ليبيا تطبق الحظر على الأوروبيين وتعيد من وصلوا إليها بالطائرات التي جاءوا على متنها

ايطاليا تنتقد سويسرا لاستغلالها اتفاق شنغن واحتجاز أعضائه رهائن

TT

بدأت ليبيا أمس تطبيق قرارها منع دخول رعايا دول الاتحاد الأوروبي أراضيها عبر مطاراتها ومنافذها البرية والبحرية، مستثنية من ذلك الرعايا البريطانيين. وقالت صحيفة «أويا» المقربة من نجل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عبر موقعها الإلكتروني أمس: «لقد تم إعادة من وصل من الأوروبيين اليوم (أمس) على متن الطائرات التي جاؤوا على متنها». وذكر مسؤول ليبي للصحيفة أن هذا الإجراء ينطبق على جميع الدول التي تتعامل بتأشيرة «شنغن»، ولا ينطبق على الرعايا البريطانيين. وفي سياق ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبي أمس عن أسفه لقرار ليبيا تعليق تأشيرات الدخول لمواطني دول منطقة شنغن، وهي 25 دولة أوروبية, وفق ما ذكرته وكالة رويترز. وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في إفادة صحافية معتادة: «نأسف لهذا الإجراء، لأن إجراءات تعطيل تسليم تأشيرات الدخول هي إجراء من جانب واحد وغير متناسب». وأضاف: «نأسف حقا لأنه حتى المواطنون من الدول الأعضاء في شنغن بالاتحاد الأوروبي كان بحوزتهم تأشيرات سارية منعوا من الدخول وأعيدوا».

ورفض المتحدث التعليق على تصريحات لوزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني اتهم فيها سويسرا باستغلال اتفاق شنغن واحتجاز أعضائه رهائن» بفرضها حظرا على مسؤولين ليبيين وهو ما دفع طرابلس إلى الرد. وقال فراتيني في لقاء نُشر في صحيفة «لا ستامبا الايطالية»: «الحكومة السويسرية وضعتهم (المسؤولين الليبيين) في القائمة السوداء لشنغن. لكن هذا ليس اتفاق شنغن الذي نعرفه. بتصرفها هذا احتجزت سويسرا باقي الدول في منطقة شنغن رهائن». وصرح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بأن الدول الأعضاء في شنغن سيجتمعون غدا الخميس ليتخذوا قرارا بشأن الخطوة الليبية. وفي اللقاء الصحافي ذاته قال فراتيني إن إيطاليا التي أقام رئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني علاقات وثيقة مع العقيد معمر القذافي طلبت من طرابلس إعادة النظر في قرارها. وقال فراتيني إن الغرض من اتفاق شنغن أصلا هو حماية الدول الموقعة من المجرمين والإرهابيين لا ممارسة الضغوط في قضايا ثنائية. وأضاف: «ليس من الصواب أن تقوم سويسرا بليّ شنغن لتصبح وسيلة ضغط. لحسم المشكلات الثنائية مع ليبيا طرق أخرى». ورفضت وزارة الخارجية السويسرية أمس التعليق فورا على تصريحات وزير الخارجية الإيطالي لكنها قالت إن سويسرا تطبق «سياسة مقيدة لاستصدار تأشيرات الدخول منذ خريف عام 2009 بعد خطف مواطنين سويسريين واحتجازهما في مكان غير معلوم 52 يوما». وقالت أيضا إن دولا أخرى في اتفاق شنغن أيدت سياستها في إصدار تأشيرات الدخول. وفي سياق ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس أن باريس نصحت رعاياها بعدم السفر إلى ليبيا, وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وقالت نائبة المتحدث باسم الخارجية الفرنسية: «ننصح الفرنسيين حاليا بعدم السفر إلى ليبيا ما دامت هذه الإجراءات قيد التنفيذ». ونصحت إيطاليا يوم الاثنين رعاياها أيضا بعدم السفر إلى ليبيا إثر القرار الليبي. وأعلنت المفوضية الأوروبية الاثنين أن مشاورات ستجري بين دول شنغن والدول الشريكة لتحديد «الرد المناسب قبل نهاية الأسبوع».

وأكدت المتحدثة الفرنسية أن بلادها «تُجري مشاورات مع شركائها الأوروبيين». إلى ذلك، صرحت متحدثة باسم الخارجية الإيطالية أمس أن السلطات الليبية سمحت لـ13 إيطاليًّا، بينهم ثلاثة جرى احتجازهم في مطار طرابلس، بدخول أراضيها. وقالت المتحدثة باولا كاتابانو لوكالة الأنباء الألمانية، إن السلطات الليبية كانت احتجزت أول من أمس أربعة رعايا إيطاليين في مطار طرابلس وسط الجدل المتزايد بين دول الاتحاد الأوروبي وليبيا، وسمحت لثلاثة منهم أمس بالدخول. وأضافت المتحدثة أن الإيطالي الرابع عاد إلى إيطاليا، بينما تم السماح لعشرة آخرين وصلوا إلى المطار في وقت لاحق بالدخول أيضا. وكانت المجموعة قد قررت السفر إلى ليبيا رغم تحذير وزارة الخارجية الإيطالية لهم أول من أمس من أن السلطات الليبية قررت عدم السماح بدخول حاملي جوازات منطقة شينغن إلى أراضيها. وعلى صعيد ذي صلة، واصلت شركة «لوفتهانزا الألمانية للطيران» رحلاتها إلى طرابلس، ولم تتعرض لحالات ترحيل غير معتادة لرعايا دول منطقة شنغن، حسب ما ذكرته «رويترز». وقال متحدث باسم الشركة أمس في فرانكفورت إن رحلة «لوفتهنانزا» التي أقلعت أول من أمس من فرانكفورت إلى طرابلس كانت تقل 58 راكبا. وأضاف المتحدث أنه مُنع أربعة ركاب من دخول ليبيا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن منع السلطات الليبية لبعض الأشخاص من دخول البلاد ليس مسألة غريبة. وعاد الركاب الأربعة مرة أخرى في حين سمح لباقي الركاب ومعظمهم من دول الاتحاد الأوروبي، بدخول ليبيا دون مشكلات.