضافر الجهود لمواجهة خطر الطائفية والمذهبية والمناطقية والإرهاب والداعين لكل ما يهدف إلى تمزيق الوطن العربي وتفتيته، والتصدي لخطر الإرهاب، والقنوات الإعلامية التلفزيونية الداعية له. وقال وكيل وزارة الإعلام اليمني، حسين أحمد مقبل غثيم، لـ«الشرق الأوسط»، إن اليمن قدم مقترحات للجامعة العربية لرفعها إلى الأمانة العامة، لمواجهة خطر الطائفية والمذهبية والمناطقية.

وكان غثيم يشارك في اللجنة الدائمة للإعلام العربي، المنعقدة في الجامعة العربية بالقاهرة، والتي أوصت في ختام اجتماعاتها الليلة قبل الماضية بأن تعمل الدول العربية على مواصلة جهودها لمكافحة التطرف والتحريض عليه، مع ضرورة التمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال الأجنبي، والتأكيد على التزام القنوات الفضائية العربية بعدم بث برامج إعلامية تحرض على العنف والإرهاب، والسعي لدى القنوات الفضائية الأجنبية لعدم بث برامج إعلامية تحريضية ضد العرب والمسلمين.

وقال مسؤول في الجامعة العربية إن توصيات اللجنة الدائمة للإعلام العربي سترفع للاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب المقرر انعقاده يوم الأحد القادم بمقر الجامعة، وذلك لدراسته وإصدار القرار بشأنه، بما في ذلك الموقف من مشكلة مشروع قرار الكونغرس الأميركي بحظر القنوات الفضائية المحرضة على الإرهاب، لأن مثل هذا القرار من الممكن أن يتسبب في أضرار لبعض الأقمار الصناعية العربية كـ«عرب سات» و«نايل سات».

وأوصت اللجنة الدائمة للإعلام العربي باختيار موضوع مخاطر الإعلام المذهبي والطائفي والمناطقي على حاضر ومستقبل الأمة العربية محورا فكريا للدورة العادية (رقم 43) لمجلس وزراء الإعلام العرب، مؤكدة على ضرورة الوقوف مع وحدة اليمن وأمنه واستقراره ضد الهجمة الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها وبصورة خاصة في الإعلام الفضائي، والتي تهدد وحدته وتحاول إثارة الشجون والتعاطف مع مرتكبي الجرائم الإرهابية وإثارة النزعة الانفصالية مرة أخرى، مخالفين بذلك القيم والمبادئ وروح المسؤولية المهنية التي يجب أن يتصف بها الإعلام.

كما أوصت باعتماد تقرير وتوصيات الاجتماع الثامن لفريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب، وتكليف الأمانة العامة بمتابعة تنفيذ توصياته، وعرض المقترحات المقدمة من دولة الكويت على الاجتماع التاسع لفريق الخبراء الدائم المعني بمتابعة دور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب.

من جانبه، أضاف المسؤول اليمني، حول المقترحات التي قدمتها بلاده، موضحا «مقترحاتنا عبارة عن دعوة للأمة العربية لأن تتخذ خطوات موحدة وجادة لمواجهة هذه القضايا، وأخطارها على تمزيق الأمة العربية»، قائلا إن الطائفية والمذهبية والمناطقية منافذ يدخل منها أعداء العرب، سواء من جانب الغرب أو غيرهم من أعداء الأمة العربية.

كما قدم اليمن مقترحات للجامعة العربية لمواجهة خطر الإرهاب، والقنوات الإعلامية التلفزيونية الداعية له، وقال غثيم «قدمنا ورقة ثانية طلبنا فيها مساعدة الإعلام العربي لبلادنا في فضح وكشف ما يحاك ضد وحدته وأمنه واستقراره، وما يبث من مواد إعلامية مضللة على بعض القنوات الناطقة باللغة العربية وغير العربية، من تلك التي تبثها مجموعات ليس لها كيان، من أقمار صناعية أوروبية، وتهدف فقط إلى الإساءة لليمن، وتدعم جماعات التخريب في البلاد».

وتابع موضحا أنه كان هناك إجماع على توصيات تقدمت بها فلسطين من أجل اتخاذ موقف عربي موحد ضد الإرهاب، ومحاصرته، والتفريق بين مشروعية المقاومة والإرهاب الأسود، بالإضافة إلى إجماع على مقترح اليمن بشأن حماية القدس، ورفعه إلى الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب لدراسته وإصدار القرار بشأنه، الأسبوع المقبل.

ومن جانبهم، انتقد مسؤولو الإعلام العربي مشروع قرار الكونغرس الأميركي بحظر القنوات الفضائية المحرضة على الإرهاب، معتبرين ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية للدول العربية التي تعالج قضاياها الإعلامية وفقا لتشريعاتها الوطنية، حيث أوصت اللجنة الدائمة للإعلام العربي، في ختام اجتماعها، بالقيام بتحرك عربي في الولايات المتحدة لإظهار الأثر السلبي الذي يمكن أن يحدث في حالة صدور قرار بفرض عقوبات على مشغلي القنوات الفضائية العربية والأجنبية، وذلك بالتنسيق مع كل من المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات» والشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» وشركة «نور سات».

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر الجامعة أنه جرى التطرق على هامش الاجتماع إلى الموقف من عدة قنوات تلفزة فضائية محسوبة على إيران، منها «الكوثر» و«آل البيت»، باعتبارها من القنوات التي تحرض على تفتيت الوحدة اليمنية، من خلال مناصرتها للتمرد الحوثي في شمال غربي البلاد. وعلى هامش الاجتماع أيضا تم التطرق إلى عدة قنوات وصفت بأنها تدعو للتشدد الديني، وتصور عناصر إرهابية في صورة مقاومين للاحتلال، مما يشوه صورة المقاومة المشروعة خاصة في الغرب بحسب المصادر. وقالت المصادر التي شاركت في اجتماع اللجنة الدائمة للإعلام العربي إن غالبية تلك القنوات الفضائية تبث من أقمار صناعية، مثل «يوتل سات» و«إنتل سات» لها مكاتب في عدة دول أوروبية، إضافة لأميركا.