الصومال: أوامر برفع أعلام حركة الشباب فوق المدارس التعليمية

مدير المخابرات الأميركية في نيروبي لتشكيل تحالف إقليمي ضد «الشباب»

TT

أصدرت سلطات حركة الشباب المجاهدين التي تسيطر على مدينة مركا ( 90 كم جنوب مقديشو)، أوامر صارمة للسكان من بينها رفع العلم الأسود الذي تشتهر به الحركة فوق المدارس، والفصل بين الجنسين في الفصول الدراسية، وفرض ارتداء الجلابيب الثقيلة على الطالبات وتقصير السراويل على الطلبة البنين أيضا. وقال الشيخ حسن نور أبو مصعب مسؤول الدعوة في حركة الشباب في مدينة مركا: «إن هذه الأوامر جزء من تطبيق الشريعة الإسلامية في المناطق التي تسيطر عليها حركة الشباب المجاهدين وسيتم العمل بها ابتداء من الأول من فبراير (شباط) المقبل». وشملت أوامر سلطات حركة الشباب في مركا أيضا إنزال العلم الوطني (أزرق اللون تتوسطه نجمة خماسية) من فوق المدارس ورفع العلم الخاص بالحركة (أسود اللون تتوسطه كلمة التوحيد). وتقليديا ترفع المدارس الصومالية العلم الصومالي فوق المدارس لتحيته في طابور الصباح، وهذه هي المرة الأولى التي تصدر الحركة علنا أوامر صارمة في ذلك. وتتبع معظم المدارس في الصومال نهج الفصول الدراسية المختلطة بمراحلها المختلفة. ويقول العاملون في مجال التعليم إن الإمكانات المادية المحدودة للمدارس لا تمكنهم من تخصيص فصول لكلا الجنسين من التلاميذ.

في هذه الأثناء أطلقت سلطات تنظيم الشباب في مدينة برواي (250 كم جنوب مقديشو) اسم صالح نبهان، القيادي في تنظيم القاعدة شرق أفريقيا الذي قتل في غارة أميركية، على سوق، وعُلّقت لوحة كبيرة تحمل اسم نبهان على مدخل هذه السوق. وقال الشيخ محمد علي القيادي في حركة الشباب: «ليكون الأخ والشهيد صالح علي نبهان فى ذاكرتنا إلى الأبد، قررنا إطلاق اسمه علي السوق الرئيسي في المدينة»، وأضاف الشيخ علي «الشهيد صالح قتله عدونا وعدو الله إنه كان قياديا إسلاميا كبيرا، سيكون في ذاكرة المجاهدين إلى الأبد». وقتل صالح نبهان بالقرب من مدينة برواي في سبتمبر (تشرين الأول) من العام الماضي .

ميدانيا قتل 7 أشخاص وأصيب 11 آخرون في هجوم تفجيري استهدف القاعدة الرئيسية لقوات الاتحاد الأفريقي في مقديشو، استهدف عيادة خارجية تقع في مدخل القاعدة بالقرب من مطار مقديشو، وتضاربت المعلومات حول كيفية تنفيذ الهجوم. وأفادت بعض المصادر أن الهجوم نفذه انتحاري بحزام ناسف، فيما أفادت مصادر أخرى أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة، وأفادت مصادر أخرى أن انتحاريا فجر نفسه وسط طابور من المرضى الصوماليين الذين كانوا ينتظرون دخول العيادة، وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من المرضى الذين كانوا في المكان، وإصابة عدد آخر من بينهم 3 من جنود الاتحاد الأفريقي. ويرتاد هذه العيادة يوميا عدد كبير من المرضى الصوماليين. وقال المتحدث باسم قوات الاتحاد الأفريقي الميجور بريجي بهوكو: «إن الهجوم لم يوقع أي قتلى في صفوف القوات الأفريقية في المكان، وجميع الضحايا كانوا من المرضى الصوماليين».

وأعلنت حركة الشباب المجاهدين مسؤولية تنفيذ هذا الهجوم، وذكر المتحدث باسم الحركة الشيخ علي محمود راجي أن الهجوم كان ثأرا لقتلى الشعب الصومالي الذي قتلته قوات الاتحاد الأفريقي، جراء القصف العشوائي الذي تضربه في الأحياء السكنية والأسواق المزدحمة على حد تعبيره، لكنه لم يكشف عن الوسيلة التي استخدمت في تنفيذ الهجوم، واقتصر قائلا: «إنها كانت عملية ناجحة، أسفرت عن خسائر كبيرة في صفوف قوات الاتحاد الأفريقي» وتوعد الشيخ راجي أيضا بمواصلة الهجمات ضد هذه القوات حتى ترحل من الصومال.

وتزامن هذا الهجوم مع زيارة يقوم بها وفد مشترك من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى العاصمة مقديشو، بقيادة مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومالي السفير أحمد ولد عبد الله ورئيس مفوضية الأمن والسلم التابعة للاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة، في زيارة لم تعلن عنها مسبقا، ومن بين أعضاء الوفد أيضا مبعوث الاتحاد الأفريقي الجديد إلى الصومال بابكر ديارا. وأجرى الوفد في القصر الرئاسي سلسلة محادثات مع المسؤولين الحكوميين، وفي مقدمتهم الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد، ورئيس الوزراء عمر عبد الرشيد شرماركي، وناقش الطرفان التطورات الأخيرة في الصومال في اجتماعات مغلقة. وقال رئيس الوزراء الصومالي عمر شرماركي في مؤتمر صحافي مقتضب بعد اللقاء الثلاثي: «إن الاجتماع الثلاثي بحث عدة مسائل تتضمن مسيرة السلام والمصالحة والمساعدات الإنسانية إلى الصومال». من جهته قال أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال «إن الهدف من زيارة الوفد المشترك هو الاطلاع على تطورات الأوضاع في الصومال والجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة الأمن والاستقرار، إضافة إلى وضع قائمة باحتياجات الحكومة وخاصة في مجال الأمن لتقديمها إلى قمة الاتحاد الأفريقي التي تُعقد الأسبوع المقبل في أديس أبابا».

إلى ذلك، كشفت مصادر صومالية وكينية متطابقة لـ«الشرق الأوسط» عن مساعٍ أميركية غير معلنة لتحجيم مخاطر حركة الشباب المجاهدين المتشددة والمناوئة للرئيس الصومالي الانتقالي شيخ شريف شيخ أحمد.

وقالت المصادر إن الإدارة الأميركية تسعى لتشكيل تحالف إقليمي يضم دول الجوار الجغرافي للصومال، وخصوصا كينيا وجيبوتي وأوغندا وإثيوبيا، لمنع حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة من تحويل الصومال إلى ملاذ آمن للعناصر المتطرفة في منطقة القرن الأفريقي.