كينيا تفشل مجددا في ترحيل داعية إسلامي جامايكي متشدد

السلطات الروسية رفضت عبور طائرته أجواءها في طريقه إلى جامايكا

TT

تعثرت، مرة أخرى، جهود ومحاولات الحكومة الكينية لترحيل الداعية المسلم الجامايكي المتشدد، الذي أثار أزمة في بلدها، ويدعى عبد الله الفيصل، وفشلت كينيا، أمس، في ترحيل الفيصل إلى بلده الأصلي أو إلى بلد آخر، بعد أسبوع من تحول مظاهرات احتجاج ضد اعتقاله إلى معارك هزت قلب العاصمة الكينية نيروبي، وأدت إلى سقوط 5 قتلى على الأقل وإصابة عشرات آخرين.

وتضاربت تصريحات المسؤولين الحكوميين بشأن قضية ترحيل هذا الداعية، ففي الوقت الذي قال بعض المسؤولين إن الحكومة رحلت الفيصل، أكد آخرون تعذر ترحيله، وقال «إدوارد أوكيلو» المستشار القانوني للدولة الكينية «إن الداعية المسلم قد تم ترحيله، صباح الخميس، في طائرة خاصة إلى جامايكا»، وأضاف أمام المحكمة العليا التي كان متوقعا أن يمثل الفيصل أمامها «علمت من وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة أن الفيصل لم يعد خاضعا للسلطة القضائية الكينية حاليا». وكان من المقرر أن يمثل الفيصل أمام المحكمة العليا الكينية إثر دعوى رفعتها جماعة إسلامية ناشطة لحقوق الإنسان في كينيا ضد اعتقاله وترحيله.

إلا أن وزير الهجرة الكيني «أوتينو كاغوانغ» صرح فيما بعد أن الداعية الفيصل لا يزال موجودا في كينيا، دون أن يوضح سبب فشل ترحيله هذه المرة، لكن يعتقد أن السلطات الروسية رفضت هبوط طائرة الفيصل في أراضيها للتزود بالوقود في موسكو في طريقها إلى جامايكا، لأن الرجل مطلوب لأسباب تتعلق بالإرهاب والتحريض العنصري، وأيضا لصلته بجماعات إرهابية، ولذا تم إلغاء الرحلة. وتعاني الحكومة حاليا من عدم وجود طائرة مباشرة إلى جامايكا، حيث إن جميع الرحلات إلى بلده تتوقف في دول أخرى لا تريد استقبال أو توقف الفيصل في أراضيها بسبب ماضيه الإرهابي.

ومع ذلك تصر كينيا على قرارها بترحيل الداعية الجامايكي من بلدها، بزعم أن الرجل يتبنى أفكارا متشددة، مثل الدعوة إلى الجهاد، وأنه يمثل خطرا على أمنها، وأبدت تخوفها من أن تزيد خطبه من التشدد في بلدها، كما أن لديها مخاوف من أن يؤدي استمرار وجود الداعية الجامايكي في بلدها إلى تزايد أعمال العنف في العاصمة والمدن الأخرى التي يقطن فيها المسلمون، مثل المدينة الساحلية مومباسا، لذا تواجه نيروبي أزمة متصاعدة بشأن تعاملها مع ملف هذا الداعية الجامايكي. وكان الفيصل (45 عاما) قد وصل إلى كينيا في 24 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي برا في جولة دينية، قادما من جنوب أفريقيا.

وكان الفيصل يحمل جنسية بريطانية، حيث كان يعيش في بريطانيا منذ سنوات، إلا أنها طردته من بلادها في مايو (أيار) 2007، بعد سحب الجنسية البريطانية منه بزعم حثه على الكراهية العنصرية ودعوته إلى قتل اليهود والهندوس والغربيين، وخصوصا الأميركيين. وكان قد قضى 4 سنوات في سجن بريطاني بعد إصدار حكم عليه بتهمة التحريض على قتل اليهود والهندوس. وأثار قرار سلطات الهجرة الكينية بترحيل هذا الرجل من بلادها غضب المسلمين في كينيا، كما عبرت المنظمات الحقوقية الإسلامية في كينيا عن احتجاجها على معاملة الفيصل. وتخشى الحكومة الكينية في حالة مثول الفيصل أمام محكمة قضائية أن تتم تبرئته، لأن الرجل دخل البلاد بصفة شرعية، وليس هناك دعوى قضائية معتمدة ضد الرجل، إلا أن الحكومة تخاف من أن تزيد خطبه الدينية من التشدد في بلدها، وأنه قد يجند الشبان للجهاد. وعلى الرغم من كل هذه المحاولات الفاشلة لترحيل عبد الله الفيصل، فإن الحكومة الكينية لا تزال تبحث عن الوجهة الأخرى التي ترحله إليها، إلا أنها تعاني في الوقت ذاته من مشكلة اعتذار جميع شركات الطيران عن نقل الرجل، إضافة إلى رفض الدول استقباله.