«تايمز» البريطانية: إسرائيل تشن حملة اغتيالات سرية في الشرق الأوسط

لمواجهة التقارب بين إيران وحماس وحزب الله

TT

ذكرت تقارير صحافية أن حكومة اليمين الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو اتخذت قرارا سريا منذ عدة أشهر بشن حملة اغتيالات في عدد من الدول العربية تستهدف في المقام الأول ما تزعم بأنه لقاءات ثنائية بين عناصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقيادة حركة حزب الله اللبنانية وقوات من الحرس الثوري الإيراني.

وأضافت التقارير أن حملة الاغتيالات الإسرائيلية بدأت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعملية تفجير حافلة ركاب إيرانية في دمشق، وكان آخرها انفجار في قطاع غزة في 3 فبراير (شباط) الحالي، وُصف بالغامض، وزعمت دولة الاحتلال أن تلك الانفجارات استهدفت عناصر من حرس الثورة الإيراني وحماس.

وقال مسؤول فلسطيني بارز في رام الله لصحيفة «تايمز» البريطانية إن حركة حماس عمدت إلى التعتيم على هذه الحوادث لأنها شعرت بالحرج. وأضاف: «هناك تعاون متزايد بين غزة وإيران. وإسرائيل يمكنها أن تعرف ما ينطوي عليه مثل هذا التعاون، وتعرف أنه بمساعدة إيران ستصبح حكومة حماس في غزة أكثر قوة وستتحسن قدراتها القتالية».

وبين الانفجار الأول والأخير نجح الموساد في اغتيال القيادي في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، محمود المبحوح بدبي في العشرين من الشهر الماضي، وسبق الاغتيال انفجار عبوة ناسفة قرب مقر حماس في بيروت، استهدف على ما يبدو عضو المكتب السياسي لحماس وممثلها في لبنان، أسامة حمدان. وكانت وسائل إعلام عبرية زعمت في وقت سابق أن سلسلة لقاءات تنسيقية عقدت خلال الأشهر القليلة الماضية بين نشطاء من حركة حماس والحرس الثوري الإيراني انتهت إلى انفجارات غامضة وخسائر في الأرواح، مشيرة إلى أن خبراء عسكريين إيرانيين يقيمون حاليا في قطاع غزة ويساعدون الجناح العسكري لحركة حماس.

وأشارت إلى أن أجهزة الاستخبارات في إسرائيل اعتمدت عقيدة مفادها أن عمليات تصفية القادة «الإرهابيين» من الصف الأول في فصائل المقاومة الفلسطينية هي وحدها التي يمكن أن يكون لها وقع استراتيجي.

وادعت أن عمليات التصفية أثبتت جدواها من خلال تخفيض عدد الهجمات بشكل كبير في الضفة الغربية بين 2001 و2005، معتبرة أن شل من وصفتهم بـ«الإرهابيين» هو سلاح استراتيجي بالنسبة لإسرائيل. واعتمدت تل أبيب مؤخرا أسلوب الصمت حول الاغتيالات التي تنفذها الأجهزة الاستخباراتية، وهذا ما حدث في اغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية في 2007، والقائد القسامي محمود المبحوح.

في غضون ذلك نقلت صحيفة «تايمز» البريطانية عن مصدر دبلوماسي مصري قوله إن إسرائيل زادت وتيرة تنفيذ الاغتيالات في الأشهر الأخيرة في الدول العربية بعد أن لاحظت ارتفاعا في التأثير الإيراني في قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها المصرية قولها: «إننا نعلم أن النشاط الإسرائيلي السري ازداد... ونحن واعون إلى أنهم ينشطون أكثر على أراضينا وفي دول أخرى في المنطقة، فهم يحاولون توريطنا جميعا في صراعهم».

وقال المصدر الدبلوماسي المصري إن هناك تعاونا متزايدا بين غزة وإيران، وإسرائيل تخشى أن يحوّل الدعم الإيراني الحركة إلى أكثر قدرة وقوة لمحاربتها وبشكل أفضل.

وأشارت الصحيفة إلى أن المصدر المصري حذر من أن «توسع إسرائيل حدودها» في حربها ضد التعاون بين إيران وحماس، مضيفا أن هناك دولا أخرى لا ترغب في تحول أراضيها إلى ميدان قتال في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، على حد تعبيره.

كانت صحيفة «معاريف» العبرية ذكرت في عدد سابق لها أن جهاز الموساد يقف خلف تفجير حافلة الركاب في دمشق وانفجارين آخرين وقعا في بيروت وفي غزة. وربطت بين هذه التفجيرات وبين اغتيال المبحوح في دبي. وقالت الصحيفة: «في انفجار الباص في دمشق قتل 3 ناشطين من حماس، و5 من الحرس الثوري الإيراني. وفي انفجار آخر في غزة قبل أسبوع قتل بالإضافة إلى ناشطين من حماس 4 خبراء عسكريين إيرانيين.. يضاف إلى الحادثين اغتيال المبحوح. كل الإشارات تؤكد أن التنسيق بين إيران وحماس يتعزز، لكن تحت أعين إسرائيل الساهرة، على حد قولها.

في سياق متصل، نشر موقع «ديبكا فايل» المقرب من الاستخبارات الإسرائيلية، في وقت سابق ما سماه قائمة بأسماء قياديين عسكريين في فصائل المقاومة الفلسطينية مطلوبين للتصفية.

وتضم القائمة كلا من: محمد الضيف القائد الأعلى لكتائب القسام، وأحمد الجعبري رئيس أركان الكتائب، ومروان عيسى نائب الجعبري وقائد القسام في المنطقة الوسطى لقطاع غزة، وأبو خالد حجازي قائد كتائب الأقصى جناح أيمن جودة، الجناح العسكري لحركة فتح في غزة، ومحمد الحروب من حركة الجهاد الإسلامي، الذي استهدفته إسرائيل مرتين من قبل لاغتياله، وأسماء أخرى.