تجدد الاشتباكات القبلية في جنوب السودان.. ومقتل 24 في جونقلي

الناطق باسم جيش الجنوب كوال ديم: الاشتباكات سببها مشاجرة

TT

قُتل 24 شخصا على الأقل في مواجهات بين قبائل متخاصمة في قطاع حساس في جنوب السودان، كما أعلن مسؤول عسكري كبير أمس. قال ناطق باسم جيش جنوب السودان أن مسلحين قبليين قتلوا نحو 24 شخصا على الأقل في اشتباكات في ولاية جونقلي المضطربة في جنوب السودان إحدى المناطق التي شهدت حديثا تصاعدا في العنف العرقي، فيما جرح 22 طالبا في حادثة منفصلة وقعت بين عدد من الطلاب والشرطة وقوة من الجيش في منطقة يامبيو في غرب ولاية الاستوائية (جنوب) بعد يوم واحد من استقبالها الاحتفالات بالذكرى الخامسة لاتفاقية السلام بحضور الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه الأول سلفاكير.

وقال كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان لـ«الشرق الأوسط» إن أسباب الاشتباكات مشاجرة بين شخصين ينتميان إلى قبيلة النوير (تيانغ) أحدهما يسكن في حي تابع لمجموعة من قبيلة الدينكا (روث) من فرع قبيلة الدينكا كبرى القبائل في الجنوب، والآخر يسكن مع أفراد قبيلته في حي مجاور، وأضاف أن المشاجرة في موضوع يخصهما واستخدما العصي وأصيب الأخير وحدث له إغماء، وتابع: «ما إن رأى أولئك الأشخاص من قبيلة النوير أن ابنهم قد أغمي عليه حتى أشاعوا أنه قُتل ومجموعة الدينكا حاولت أن تحمي الآخر الذي يسكن معها»، مشيرا إلى حادثة وقعت الاثنين الماضي قُتل فيها 9 أشخاص من الجانبين، وقال: «لكن تجدد القتال أول من أمس وقُتل فيه ما لا يقل عن 15 وجُرح 15 آخرون وهناك 5 في عداد المفقودين»، وأضاف أن أفراد الدينكا دافعوا عن الآخر الذي يسكن معهم رغم أنه ينتمي إلى النوير، وقال إن الجيش الشعبي أرسل قوة تفصل بين الطرفين وجارٍ التحقيق من قِبل السلطات المحلية، وشدد على أن الأوضاع مستقرة ولن تؤثر على إجراء الانتخابات في أبريل (نيسان) القادم، وقال: «الانتخابات ستمضي في هدوء وبتأمين كامل».

وتعتقد جماعات مساعدات أن ما يصل إلى 2500 شخص ربما قُتلوا في اشتباكات قبلية منذ مطلع العام الماضي أغلبهم في جونقلي مما يهدد الاستقرار في المنطقة المنتجة للنفط قبل انتخابات تشريعية ورئاسية مقررة في أبريل، ويعاني الجنوب من العنف العرقي منذ سنوات وعادة ما يبدأ العنف بغارات لسرقة الماشية تليها هجمات انتقامية، لكن ارتفاع إجمالي القتلى في اشتباكات وقعت مؤخرا علاوة على استهداف النساء والأطفال أثار اتهامات بوجود تدخلات سياسية.

واتهم زعماء الجنوب خصومهم السابقين في الشمال بتسليح ميليشيات قبلية لزعزعة استقرار المنطقة في حين لمح محللون إلى أن شخصيات بارزة في الجنوب أيضا قد تقوم بتسليح أبناء قبائلها لتعزيز دوائر نفوذهم.

وكان أفراد من قبيلة النوير قد هاجموا رعاة ماشية من قبيلة الدنكا في منطقة التونج الشرقية بولاية واراب في الجنوب في مطلع يناير (كانون الثاني) فقتلوا 139 شخصا على الأقل وأصابوا 54، وتلك الهجمات غير مرتبطة بالضرورة بهجوم يوم الخميس حيث كانت الجماعتان من فرعين مختلفين من قبائل الدنكا والنوير الأكبر كما وقع القتال في ولاية مختلفة.

وعلى صعيد آخر قال مسؤولون إن 22 شخصا أصيبوا في اشتباكات بين الشرطة وطلاب في بلدة يامبيو الجنوبية النائية يوم الخميس بعد أيام فقط من الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة لاتفاق السلام الموقع في 2005.

وقالت جيما نونو حاكمة ولاية غرب الاستوائية وعاصمتها يامبيو لـ«رويترز» إن الشبان نزلوا إلى الشوارع شاكين من عدم حصولهم على أجر المشاركة في استعراض شاركوا فيه خلال الاحتفالات، وأضافت أنه تم إرسال الشرطة لمحاولة منع أي اضطرابات مدنية، إلا أن المظاهرة تحولت سريعا إلى العنف، وقالت: «كانوا يضربون الشرطة وكانت الشرطة تضربهم».

وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي اللواء كوال ديم كوال لـ«الشرق الأوسط» إن الطلبة بعد انتهاء الكرنفال وزعت عليهم الولاية أمولا تشجيعا لهم لكنهم اعتبروا أن المبلغ قليل، وأضاف: «حاولوا هدم الاستاد الذي كانوا قد أقاموا المهرجان فيه والشرطة لم تستطع السيطرة عليهم ولجأت إلى قوة الجيش الشعبي واستطاعت القوتين من السيطرة»، وتابع: «حدثت صدامات ولم يحدث موت، فقط إصابات بسيطة وصلت إلى نحو 22 مصابا»، مشيرا إلى أن الشرطة ألقت القبض على من قادوا الشغب وتجري تحرياتها معهم.