الهند تسعى لاستجواب إرهابي أميركي مشتبه به في تفجير المطعم السياحي

مقتل 9 في أول هجوم كبير منذ هجمات مومباي.. والهند لا تستبعد أي احتمالات

TT

قال وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام أمس إن انفجار مطعم «جيرمان بيكري» بمدينة بيون، وقع بالقرب من مواقع قام بدراستها الإرهابي الأميركي المشتبه به ديفيد هيدلي ولذلك تسعى الهند بشدة لإيجاد سبيل لاستجوابه. وأفادت وكالات استخباراتية بأن هيدلي الذي ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي القبض عليه في أكتوبر (تشرين الأول) 2009، كان يقيم في فندق بالقرب من المطعم الذي وقع فيه الانفجار أول من أمس وأسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 57 آخرين. وقال تشيدامبارام في بيان صحافي أمس في مدينة بيون إنه لم يتضح بعد المسؤول عن التفجير. ومع ذلك أشار إلى أنه من المحتمل تورط المسلحين الإسلاميين، قائلا إن هيدلي قام بزيارة كل من مزار أوشو أشرام وكنيس «تشاباد هاوس» اليهودي، وكلاهما قريب من المطعم، في عامي 2007 و2008 عندما كان يقوم بدراسة لاستكشاف مواقع يحتمل مهاجمتها لصالح جماعة «عسكر طيبة» ومقرها باكستان.

يأتي الانفجار في الوقت الذي وافقت فيه الهند وباكستان لتوهما على استئناف حوار السلام بينهما الذي انقطع منذ الاعتداءات التي استهدفت مومباي، العاصمة الاقتصادية للبلاد، وأسفرت عن 166 قتيلا و600 جريح.

واتفق البلدان على عقد اجتماع على مستوى كبار الموظفين في وزارتي الخارجية في 25 فبراير (شباط) الحالي في نيودلهي. وندد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس بالاعتداء مؤكدا على الرغبة في الحوار مع الهند.

وقال وزير الداخلية الهندي تشيدامبارام إن أكثر من 60 شخصا كانوا داخل المطعم الذي تبلغ مساحته 32 مترا مربعا وقت الانفجار، وإن الحقيبة على الأرجح تركها أحد رواد المطعم. وقال تشيدامبارام: «أخبرني الأطباء أن أغلب المصابين تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاما». ويواجه هيدلي المقيم في شيكاغو وهو مواطن أميركي من أب باكستاني وأم أميركية 12 تهمة جنائية، من بينها التدبير لتفجير أماكن عامة في الهند وقتل أشخاص في الهند والدنمارك وتوفير الدعم المادي لجماعة «عسكر طيبة». وذكرت مصادر استخباراتية أن المرة الأخيرة التي جاء فيها هيدلي للهند كانت في مارس (آذار) 2009 لإتمام هجمات إرهابية متزامنة ضد مراكز عبادة لليهود في خمس مدن من بينها بيون. وقال تشيدامبارام إن «الحكومة الهندية تسعى بشدة للوصول إلى هيدلي.. وهو أمر ينطوي على مشكلات قانونية. حيث إنه يمثل للمحاكمة أمام محكمة في شيكاغو». ولكنه أضاف: «إننا مع ذلك لن نتنازل عن الوصول إلى هيدلي لاستجوابه». من ناحية أخرى، ذكرت وكالة «برس تراست أوف إنديا» الهندية للأنباء نقلا عن مسؤولين بوزارة الداخلية أن حالة التأهب القصوى أعلنت في مدينتي نيودلهي وكانبور شمال الهند وإندور وسط الهند بعد انفجار بيون، وذلك على أساس تقارير استخباراتية. وقال وزير الداخلية الهندي تشيدامبارام إن الإرهابيين وجدوا في المقهى السياحي الذي فجروه في مدينة بيون جنوب الهند «لقمة سائغة». وأسفر الانفجار الذي وقع أول من أمس عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 57 آخرين. وقال تشيدامبارام الذي توجه بطائرة إلى بيون، في بيان صحافي إن الإرهابيين كانوا يرصدون منطقة كوريجاون التي يقع فيها المطعم منذ فترة. ويقوم رجال الشرطة بدوريات منتظمة على طريق «نورث مين» الذي يقع فيه المطعم. كما تقوم القوات بتدريبات زائفة بالقرب من «أوشو أشرام» وكنيس «تشاباد هاوس» اليهودي. وذكر تشيدامبارام أنه مع ذلك فإنه ليس بوسع الشرطة توفير الحماية على مدار 24 ساعة يوميا لجميع المحلات والمطاعم، مؤكدا أن الأمر لا يعد إخفاقا في أنشطة الاستخبارات. وقال: «جميع المدن الكبرى معرضة للخطر. المدن الهندية لا تزيد أو تقل عنها». من جهتها، ذكرت شبكة تلفزيون نيودلهي «إن دي تي في» أن أغلب القتلى تعرضوا لتشوهات سيئة. وقال ضابط كبير في الشرطة إن ستة من القتلى هنود ولم تتحدد هوية الباقين وربما كان بينهم أجنبي واحد. وأصيب عشرة أجانب بينهم إيرانيون وسودانيون ونيباليون وتايواني وألماني.

وصرحت مصادر كبرى في الأمن الداخلي رفضت نشر أسمائها أن التركيز ينصب على جماعة «عسكر طيبة» المتشددة ومقرها باكستان التي ألقي باللائمة عليها في هجمات مومباي وعلى جماعة متشددة محلية تطلق على نفسها اسم «المجاهدون الهنود» كانت قد أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات سابقة في مدن هندية. وقال مسؤول كبير في وزارة الداخلية يشرف على التحقيق لـ«رويترز»: «مسار تحقيقنا يتجه الآن نحو احتمال ضلوع (عسكر طيبة) في الهجوم. وقد تكون خلية نائمة من (المجاهدون الهنود) ضالعة أيضا». وهناك صلات بين الجماعتين اللتين تخوضان قتالا ضد الحكم الهندي في كشمير. وقال وزير الداخلية الهندي بالانيابان تشيدامبارام: «لا يوجد شيء مستبعد ولا شيء تم بته. التحقيق جار».