سيف الإسلام القذافي يصطاد الخنزير في غابات الغرب الجزائري

بعد أن أجرى مباحثات سياسية مع الرجل الثاني في الدولة

TT

قضى سيف الإسلام القذافي، أمس، في ثاني يوم من زيارته لولاية تلمسان غرب الجزائر، ساعات طويلة بغابة موتاس، حيث خرج لاصطياد الخنزير المتوحش. وتوقف عند موقع أثري واستفسر لدى القائمين عليه حول «مسؤولية الاستعمار الفرنسي عن إبادة التراث المادي الجزائري».

وقد أحاطت سلطات تلمسان (550 كلم غرب العاصمة)، زيارة نجل العقيد الليبي معمر القذافي بإجراءات أمنية غير عادية. وقال مراسل إحدى الصحف المحلية بالمنطقة لـ«الشرق الأوسط»، إن الحرس الخاص لسيف الإسلام منع موفدي وسائل الإعلام من الاقتراب منه. وكان مع سيف الإسلام رئيس «مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية) عبد القادر بن صالح الذي يعتبر الرجل الثاني في الدولة بحسب الدستور، رفقة والي تلمسان وسفير ليبيا بالجزائر وعدد كبير من المسؤولين المحليين وآخرين ممثلين للرئاسة جاءوا من العاصمة.

وبطلب منه خرج سيف الإسلام في الصباح الباكر إلى غابة موتاس الشهيرة وسط تعزيزات أمنية لافتة. ونقل عنه أنه سمع بأن حيوانات نادرة تعيش في هذه الغابة التي تمتد إلى الحدود مع المغرب. وكان سيف الإسلام يحمل بندقية صيد عندما توغل في عمق الغابة رفقة حرسه الخاص، وسمعت طلقات نارية متقطعة. وذكر أحد مرافقيه أنه طارد خنزيرا ولكن لم يتمكن منه. وتؤوي غابة موتاس طيورا نادرة تلجأ إليها في فصل الشتاء هربا من البرد القارس الذي يسود أوروبا. وأعطت السلطات الجزائرية طابعا رسميا لزيارة سيف الإسلام بدليل أن رئيس «مجلس الأمة»، هو من استقبله بالمطار، وذكرت مصادر مطلعة على الزيارة لـ«الشرق الأوسط»، أن حديث الرجلين تناول ملفات تهم المنطقة من بينها بناء المغرب العربي، ونزاع الصحراء الذي عطّل مؤسسات الاتحاد المغاربي بسبب الخلاف الجزائري المغربي حول القضية، وغلق الحدود بين الجزائر والمغرب منذ قرابة 16 سنة.

ورغم أن الضيف حريص على التأكيد بأن زيارته سياحية ولا علاقة لها بالحكومة الليبية وأنه تنقل إلى تلمسان باسم «مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية» التي يرأسها، لكن في مدينة تلمسان يتحدث الجميع عن استثمارات بملايين الدولارات سيقيمها ابن الزعيم الليبي. ويتعلق الأمر ببناء فندق كبير، حسب برلماني يتحدر من المنطقة رفض نشر اسمه. يشار إلى أن سيف الإسلام زار المنطقة نفسها في مايو (أيار) الماضي، ورافقه أثناء الزيارة عبد العزيز بلخادم وزير الدولة والممثل الشخصي لرئيس الجمهورية.

ويعتقد البعض أن اهتمام سيف الإسلام بتلمسان يحمل دلالات معينة. فالمنطقة يتحدر منها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونحو نصف الطاقم الحكومي. وهي أيضا مسقط رأس مئات المسؤولين الذين يوجدون في وظائف تنفيذية مهمة في الدولة.