مصدر أمني فلسطيني يؤكد اعتقال عقيد في السلطة بتهمة التخطيط لاغتيال شخصيات

قال إنه يتم التحقيق حول ما إذا كان يقود خلية للاغتيالات

TT

أكد مصدر أمني فلسطيني رفيع أن السلطة اعتقلت عقيدا في الشرطة للتحقيق معه في قضايا مختلفة. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن العقيد مجاهد نمر مطلوب للنيابة العامة بتهم قديمة.

وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد قالت إنه تم اعتقال نمر بشبهة قيادة خلية خططت لاغتيال شخصيات في السلطة الفلسطينية وحركة فتح. ورفض المصدر تأكيد أو نفي ذلك، وقال إن التحقيق سيكشف عن كل شيء، لكنه أشار إلى أن نمر متورط على الأقل في التحريض: «ربما كان من منطلق أنه كان يريد موقعا. فلننتظر التحقيق». وتم ضبط بيانات ضد مسؤولين عسكريين كان يقف وراءها. وقال المصدر إن نمر حصل على رتبته من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وهي رتبة تنظيمية وليست عسكرية بحتة.

ونقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر فلسطينية قولها إن السلطة الفلسطينية اعتقلت في الأيام الأخيرة خلية خططت لتنفيذ عمليات اغتيال ضد مسؤولين في السلطة الفلسطينية وحركة فتح، يقودها نمر. وأضاف المصدر أن نمر اعتقل قبل أيام على يد أجهزة الأمن الفلسطينية من منزله في مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس، وذلك بعد اعتقال أربعة من رفاقه في الأسابيع الأخيرة وكلهم من حركة فتح، بشبهة التخطيط لعمليات اغتيال.

يذكر أن نمر اعتقل في 8 فبراير (شباط) الحالي على يد الجيش الإسرائيلي وهو أسير سابق أمضى 14 عاما في سجون الاحتلال، لكن يبدو أن السلطات الإسرائيلية سلمته بعد أيام من التحقيق معه للسلطة. وحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن التحقيقات تجري في اتجاهات مختلفة متعلقة بصراعات القوى داخل السلطة الفلسطينية بين التنظيمات المختلفة وربما في قيادة فتح نفسها.

واتهم المصدر الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، إسرائيل «بالنبش والبحث» وراء السلطة، وقال إن إسرائيل تريد إرسال رسالتين، واحدة للعالم الخارجي بأن الفلسطينيين متورطون في قضايا إرهاب وهم ليسوا شركاء، والثانية للداخل تقول لهم إن قيادتكم متورطة في الفساد المالي والأخلاقي ولا تستحق الثقة.

وزاد من هذا الشعور لدى قيادة السلطة ما بثته القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي من صور فاضحة قالت إنها تعود لرفيق الحسيني مدير مكتب الرئيس الفلسطيني، الذي تم إيقافه لاحقا عن عمله بسبب هذا.

وقال ضابط المخابرات الفلسطيني السابق، فهمي شبانة، الذي سلم الوثائق والصور للتلفزيون الإسرائيلي، إنه يملك معلومات أخرى خطيرة تهز أركان السلطة. وهدد شبانة بكشف وثائق محرجة لعدد من المسؤولين الفلسطينيين، تتعلق باختلاسات، وقال إنه يملك شريطا آخر لمسؤول ثان في أوضاع شائنة. وزعم شبانة أن المعلومات التي بحوزته من شأنها أن تعرقل مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في القمة العربية المقبلة في ليبيا، كما من شأنها أن توقف الدعم المالي للسلطة. وأكد شبانة أنه كشف «غيضا من فيض» فقط، وأنه كان يعمل بتوجيهات من رئيسه في العمل آنذاك، اللواء توفيق الطيراوي، لكن الطيراوي قال إن «جهاز المخابرات اكتشف أن شبانة جاسوس». ونفى شبانة تهما بالجاسوسية لإسرائيل، وقال إنه حتى الشهر الماضي كان يتلقى راتبه من المخابرات، وهو مصر على كشف الحقائق للرأي العام.

وحسب شبانة، تحاول قيادة السلطة فتح خطوط معه، لكنه يرفض، وسيفجر قنبلة مطلع الشهر القادم، قال إنها ستكون صادمة للقيادة الفلسطينية.